مفتي القدس يشيد بدعم المغرب تحت قيادة جلالة الملك لدعم صمود الشعب الفلسطيني    "إسرائيليون" حضروا مؤتمر الأممية الاشتراكية في الرباط.. هل حلت بالمغرب عائلات أسرى الحرب أيضا؟        إنقاذ مواطن فرنسي علق بحافة مقلع مهجور نواحي أكادير    ترامب يهدد بمحاولة استعادة قناة بنما    هيئة المعلومات المالية تحقق في شبهات تبييض أموال بعقارات شمال المغرب    المغرب يخطط لإطلاق منتجات غذائية مبتكرة تحتوي على مستخلصات القنب الهندي: الشوكولاتة والدقيق والقهوة قريبًا في الأسواق    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    فريق الجيش يفوز على حسنية أكادير    شرطة بني مكادة توقف مروج مخدرات بحوزته 308 أقراص مهلوسة وكوكايين    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    حفيظ عبد الصادق: لاعبو الرجاء غاضبين بسبب سوء النتائج – فيديو-    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    رحيل الفنان محمد الخلفي بعد حياة فنية حافلة بالعطاء والغبن    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المعركة السورية في معادلة إعادة رسم خارطة التوازنات الدولية
نشر في العلم يوم 16 - 07 - 2012

يتابع عدد من المراقبين الأزمة السورية من زاوية مخالفة للغالبية حيث أنهم عبرها يسعون لإستطلاع مسار التطورات الجديدة في العلاقات الدولية في مرحلة يصفونها بنهاية عصر القطب الواحد والعودة إلى عصر التوازن على الصعيد الدولي سواء في نطاق نظام الثنائية القطبية أو تعدد الأقطاب.
حركة الانتقال أو التحول هذه خلفت حالة من الإرتباك خاصة على صعيد قوة القطب الوحيد أي الولايات المتحدة الأمريكية التي لم تكن تتوقع مواجهة تحد من جانب خصمها القديم أي روسيا بعد مرور حوالي عقدين فقط على إنهيار الاتحاد السوفيتيي.
بعيدا عن النقاش الدائر حول حيثيات الأزمة السورية التي بدأت في شهر مارس 2011، وهل هي ثورة شعبية أم استغلال لأزمة سياسية داخلية من جانب أطراف أجنبية لإثارة حرب داخلية خدمة لأهداف معينة؟، لا يختلف الكثيرون على أنه على أرض الشام تجري حرب بالنيابة لحساب أطراف إقليمية ودولية.
يوم السبت 14 يوليو 2012 ذكرت وكالة الأنباء الألمانية «د ب أ» أن طائرة استطلاع مجهولة الهوية سقطت في بلدة يونين التابعة لقضاء بعلبك في وادي البقاع شرق لبنان، وتسببت بإشتعال حريق في المنطقة. من جانبها ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية، أن دوريات من الأجهزة الأمنية المعنية وسيارات الدفاع المدني ، توجهت إلى المكان لاستطلاع الموضوع وتبين أن الجسم المشتعل يعود لطائرة استطلاع، وتابعت الوكالة أن الأجهزة الأمنية ضربت طوقا أمنيا حول المكان وحظرت الاقتراب منه ثم جرى نقل الطائرة وردم الحفرة التي أحدثتها في المكان.
----------------------------
مصادر رصد غربية لها سفن حربية تجوب منطقة السواحل السورية اللبنانية أفادت أن الطائرة انطلقت من طراد تابع للأسطول السادس الأمريكي العامل في المتوسط وحلقت في المجال الجوي السوري قبل أن تواجه مشاكل وقد حاول الطراد الأمريكي الذي انطلقت منه استعادتها ولكنها سقطت داخل الأراضي اللبنانية وتم نقلها قبل أن تتحرك إسرائيل بناء على طلب أمريكي للتدخل لتدمير ما بقي سليما من الطائرة.
يذكر أن مصادر عديدة كانت قد أشارت منذ أكثر من ستة أشهر إلى أن الولايات المتحدة فقدت حوالي 5 طائرات إستطلاع بدون طيار كانت تقوم بمهام في سوريا وأن المخابرات الأمريكية أفادت أن الإسقاط تم بفضل أسلحة روسية حديثة جدا ودعم لوجستيكي من طرف خبراء روس.
قبل ساعات من سقوط طائرة الاستطلاع الأمريكية أعلن المكتب الصحافي لوزارة الدفاع الروسية، أن مجموعة من البوارج الروسية التابعة لأسطول البحر الأسود، بدأت بتنفيذ مهام تدريبية في البحر الأبيض المتوسط.
وأفاد المكتب، بأن المجموعة التي تضم سفينة الحراسة «سميتليفي» وسفينتي الإنزال الكبيرتين «تسيزار كونيقوف» و»نيقولاي فيلتشينكوف» وسفينتي إمداد، عبرت مضيقي البوسفور والدردنيل، بدأت تنفيذ المهام التدريبية المتعلقة بالتنسيق أثناء الإبحار والاتصال واستخدام المضادات الجوية ومكافحة الغواصات.
وأضاف أن مجموعة البوارج التابعة لأسطول البحر الأسود، ستشارك في التدريبات البحرية المشتركة مع بوارج أسطولي البحر الشمالي وبحر البلطيق الروسيين، في مياه البحر الأبيض المتوسط.
حديث عن صفقة
منذ إندلاع الأزمة السورية في بداية سنة 2011 ووقوف موسكو وبجانبها بكين ضد محاولات واشنطن وحلفائها التدخل عسكريا في بلاد الشام كما وقع في ليبيا، جرى حديث كثير عن صفقة أمريكية روسية للسماح بتمرير قرار عبر مجلس الأمن الدولي يجيز إستخدام القوة بموجب الفصل السابع، الصفقة لم تتم واعتبرها عدد من المحللين مجرد جزء من حرب دعائية.
يوم 7 يوليو 2012 نشرت صحيفة «ذي انترناشونال هيرالد تربيون» الامريكية مقالا لمدير المركز الروسي لتحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيا رسلان بوخوف يشرح فيه موقف بلاده من النظام السوري والاسباب التي تدعوها الى مساندة نظام بشار الاسد، نافيا ان يكون بين هذه الاسباب مبيعات الاسلحة او قواعد بحرية، ومشددا على ان موسكو تتخوف من المتطرفين الذين يستخدمون الدين لتحقيق أهداف سياسية تصب في مصلحة الولايات المتحدة وشركائها في حلف «الناتو» وترفض التدخلات الغربية. وقد جاء في المقال:
«يتبادر الى ذهن كثيرين في الدول الغربية ان الدعم الروسي لسوريا ينطلق من رغبة موسكو في الافادة من بيع الاسلحة الى حكومة بشار الاسد والمحافظة على مرافقها البحرية في ميناء طرطوس. غير ان هذه التكهنات لا تتعدى كونها مخادعة ومضللة. اما السبب الحقيقي وراء معارضة روسيا لاتخاذ اجراء دولي صارم ضد نظام الاسد فهو انها تخشى انتشار التطرف وتآكل صفة الدولة الكبرى بالنسبة اليها في عالم تزداد فيه ممارسة الدول الغربية للتدخلات العسكرية الاحادية.
ومنذ العام 2005 وصلت قيمة العقود العسكرية الروسية مع سوريا الى حوالي 5500 مليون دولار فقط ومعظمها لعمليات تحديث سلاح سوريا الجوي ودفاعاتها الجوية. ورغم ان سوريا واصلت تسديد الدفعات المستحقة في الموعد المقرر تقريبا، فان روسيا تسببت في تأخير تنفيذ معظم العقود لاسباب سياسية. والغي عقد لشراء اربع طائرات «ميغ 31 ئي» مقاتلة. واصبح معروفا في الفترة الاخيرة ان روسيا اوقفت بالفعل خطط تسليم انظمة صاروخية متنقلة من طراز «إس 300» مضادة للطائرات الى سوريا.
وفي الوقت الذي تعتبر فيه سوريا من المتعاملين البارزين مع روسيا، فإنها ليست بأي حال احدى اكبر مشتري الاسلحة الروسية، اذ انها لم تحصل الا على 5 في المائة فقط من مبيعات الاسلحة العالمية الروسية في العام 2011. وقد امتنعت روسيا منذ فترة طويلة عن تزويد دمشق باكثر الاسلحة فتكا لتحاشي اثارة الغضب في اسرائيل والغرب، وفي بعض الاحيان كان ذلك يصب في غير مصلحة علاقات روسيا التجارية والسياسية مع سوريا.
وبكلمات اكثر وضوحا، فان مبيعات الاسلحة الى سوريا اليوم لا تمثل اهمية بالنسبة الى روسيا من وجهة النظر التكنولوجية سواء كانت تجارية او عسكرية، كما ان سوريا ليست شريكا مهما بصفة خاصة في التعاون العسكري التكنولوجي.
ولا ريب في ان روسيا تستطيع بيع الاسلحة التي طلبتها سوريا بكل سهولة الى أطراف ثالثة وخاصة الاسلحة الاكثر تكلفة، مثل المقاتلات النفاثة والانظمة الصاروخية وبذلك تقلل من خسائرها. حتى وان بقيت حكومة الاسد على سدة الحكم، فانها ستكون اكثر ضعفا ومن غير المحتمل ان تتمكن من الاستمرار في شراء الاسلحة الروسية.
كما ان مرافق الدعم اللوجستي البحرية الروسية في طرطوس غير مهمة ايضا. فهي اساسا لا تشتمل الا على مرسيين عائمين اثنين، وبضعة مخازن ومعسكر وأبنية قليلة. اما على الشاطئ فليس هناك اكثر من 50 بحارا. وبالنسبة الى البحرية الروسية، تعتبر المرافق في طرطوس ذات أهمية رمزية اكثر منها عملية. فهي لا تصلح لتكون قاعد دعم لنشر قوات بحرية في البحر الابيض المتوسط، حتى ان زيارات السفن الحربية الروسية تتم للاستعراض اكثر منها نتيجة الحاجة الحقيقية لتجديد التجهيزات.
ان سياسة روسيا تجاه سوريا تتمحور حول دعم حكومة الاسد ومنع اي تدخل خارجي بهدف الاطاحة به، مثلما حدث في ليبيا. ويعمد الرئيس فلاديمير بوتين ببساطة الى تحويل الرأي العام واجماع الخبراء فيما يقوم هو بدوره التقليدي حاميا للمصالح الروسية الذي يحد من فرض الغرب ارادته.
خسارة لروسيا
ويعتقد كثير من الروس ان انهيار حكومة الاسد ستؤدي الى خسارة روسيا لاخر متعامل معها وحليف لها في الشرق الاوسط واخر خطوة في ازالة اثار النفوذ السوفياتي السابق هناك ايا كانت التهيؤات لتلك الاثار. وهم يعتقدون ان التدخل الغربي في سوريا الذي لا تستطيع روسيا ان تواجهه عسكريا سيمثل امتهانا دوليا لاحد الرموز القليلة الباقية من مكانة روسيا كدولة عظمى في العالم.
وتتغذى هذه المواقف على تزايد التشكك في ما يتعلق بما يحمله «الربيع العربي»، والثورة السورية على وجه التحديد. ويرى معظم المراقبين الروس ان الثورات العربية اضرت تماما باستقرار المنطقة، ومهدت الطريق امام سلطة المتطرفين. وينظر في موسكو الى الحكومات العلمانية على انها البديل الواقعي الوحيد لسيطرة المتطرفين.
كما ينظر الى استمرار النضال في العالم العربي على انه معركة بين من يرتدون اربطة العنق ضد من لا يرتدونها. وقد عانى الروس كثيرا من الارهاب والتطرف على ايدي مسلحين في شمال القوقاز، ولذا فانهم يدعمون بقوة اولئك الذين يرتدون رباط العنق.
وبالنسبة الى الناس في موسكو، فان الاسد لا يبدو «دكتاتورا سيئا» الى حد كبير، وانما زعيما علمانيا يكافح ضد انتفاضة متطرفين همجيين. اما الدعم النشط الذي تبذله الحكومات في السعودية وقطر وتركيا لصالح الثوار في سويا فانه يعزز الشكوك الروسية حول طبيعة الاسلاميين في المعارضة الحالية في سوريا والثوار في انحاء الشرق الاوسط.
واخيرا، فان الروس يتملكهم الغضب تجاه ميل الغرب نحو التدخل الاحادي، هذا اذا اغفلنا التفسير الواسع للقرارات التي يتبناها مجلس الامن الدولي والانتهاك الصارخ لهذه القرارات في ليبيا.
وعلى ضوء ذلك، فان الغرب بقيادة امريكا اظهر سخريته وخياناته وسياستة التقليدية بالكيل بمكيالين. وهذا هو السبب في ان الوعظ الاخلاقي الغربي والدعوات الى التدخل في سوريا تعتبر لدى الرأي العام الروسي دليلا آخر على اسوأ انواع التعالي.
ولا ريب في ان المحافظة على قوته الخاصة تدور في ذهن بوتين مع بدء حكومته في مواجهة الاحتجاجات المتنامية التي تحظى بالموافقة والدعم السياسي والمالي من الغرب. ولا يستطيع الا ان يتعاطف مع الاسد كزميل في الحكم يناضل ضد التدخل الخارجي في شأن داخلي.
غير ان التضامن الايديولوجي يظل في المرتبة الثانوية في افضل حالاته. ويستثمر بوتين الشكوك الروسية التقليدية تجاه الغرب، ويقوم دعمه للاسد على اساس قناعة راسخة بان الثورات التي يقودها متطرفون في سوريا، وخاصة تلك التي تحصل على الدعم عبر تدخل الغرب والدول العربية، ستلحق ضررا فادحا بالمصالح الروسية على المدى البعيد».
يقول محللون غربيون أن ما يعزز التصور الذي يفيد ان الولايات المتحدة تعمل على ركوب حركات التطور في المنطقة العربية لتحويلها إلى فوضى خلاقة كما يقول قاموس المحافظين الجدد الذين يريدون تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الكبير القاضي بتقسيم دول المنطقة على أسس عرقية ودينية إلى ما بين 54 و56 دويلة متنازعة، التناقض الفاضح بين ما تقوله واشنطن عما تشكله التحولات في المنطقة من تهديد لإسرائيل وما يسجل على أرض الواقع حيث يتقلص التهديد لتل أبيب مع كل توسع لنطاق الفوضى الخلاقة.
الخطر العسكري أبعد من 3 إلى 5 سنوات
يوم الجمعة 13 يوليو 2012 اختتم سلاح الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي دورة تعليمية للفوج الجديد فيه، في حفل تخريج كبير.
وخلال هذا الحفل جاء الرئيس السابق لجهاز المخابرات الإسرائيلي الخارجية «الموساد»، مائير داغان، برأي انتقادي حاد للحكومة الإسرائيلية، لأنها لا تفهم حقيقة ما يدور حولها، ولا تدري كيف تتعاطى معه. وخلال محاضرة له أمام مؤتمر «القادة يتحدثون»، قال: «بوسعي القول بحذر إن الأحداث من حولنا لم تنته، وإن إسرائيل تواجه تحديا غير بسيط، لأننا لا نعرف ما تلده الأيام. هناك تصدعات في كل واحدة من الدول المجاورة لنا. وليس هناك انسجام عشائري ولا ديني، والتوازنات تختلف من بلد إلى آخر. وهذا يوفر لإسرائيل فرصا، ولكن أيضا مخاطر ينبغي الاستعداد لمواجهتها».
وحسب داغان، فإن الصلة بين الواقع الإقليمي والعواقب الاقتصادية على إسرائيل وحيدة الجانب، و»أبدأ بما يسمى خطأ الربيع العربي، حيث إن من أطلق التسمية استمدها مما جرى في أوروبا عام 1848، حينما انتشرت الأفكار الليبرالية في العالم. والحقيقة أن لا وجود لأي بشرى ليبرالية. ما لدينا في نهاية المطاف هو صراع للسيطرة على مراكز القوى. فما يوحد كل الظواهر التي بدأت في تونس، ليبيا، مصر وحتى سوريا هو حقيقة أنها مجتمعات إسلامية، عشائرية، تفضل الولاء على الكفاءة وتمنع المبادرة للقيادة الاجتماعية. فالمظاهرات هي مجرد مظاهر خارجية تحمل معاني مغايرة، والانتخابات البرلمانية لا تشهد بالضرورة على الديمقراطية». وشدد على أن قسما مركزيا من الانقلابات التي وقعت في الدول العربية تنبع من التنظيم الأفضل للمعارضة. وقال: «في الأماكن التي تمت فيها السيطرة على الحكم بالقوة أزيحت النخبة المسيطرة جانبا. في كل الدول هناك معارضة واحدة منظمة لها أساس في كل قرية، وهي الحركات الإسلامية. لديها سيطرة وقدرة تواصل من دون وسائط مع السكان في الطريق إلى المسجد. ومستوى تدخل الدولة في العمل الاجتماعي تقلص».
واعتبر داغان أن الأحداث في المنطقة العربية تبدد الخطر عن إسرائيل لثلاث أو خمس سنوات، ولكنه طمأن إسرائيل بأن هذه الثورات أبعدت الخطر العسكري عنها. وقال: «على المدى القصير اختفى الخطر العسكري عن إسرائيل للسنوات الثلاث أو الخمس المقبلة. ولا يمكنني تجاهل المدى البعيد، حيث الآيديولوجيا الإسلامية يمكن أن تترجم إلى فعل عسكري ضد إسرائيل، ولكن احتمال حدوث ذلك حاليا يبدو متدنيا، مصر بحاجة إلى توفير حلول لأزمتها الاقتصادية التي لها أساس عالمي ولمستوى تعلقهم بالمساعدة الأمريكية، وكذلك بتراجع دخولهم وغياب السياحة. كما أن الأزمة في سوريا ليست مرتبطة بشخصية الرئيس بشار الأسد وإنما بالصراع الدائر من عشرات السنين بين التيارات المختلفة. وبحسب تقديري فإن الحرب لا تنتهي هناك، ومن ناحية الأسد فإما أنه يركب نمرا أو أن النمر سيفترسه. أما الأردن فيهمه اتفاق السلام بقدر ما يهمنا. والجامعة العربية أقل قومية مما كانت في السنوات الأخيرة».
الأسلحة الكيماوية
بفارق زمني لا يتعدى الساعات بعد محاضرة مائير داغان كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية في عددها الصادر يوم جمعة 13 يوليو 2012 النقاب عن أن الأذرع الاستخبارية في جيش الاحتلال الإسرائيلي تتوسع مع اتساع قوس التهديدات خاصة نتيجة تعثر المشاريع الأمريكية في بعض مناطق الشرق الأوسط.وجاء هذا الكشف تزامنا مع التحذير الذي أطلقه رئيس جهاز الموساد الأسبق، داني ياتوم، الذي قال إن نقل السلاح السوري الكيميائي للجماعات المسلحة المختلفة الموجودة في الشرق الأوسط يمكن أن يؤدي ذلك لإشعال حرب في المنطقة.
وقال خلال مقابلة صحافية مع شبكة سكاي البريطانية إن إسرائيل مستعدة وجاهزة للقيام بعمل عسكري ضد سورية في حال تم نقل السلاح إلى حزب الله وغيره، مشيرا إلى أن إسرائيل تعد نفسها لإمكانية عمل عسكري على الحدود الشمالية.
وأعرب عن قلق الحكومة الإسرائيلية من أن يقوم الرئيس السوري بشار الأسد بشكل متعمد بنقل السلاح الكيميائي إلى حزب الله أو منظمات مسلحة أخرى في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن الدولة العبرية لن تسمح بحدوث أمر كهذا وهي ملزمة لمنع ذلك حتى لو كان ذلك القيام بعمل عسكري. وبحسب تقارير استخبارية وصلت نسخة عنها للشبكة البريطانية فأن النظام السوري يمتلك المخزن الكيماوي الأكبر في المنطقة.
وفي السياق ذاته، أشارت «يديعوت أحرونوت» في تقريرها إلى أن عدد المشاركين في دورة لضباط سلاح الاستخبارات، الذي أنهوا يوم الخميس الدورة، قد ارتفع بنسبة 25 بالمئة بالمقارنة مع الدورات السابقة. ونقلت عن مصادر في الاستخبارات العسكرية قولها إن الزيادة في العدد تنبع من التغييرات الإٍستراتيجية في الشرق الأوسط، وفي سبع ميادين استخبارية جديدة أضيفت.
وأوضحت «يديعوت أحرونوت»، نقلا عن المصادر العسكرية في تل أبيب، أن هناك تغييرات في مجالات العمل في الجيش أيضا وفي التكنولوجيا والقدرات، خاصة مع اتساع مجال الحرب الألكترونية «سايبر». وأشارت أيضا إلى أنه يطلب من الجيش تقديم صورة بدقة عالية لمهمات خاصة تتطلب الحسم سواء في سيناء أو لبنان وسوريا.
وساقت الصحيفة قائلة إن سلاح الاستخبارات العسكرية، المعروف باسم «مان» استغل نوعية الضباط الجدد، وجرى دمج أكاديميين وذوي ألقاب علمية عالية وجنود بارزين في الدورة، ونقلت عن المصادر قولها إنه يجب أن نتابع ما يجري في الشارع بالأدوات الجديدة التي أضيفت، وتشتمل على جمع معلومات وإجراء دراسات يمكن من خلالها أيضا متابعة من يصوغ الرأي العام، على حد تعبيرها. في سياق متصل، يشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن أن بلاده ستعزز الإنفاق العسكري بنحو 6 بالمئة هذا العام، متحديا بذلك نداءات تطالب بخفض الإنفاق نتيجة ارتفاع تكاليف المعيشة. وستنفق إسرائيل ثلاثة مليارات شيكل إضافية أي 780 مليون دولار على الدفاع هذا العام، وكان من المقرر أن تبلغ ميزانية عام 2012 نحو 50 مليار شيكل، أي دون تغيير كبير عن ميزانية العام الماضي.
وجاء الحديث عن ميزانية الدفاع في الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل والولايات المتحدة لإجراء مناورات عسكرية مشتركة ضخمة للتدرب على مواجهة أي هجمات صاروخية تتعرض لها الدولة العبرية.
وأكدت المتحدثة باسم الجيش الإسرائيلي على أن أبالمناورات التي يطلق عليها اسم «التحدي الصارم 12»، تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متزايدة. وأكدت تقارير أن هذه المناورات ستكون الأكبر بين الجانبين وتحاكى وقوع هجمات صاروخية على إسرائيل في غضون الأسابيع القليلة المقبلة، برغم أن الجيش الإسرائيلي لم يحدد موعدا لانطلاقها.
وحرص الجيش الإسرائيلي على التأكيد على أن المناورة تأتي في إطار دورة تدريب روتينية، وأنه تم التخطيط لها قبل التوترات الأخيرة، كما جاء على موقعه الالكتروني. مصادر رصد غربية تتحدث عن مشاريع إسرائيلية أمريكية للتدخل عسكريا في سيناء المصرية وحملة على الجيش المصري لتقليص قدراته بشكل كبير وحاسم، وتدمير القدرات العسكرية السورية وحزب الله اللبناني.
يشار أن تل أبيب وضعت خططا منذ مدة لإحتلال سيناء وتحويل جزء منها إلى وطن بديل للفلسطينيين والسيطرة على الجزء الأكبر بحيث تصبح فناة السويس الحدود الجديدة بينها وبين مصر.
يوم 13 يوليو ذكرت وكالة رويترز نقلا عن مسؤولون اسرائيليون وغربيون ان سوريا تنقل سرا بعض الأسلحة الكيماوية من مواقع التخزين لكن ليس من الواضح ما إذا كانت هذه العملية هي مجرد إجراء أمني احتياطي وسط فوضى الصراع هناك أم انه اجراء أكثر من هذا.
ويرى بعض المحللين أن هذه الخطوة تخدم غرضا مزدوجا يتمثل في الحفاظ على الأسلحة من حركة التمرد وحرمان خصوم سوريا في الغرب من أي ذريعة للتدخل بهدف تأمين المواد الخطرة.
وتنفي الحكومة السورية تنفيذ هذه العملية التي وردت اول تقارير بشأنها في صحيفة «وول ستريت جورنال» لكن لا توجد معلومات حاسمة بشأن المواد التي تشملها هذه العملية.
وتعتقد الدول الغربية أن دمشق لديها أكبر مخزون في العالم من الأسلحة الكيماوية غير المعلنة بما في ذلك غاز الخردل وغاز الأعصاب القاتل «في.إكس». ويمكن لهذه الترسانة أن تمنح دمشق وسيلة لاستعراض القوة محليا وفي المنطقة وتحقيق التوازن مع الأسلحة النووية الإسرائيلية غير المعلنة.
كشف الجوانب الغامضة
في الأزمة السورية جوانب كثيرة غامضة، ومما يزيد الأمر تعقيدا الكم الهائل من الأخبار المتضاربة والتصريحات المتباينة التي يكشف بعضها حجم تورط دول إقليمية ودولية في العمل في تشويه أما صورة المعارضة السورية أو نظام الحكم في دمشق.
يوم الخميس 5 يوليو اعلن موقع ويكيليكس انه بدأ بنشر اكثر من مليوني رسالة الكترونية تعود لشخصيات سياسية ومسؤولين سوريين ومؤرخة من اغسطس 2006 وحتى مارس 2012.
وعلق مؤسس موقع ويكيليكس جوليان اسانغ على قرار موقعه نشر هذه الوثائق بالقول ان «هذه الوثائق محرجة لسوريا الرسمية ومحرجة ايضا لمعارضين لسوريا في الخارج»، دون ايضاحات اخرى، وذلك في تصريح نقل من سفارة الاكوادور في لندن التي لجأ اليها منذ 19 يونيو.
واضاف «هذا يساعدنا ليس على انتقاد مجموعة او غيرها فحسب بل ايضا على فهم مصالحها وتصرفاتها ووجهات نظرها. ان فهم هذا النزاع يبعث الامل لدينا في التمكن من حله».
ويخشى اسانغ الاسترالي الجنسية ان يتم تسليمه الى الولايات المتحدة لمحاكمته بتهمة التجسس وذلك بعد ان نشر موقعه اكثر من 250 الف برقية دبلوماسية سرية امريكية فضحت الكثير من جوانب سياسة واشنطن.
ورفضت الخارجية الأمريكية التعليق على المضمون العام لوثائق سوريا التي ينشرها الموقع بالتعاون مع عدد من وسائل الاعلام في دول على غرار لبنان ومصر واسبانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا.
وأعلن رئيس مجلس إدارة جريدة الأخبار اللبنانية ابراهيم الأمين الذي سبق لصحيفته ان نشرت وثائق لويكيليكس عن لبنان خصوصا، أن «سوريا تمر في ظروف حساسة، ومن الضروري توضيح ما هو حقيقي وما هو مفبرك».
وأكد الأمين انه «من الواضح أن السياسة العالمية وصلت إلى أعلى درجات النفاق في التعاطي مع الوضع السوري»، مشيرا إلى أن صحيفة «الأخبار ستنشر تباعا المواضيع الواضحة والمثبتة من ملفات ويكيليكس الخاصة بسوريا».
وتعاون ويكيليكس في السابق مع صحف على غرار نيويورك تايمز وذا غارديان ودير شبيغل ولوموند، لكن هذه الصحف اختلفت مع الموقع ولا علاقة لها بالوثائق التي كشف عنها مؤخرا.
الأسد وقصة مراحل للمخطط ضد سوريا
في الجزء الثالث من المقابلة التي أجرتها صحيفة «جمهورييت» التركية ونشرت يوم 6 يوليو 2012 ونشرت وكالة فرانس برس مقتطفات منها، اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد، أن «الأزمة في سوريا بمعظمها خارجية.
وقال «كي ندقق حقيقة في ما يحصل، نأخذ أمثلة حقيقية في منطقتنا، ومن أقوى هذه الأمثلة هو جاركم المباشر شاه إيران. كانت لديه دولة قوية جدا، جيش قوي جدا، استخبارات قوية جدا، ودعم دولي، وطبعا دعم إقليمي أيضا غير محدود. هل استطاع أن يقف في وجه الشعب؟ من البديهي ألا يستطيع. لو كنت أنا في هذا الموقف لما استطعت. أنت تتحدث عن 15 شهرا، لا تتحدث عن أسبوعين وثلاثة أو شهر، كل الرهانات سقطت وواضح تماما، واتضح الآن أن الأزمة بمعظمها خارجية، والدليل على ذلك وجود مقاتلين عرب ومتطرفين إسلاميين يقاتلون في سوريا حاليا، أضف إلى ذلك السلاح المتطور الذي يهرب عبر الحدود والأموال التي تضخ من الخارج، وهذا ما غير قناعة الكثيرين داخل سوريا، سواء كان معارضا أو مؤيدا، وهم الآن يدافعون عن الوطن».
وأضاف «الثورة لا يمكن أن تكون ثورة عصابات. يجب أن تكون ثورة شعب، ولا يستطيع أحد أن يقمع ثورة شعب. أنت الآن موجود في سوريا، وتستطيع أن تذهب بنفسك وتتجول في أي مكان كي ترى إذا كان هناك ثورة أم لا. لكن نحن نطارد ونقتل إرهابيين وندافع عن أنفسنا. هم يرتكبون المجازر بحق المدنيين، ونحن من واجبنا أن ندافع عن المدنيين. هذا واجبنا كدولة. ماذا تفعلون عندما تقتلون أنتم كأتراك، ألا تدافعون عن أنفسكم. ألا تبررون كل عملياتكم العسكرية في شمال العراق وفي تركيا تحت عنوان مكافحة الإرهاب؟ هل نقول ان الدولة التركية تقتل شعبها في هذه الحالة؟ هذه هي ازدواجية المعايير وهذا هو النفاق السياسي، وهذا لا نقبله».
وعما إذا كان نادما لقمعه أول التظاهرات السلمية في العام الماضي، قال الأسد «طبعا في أي عمل هناك نسبة خطأ، هذا شيء بديهي، ونحن بشر نخطئ ونصيب، لكن علينا أن نميز بين الأخطاء التي ترتكب داخل سوريا وبين العوامل الخارجية».
وأضاف الأسد ان «المخطط ضد سوريا مر في ثلاث مراحل. المرحلة الأولى هي مرحلة التظاهرات. جزء كبير من هذه التظاهرات كان مدفوعا. في بداية الأزمة كان سعر المتظاهر عشرة دولارات، الآن أصبح 50 دولارا أو مئة دولار بحسب المنطقة، لكنهم كانوا يتوقعون أن تكون هناك فعلا ثورة حقيقية من خلال التظاهرات وثورة سلمية كما حصل في مصر وتونس. حتى شهر رمضان الماضي فشلوا في تلك المرحلة، انتقلوا بعدها إلى خلق مناطق في سوريا تسيطر عليها العصابات المسلحة بشكل كامل على طريقة بنغازي في ليبيا، فضرب الجيش هذه المحاولة التي استمرت حتى شهر مارس الماضي، حيث فشلوا في المرحلة الثانية، فانتقلوا إلى عمليات الاغتيال الفردية وارتكاب المجازر بحق المدنيين، بالإضافة إلى مهاجمة مؤسسات الدولة بالمتفجرات، فأن نقول ان التظاهرات كانت سلمية فهذا كلام ساذج، لم تكن بهذا الشكل تماما. وفي كل الأحوال ما زالت التظاهرات تخرج من وقت إلى آخر، لكن بأعداد اقل بكثير ومعظمها مدفوع».
وعن تعليقه على تحميل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الجيش السوري القسم الأكبر مما يحدث من أحداث دموية، قال الأسد «كلنا يعرف أن المؤسسات الدولية خاضعة للإرادة الأمريكية والغربية بشكل عام، ومن الغباء أن نعتبر أن كلام المنظمات الدولية هو مرجعية للواقع، فهي تعبر فقط عن موازين القوى الدولية، والهدف في المحصلة هو فرض المزيد من الضغوط على سوريا، وكلما فشلوا في تنفيذ مخططهم سعوا للضغط أكثر على سوريا. لكن ما دمنا على حق فلن نخضع، لا لمنظمات دولية ولا لغيرها».
وكان الأسد قد أكد، في الجزء الثاني من مقابلته التي نشرت يوم 4 يوليو، أن «رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان يبني سياسات حكومته على خلفية طائفية، وان الظروف كشفت أن لديه أجندة شخصية تتعلق بموقعه الشخصي وموقع فريقه، جعلته يفقد مصداقيته على الساحة العربية، ولم يعد موجودا لا هو ولا مصداقيته»، مشيرا إلى أن «حكومة أردوغان تورطت في الأحداث الدموية في سوريا من خلال تأمين الدعم اللوجستي للإرهابيين».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.