تعيش مدينة الرباط هذه الأيام حالة كارثية، أكوام من الأزبال والنفايات تملأ شوارعها وأحياءها وأزقتها بسبب إضراب مستخدمي الشركة المكلفة بجمع وتدبير ومعالجة النفايات بهذه المدينة التي تشكل مرآة المغرب. وقد زاد من هذه الوضعية ارتفاع درجة الحرارة التي تعرفها العاصمة في الوقت الراهن وبالإضافة إلى امتعاض واستياء الساكنة من هذه الأزبال المتراكمة والتي تنبعث منها روائح كريهة تزكم الأنوف ومضرة بالصحة والبيئة فإن استمرار إضراب عمال الشركة المعنية سيلحق أضرارا بالمدينة التي تستعد لتنظيم مهرجانات دولية واستقبال سياح مغاربة وأجانب وكذا المغاربة المقيمين بالخارج وقد خلق تدهور وضعية قطاع النظافة على مستوى العاصمة الرباط استياء وامتعاضا كبيرين لدى السكان الذين تقدموا بشكايات في الموضوع إلى الجهات الوصية يحتجون فيها على تراكم الأزبال في الشوارع. ولتقريب القارئ أكثر من هذا الموضوع كان لنا لقاء مع عمال شركة تيكميد المضربين حيث عبرت مجموعة منهم عن تذمرهم لتملص الشركة عن وعودها التي التزمت بها مع العمال والمتمثلة في صرف منحة الأوساخ والتي تبلغ قيمتها 500 درهم إضافة الى أن العامل لا يتقاضى حتى الحد الأدنى للأجور. وفي الوقت الذي يتطلب من الولاية التدخل لوضع حد لهذا المشكل وذلك بتسوية وضعية العمال، فإنها التزمت الصمت المريب بل جندت أطرها من أجل احتواء هذه الأزبال وذلك بتأجير مواطنين لتعويض عمال الشركة بهدف جمع الأزبال والنفايات من الشوارع والأحياء والأزقة للضغط على عمال الشركة وتكسير إضرابهم المشروع .