كشفت مصادر متواترة،أن مجموعة فولسفاغن الألمانية، التي تعتبر من أكبر المجموعات الصناعية الأوربية المتخصصة في صناعة المحركات وتصميم السيارات الفخمة ومنخفضة الكلفة، دخلت في مفاوضات مباشرة مع مسؤولين حكوميين مغاربة من أجل الوصول لاتفاق حول إنشاء مصنع لتركيب أجزاء سيارات العلامة بطنجة وهو المشروع الذي سيكون الثاني من نوعه بعد مصنع رونو المتوسطي الذي تم تدشينه بنفس الموقع قبل أشهر . وكشفت الصحافة الجزائرية قبل يومين أن مجموعة «فولكسفاغن» الألمانية شرعت في إجراء اتصالات رسمية على مستويات عليا جدا مع سلطات الرباط بهدف إقامة مصنع للسيارات بالمغرب، بعد أن جوبهت الشركة بتجاهل شبه تام من وزارة الصناعة وترقية الاستثمار الجزائرية وتلكؤ الأخيرة في الرد على ملف الاستثمار الجدي الذي قدمته للجزائر مطلع 2010 .. ونقلت الشروق الجزائرية عن مسؤول جزائري أن الملف الذي تقدم به الطرف الألماني يتعلق ببناء مصنع لصناعة سيارات «فولكسفاغن» في الجزائر على ثلاث مراحل، تتضمن المرحلة الأولى تصنيع 70 ألف سيارة موجهة كلياً للسوق المحلية، ثم 100 ألف وحدة سنوياً، وفي المرحلة الثالثة تطوير خطوط إنتاج جديدة موجهة للتصدير نحو الأسواق الإفريقية والعربية . وكانت الجزائر و بدعم وضغط من حكومة قطر التي تملك حصص أسهم كبيرة في الشركة الألمانية الرائدة عالميا قد تمكنت شهر أبريل الماضي مبدئيا من إقناع إدارة شركة صناعة السيارات الألمانية «فولكس فاغن» من الاستثمار بالجزائر.لكن يبدو أن عراقيل بيروقراطية و شروطا تعجيزية اعترضت من حينه تقدم ملف الاستثمار الذي قدمته الشركة الألمانية قبل أن تقرر البحث عن بديل آخر للمشروع سواء بتونس أو بالمغرب . وخلال ذلك اشتعلت حروب المنافسة على استقطاب المشروع الضخم بين تونس و الرباط ليبدو في آخر المطاف أن مسيري الشركة الألمانية قد يرجحون كفة المغرب بالنظر الى عامل الاستقرار و جاذبية الاستثمار الأجنبي التي يوفرها . وتحول المغرب خلال السنوات الأخيرة بفعل ترسانة الإصلاحات التي شملت منظومة جذب الاستثمار الأجنبي الى قاعدة إقليمية و جهوية واعدة للاستثمار والتصدير. ومكنت هذه الاصلاحات الهيكلية و القانونية فضلا عن التسهيلات الادارية و الجبائية الممنوحة للاستثمارات الأجنبية المولدة لفرص شغل مكنت المملكة من استقطاب جملة من المشاريع العالمية الرائدة .