طالما بدا لي أن الأمر يكتنفه الكثير من الابتزاز والغبن الذي يطال المواطنين حين يجبرون على أداء رسم مضاف إلى فاتورة الكهرباء يخص دعم الجهاز السمعي البصري. وأعتقد أنه رسم لم يفرضه قانون ولم تتطلبه حالة اجتماعية تتوخى التضامن والدعم بقدر ما كان اجتهاداً غير مدروس كان من تبعاته المزيد من «ترييش» عباد الله الذين يتحملون القسط الوافر في رتق خلل الميزانية العامة لبعض القطاعات. وفي محاولة غاضبة لرفع هذا الغبن والابتزاز شهد الشارع المغربي مظاهرات وحالات احتجاج عارمة تدعو إلى التراجع عن الزيادات الملتهبة في فاتورات الكهرباء التي تجاوزت مبالغها الحدود.. وأدت إلى ثورات غضب عارمة لم تجد السلطات إزاءها ما تقدم وما تؤخر. ولعل من غرائب ما وقع أن يتوصل مواطن بئيس بفاتورة كهرباء تعصف بنصف أو كل مدخوله فيما أنه لا يقطن سوى بداخل كوخ صغير ويستعمل مصباح إنارة واحد ولا يملك جهاز تلفزيون، أما إذا فكر واقتناه فعليه أن يدفع أكثر. ثم بأي وجه حق يُفرض رسم على تلفزيون وطني لا يحظى بنسبة مشاهدة محترمة بسبب برامجه الرديئة والصبيانية حيث يهرب منها الناس إلى برامج أخرى أجنبية. ويبدو أن السلطات فكرت في إزالة وجع الدماغ الناتج عن غلاء فاتورة الكهرباء فقررت إلغاء ضريبة الإعلام السمعي البصري لعل الأمر يؤدي إلى التقليص من فاتورة الكهرباء ومحاولة وقف المدّ الشعبي الغاضب فيما يتعلق بهذا الخصوص حسنا فعلت.