تنفس سكان مدينة الرشيدية الصعداء بعد أن انتشر خبر تمكن مصالح الأمن الإقليمي إلى فك لغز الجريمة التي راح ضحيتها أستاذ بالمعهد التطبيقي محمد الفاسي بعد أن عثر عليه يوم 13 فبراير المنصرم جثة هامدة ومدرجا في دمائه خلف قنطرة زيز بتجزئة الفلاحة(حي السهب) قرب مقر سكناه. وما أن انتشر خبر تشخيص الجريمة عصر الإثنين ثاني أبريل، حتى تجمع عدد كبير من ساكنة المدينة بمسرح الجريمة. في محاولة لإيجاد تفسير لجريمة هزت الرأي العام وأصبحت حديث التجمعات منذ وقوعها. وكم كانت مفاجأة المتتبعين كبيرة حينما اكتشفوا أن مرتكبي هذا العمل الإجرامي ليسوا سوى ثلاثة شبان في مقتبل العمر،تتراوح أعمارهم بين 21 و24 سنة، ظهروا نادمين على ما صدر منهم لدرجة ظهروا خلال فترات التشخيص يحاولون إخفاء دموعهم ولعل ما جعل الجريمة حديث الرشيدية، كون الضحية شخص عرف بكونه مسالما، غالبا ما يرى بمفرده، ليست لديه خصومات. وهي النقطة التي أرقت رجال الأمن خلال مراحل البحث، لدرجة كان السؤال الذي طرح في بداية مراحل التحقيق: أين سنتحرك؟ إلا أن عمليات التمشيط التي قامت بها مصالح الأمن بالمناطق المحيطة بمسرح الجريمة، قادتهم إلى تحديد هوية الفاعلين. يتعلق الأمر بثلاث شباب التقوا أثناء عودتهم من جلسة خمرية بثلاث فتيات رفقة شابين، فشرع الشباب الثلاث في التحرش بالفتيات ومحاولة إبعاد الشابين المرافقين لهن عن طريقهن بالتهديد، وقد تصادف ذلك مع مرور الضحية عائدا من حمام تقليدي، فتدخل طالبا منهم أن يخلوا سبيل الفتيات، الأمر الذي لم يرقهم، فطلب منه أحدهم أن يتركهم وشأنهم، وإلا طعنوه.ابتعد قليلا قبل أن يتحداهم طالبا منهم أن يتقدموا إن كانوا قادرين على طعنه، وأثناء تراجعه في محاولة للابتعاد،سقط أرضا ليتشابك مع أحد الفاعلين الثلاث وهما أرضا، في حين شرع الآخران إلى توجيه ركلات إليه. في هذه اللحظات، أخرج الشاب الذي تشابك مع الضحية سكينا كان في جيبه، وشرع إلى توجيه طعنات إليه في الجزء السفلي من جسده. ولم يتوقف الهجوم إلا بعد أن لاحظ اللذان اكتفيا بالركل إلى استعمال صديقهما لسكين، وأن هناك آثارا للدماء. إيقاف الفاعلين أعاد إلى الساكنة نوعا من الطمأنينة، خاصة بعد أن أعطيت للواقعة أبعدا تبتعد عن الواقع،وذيوع أخبار يختلط فيها الواقع بالمتخيل، إضافة إلى كثرة الحديث عن عمليات إجرامية من اعتراض سبيل المارة والسرقة. كما أن توجيه الدعوة إلى ممثلي وسائل الإعلام بالإقليم، مكن الإعلاميين من التقرب أكثر من ظروف وملابسات الحادث، متمنين أن تكون هذه العملية، نهاية لمرحلة تميزت بشح المعلومات التي تصلهم