إلا الخبز.. رجاء لا تقتربوا من هذا العِرق الحساس جدا في جسدنا، فكل اقتراب منه يهدد لا قدر الله بنزيف حاد في الجسم قد يترتب عنه ما يترتب عنه. تفسيرات كثيرة يمكن أن نستعرضها في مجال المخاطر التي ترافق الزيادة في أسعار الخبز، أولا، للقضية رمزية عميقة في ذاكرة الشعوب، فكثير من الثورات قامت والعديد من الانتفاضات العارمة سادت بسبب الزيادة في أسعار الخبز، حدث هذا في المغرب، في تونس، في الجزائر وغيرها، للقضية رمزية تبدو سهلة التوظيف لدى بعض الأطراف. ثانيا لأن الخبز هي المادة الاستهلاكية الأساسية الأولى لدى الغالبية العظمى من أبناء هذا الشعب، لا أتحدث عن بعض الأثرياء الذين حرمهم الله من نعمة الخبز بعدما أجبرتهم الحمية على تجنب استهلاكها، ولكني أتحدث عن أكثر من ثلاثين مليون مغربي، وأكاد أقول دون مجازفة، أن الشعب المغربي يحتل المرتبة الأولى في استهلاك مادة الخبز، الخبز بالزبدة، الخبز بالزيت، بالزيتون، بالشاي. نعم من حق أرباب المخابز التي تنامت أعدادها بشكل ملفت جدا وتجاوز عددها الست آلاف مخبزة أن يدافعوا عن مصالحهم، وهذه مسؤولية الحكومة ، في التعاطي مع هذه المطالب المشروعة في إطار مقاربة شمولية أيضا، فهذه المخابز تبيع الحلويات ومنتوجات أخرى دون حسيب أو رقيب في الأسعار. نحن نتفهم مطالب أرباب المخابز، ونتفهم موقف الحكومة خصوصا ما يتعلق بالمبلغ الخطير الذي يلتهمه صندوق المقاصة، والوضع الاقتصادي الصعب الذي تواجهه بلادنا. لكن حذار من أن تتم المعالجة على حساب المواطن.