يواجه الرئيس الاميركي الجديد ، باراك اوباما ، تحديات عدة في الشرق الاوسط ورثها عن سلفه الرئيس جورج بوش ، ابرزها الاوضاع المعقدة في العراق ، وعملية السلام المتوقفة بين اسرائيل والفلسطينيين، والملف النووي الإيراني . وبعد هجمات11 شتنبر2001 ، وفي اطار «الحرب على الارهاب», حاولت الادارة الاميركية فرض الديموقراطية على دول ومجتمعات «الشرق الاوسط الكبير» بواسطة القوة اذا لزم الامر. - العراق: وعد اوباما بانهاء النزاع ب«طريقة مسؤولة» خلال مهلة16 شهرا. ونظرا لمعارضته اقامة قواعد دائمة, فهو مستعد لارسال عدد محدود من الجنود في حالات الكوارث او حصول ابادة جماعية. ويتعين على الرئيس الاميركي الجديد تطبيق اتفاقية امنية حول مستقبل الوجود الاميركي في العراق. ومن المتوقع ان تحدد اتفاقية وضع القوات ظروف الوجود العسكري بعد31 دجنبر المقبل ، عندما ينتهي تفويض الاممالمتحدة الذي يحدد مهامها. واذا لم يتم توقيع الاتفاقية ، ولم تمنح الاممالمتحدة تفويضا جديدا للقوات الاميركية, فسيكون الرئيس الجديد في وضع حرج ، لان وجود حوالى145 الف عسكري في العراق ، لن يكون قانونيا. ومن المهمات الاخرى ايضا, تنظيم الانسحاب من دون المساس بالنجاحات الامنية. -- عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين : دعت الادارة الاميركية الحالية ، في نونبر2007، الى مؤتمر آنابوليس لاعادة احياء عملية السلام بين الطرفين بعد ان تجاهلتها لفترة طويلة. وبعد مرور عام على المؤتمر, ما تزال معاهدة السلام بين الجانبين بعيدة المنال رغم الاعلان عن توقيعها بحلول اواخر العام الحالي. واستبعد رئيس السلطة الفلسطينية ، محمود عباس ، التوصل الى اتفاق قبل اخر السنة الحالية ، خصوصا في ظل تعليق المفاوضات بانتظار تشكيل حكومة اسرائيلية جديدة بعد الانتخابات المتوقع اجراؤها في العاشر من فبراير المقبل. ويامل الطرف الفلسطيني في مشاركة اميركية اكبر في عملية السلام ، بينما تامل اسرائيل في استمرار علاقاتها المميزة مع الاميركيين بغض النظر عن نتيجة الانتخابات الرئاسية. -- ايران : يشكل البرنامج النووي الايراني، ودور طهران في العراق ، ودعمها «حزب الله» اللبنانيي، و«حماس» الفلسطينية ، ابرز نقاط الاختلاف بين واشنطن والجمهورية الاسلامية. وتحاول الولاياتالمتحدة منذ2003 دفع ايران الى تعليق برنامجها النووي رغم العلاقات المقطوعة بين البلدين منذ1980 . وتتهم واشنطنطهران بالسعي الى امتلاك اسلحة نووية تحت ستار برنامج نووي مدني, الامر الذي ينفيه الايرانيون. وقد اقر مجلس الامن الدولي خمسة قرارات، بينها ثلاثة مرفقة بعقوبات, تطالب ايران بتعليق برنامجها لتخصيب الأورانيوم. واكد المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية ، علي خامنئي ، الاسبوع الماضي ، ان «كراهية» الحكومة الاميركية «عميقة»، مما يوحي بان العلاقات بين الطرفين لن تشهد تطورات سريعة. -- الخليج : يتوقع ان يعمل الرئيس العتيد على ترسيخ العلاقات مع الدول الخليجية العربية التي يستضيف بعضها قواعد عسكرية اميركية, وهذا امر حيوي للحفاظ على النفوذ الاميركي في المنطقة. وفي خضم ازمة مالية طاحنة, تكمن الاهمية الاستراتيجية لهذه المنطقة في مواردها النفطية الهائلة، اذ تمتلك45 % من الاحتياطي العالمي ، كما انها تؤمن خمس الامدادات.