أشارت مصادر مطلعة بالثغرين السليبين سبتة ومليلية، إلى وجود تحركات مكثفة تقوم بها عناصر المركز الوطني للاستعلامات الاسباني CNI بالمدينتين المحتلتين، من أجل تشتيت شمل المسلمين وإبعادهم عن التأثير القوي الذي يمارسه المغرب عليهم من خلال وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والمجالس العلمية المحلية. وأضافت نفس المصادر، أن سلطات الاحتلال الاسباني بسبتة السليبة تحاول منذ بداية شهر رمضان الأبرك وبمختلف أشكال الترغيب والترهيب، قطع الارتباط الديني القائم بين المسلمين بالثغر المحتل والجمعيات الإسلامية التي تمثلهم وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية المغربية والمجلس العلمي للمضيق الفنيدق. حيث تخصص للجمعيات الإسلامية الموالية لها خصوصا جماعة الدعوة والتبليغ ميزانية ضخمة وتمول أنشطتها وتساند أعضاءها من خلال منحهم منحا لمتابعة دراساتهم العليا بدول المشرق والخليج العربي أو أداء تكاليف الحج والعمرة. ويوجد بمدينة سبتةالمحتلة حاليا 39 جمعية إسلامية وأزيد من 20 مسجدا ومركزا إسلاميا يتم فيه تدريس اللغة العربية وتحفيظ القرآن الكريم وتلقين العلوم الشرعية لأبناء المسلمين المغاربة. وكانت سبتة السليبة تضم أزيد من 50 خزانة علمية و 150 مدرسة شرعية و 40 مركزا دينيا ، وتخرج منها علماء من بينهم أبي العباس السبتي والشريف الإدريسي والقاضي عياض وغيرهم. ويذكر أن المراجع الدينية والتراث الإسلامي للمدينة المحتلة تعرض للإتلاف والسرقة والطمس والاندثار من طرف رجال الكنيسة على وجه الخصوص والمسيحيين على وجه العموم وكذلك من طرف سلطات الاحتلال. وتقوم وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية حاليا بتسيير عشرة مساجد بسبتةالمحتلة منها مسجدا مولاي المهدي وسيدي مبارك، اللذان تتصارع منذ أشهر جمعيات إسلامية على تسييرهما، ووصل الخلاف بينهما الى القضاء المحلي. وتتكلف وزارة الأوقاف المغربية بأداء رواتب الخطباء والأئمة والوعاظ الذين يتم إيفادهم الى مساجد سبتةالمحتلة للإمامة ولتقديم دروس الوعظ والإرشاد. وكانت إحدى الجمعيات الإسلامية الموالية للإحتلال (جماعة الدعوة والتبليغ) قد أعلنت فك ارتباطها بالمغرب وتبعيتها للهيأة الدينية العليا بمدريد، وأضحت تتلقى التوجيهات والتمويل منها، على غرار الدعم المقدم لها من وزارة العدل الاسبانية والمجلس البلدي بسبتةالمحتلة. وتسعى سلطات الاحتلال الاسباني منذ سنوات الى تقريب جمعيات إسلامية منها وتمويلها لقطع صلتها بوزارة الأوقاف المغربية، وخلق صراعات بين الجمعيات الإسلامية المغربية بالثغر المحتل للسيطرة على الحقل الديني. وحسب بعض المصادر المطلعة فإن السلطات الأمنية والاستخبارات المغربية تتابع عن كثب تطورات الوضع الديني بالثغر المحتل.