تواصل سلطات الاحتلال بسبتة السليبة نهج سياسة "فرق تسد" بين مسلمي الثغر المحتل، من خلال قيامها بدعم الجمعيات الإسلامية الموالية لها، وخاصة جماعة الدعوة والتبليغ (التي تسيطر وتترأس اتحاد الجمعيات الإسلامية التي تضم حوالي 30 جمعية)، والتي نظمت خلال شهر رمضان الماضي العديد من الأنشطة الدينية والثقافية والإحسانية خاصة موائد الرحمان الخاصة بإفطار الصائمين، وتلقت دعما ماليا من الحزب الشعبي، الذي يسيطر على المجلس البلدي، والذي يخصص لها سنويا منحة مالية مهمة، كمكافئة لها على دورها الكبير في ترجيح كفة الحزب الشعبي في الانتخابات المحلية. كما قررت سلطات الاحتلال مؤخرا تقديم دعم مالي بقيمة 2 مليون أورو لجمعية الهلال الأبيض من أجل إحداث مركز إسلامي بالمدينة السليبة، وفوق مساحة محاذية لمسجد سيدي مبارك تقدر بأزيد من 3 آلاف متر مربع. وشهدت مدينة سبتةالمحتلة هذه السنة وللسنة الرابعة على التوالي، انقساما خطيرا بين المصلين خلال تأدية صلاة عيد الفطر، حيث أقيمت صلاتين للعيد بمصليين اثنين، الأولى أقيمت بساحة "لوما مارغاريطا" حيث احتشد حوالي 2500 مصل (حسب إحصائيات سلطات الاحتلال الاسباني) من التابعين لاتحاد الجمعيات الإسلامية الاسبانية، التي يرأسها السيد العربي علال متعيش، وعرفت حضورا مكثفا لمسؤولي سلطات الاحتلال خلال مراسيم تقديم تهاني العيد، يتقدمهم رئيس المجلس البلدي خوان فيفاس ومندوب الحكومة الاسبانية خوان فيرنانديث تشاكون وعدد من البرلمانيين المحليين بالمدينة المحتلة، كما عرفت صلاة عيد الفطر هذه السنة اهتماما إعلاميا ومواكبة صحفية لوسائل الاتصال المحلية المرئية منها والمكتوبة والمسموعة. وأقيمت صلاة العيد الثانية بجوار مسجد سيدي مبارك بسبتةالمحتلة بحضور حوالي 500 مصل من الموالين للفيدرالية الاسبانية للهيئات الدينية الإسلامية التي يرأسها المغربي محمد علي حامد. وتعرف مدينة سبتةالمحتلة منذ سنوات صراعا محتدما بين تيارين إسلامين يتنافسان بينهما للسيطرة على الحقل الديني بالثغر السليب، أحدهما تابع للمغرب وللمذهب السني المالكي ويتلقى التوجيهات من مندوبية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بعمالة المضيق الفنيدق ومن المجلس العلمي المحلي، والتيار الآخر موال لسلطات الاحتلال الاسباني ومتشبع بالفكر السلفي.