الحديث في هذا الكلام ينصب على الإرسال الاذاعي ما بين الاذاعة المركزية بالرباط والإذاعات الجهوية بمختلف الجهات والتباين الحاصل في هذه العملية والذي يتسم بحيف ملموس كان من المفروض ألا يكون لاعطاء كل ذي حق حقه سيما وكل هذه الاذاعات تنتمي لأم واحدة هي الشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة التي كان من الواجب عليها وهي تحمل صفة الأم المساواة بين أولادها ونبذ الاسبقيات التي لاتعزز سوى الإحساس لدى العاملين ما بين الاذاعة المركزية ونظيراتها، الجهوية بنوع من الغبن في وقت تبذل فيه مجهودات مرموقة على مستوى الابداع الاذاعي من برامج وتحقيقات وأسبقيات دون منحها الفرصة الحقيقية للوصول الى آذان المستمعين ما بين هذه الجهة وتلك في غياب إنصاف في عملية الارسال بمنح نفس الامتيازات التي تنعم بها الاذاعة المركزية وهي تشتغل على جهاز إرسال قوى طيلة أبعة وعشرين ساعة على موجة (FM) في حين نسجل أن الاذاعات الجهوية طنجة فاس لعيون مراكشأكاديرمكناستطوان التي تبث برامجها الصباحية حتى الزوال تعاني غياب إذاعة برامجها ومنتوجاتها الجيدة بكل أرجاء الوطن وقد خصص لها على ما يبدو تجهيزات لاتتعدى محيطها الجهوي، وهو ما يدعو الى التساؤل عن دواعي هذا الاقصاء علما بأن ما وقفنا عليه من برامج عند زياراتنا للاقاليم التي تبث منها هذه الإذاعات برامجها وقفنا على انتاجات إذاعية جيدة ومفيدة ومحببة لدى المستمعين ليس من المنطقي في شيء الا يستمتع المغاربة في كل أرجاء البلاد بالمجهودات الصحفية والاذاعية والتقنية المبذولة فيها والتي لها موقعها بامتياز داخل برامج الإذاعة المركزية بالرباط، وهنا نتساءل مرة أخرى عن أسباب هذا التقزيم لدور الإذاعات الجهوية بحبس أنفاسها في أجهزة إرسال محلية لاتتعدى حدود جهتها؟ وهل الشركة الوطنية بإمكاناتها المالية الضخمة وعائدات ما يؤديه المواطنون بفاتورات الماء والكهرباء عبر ارجاء الوطن غير قادرة على جعل الشركة تقوي أجهزة إرسالها لتعمم على سائر الاذاعات الجهوية حتى ينعم المغاربة في كل مكان بالاستماع إليها والتقرب أكثر من أجواء كل الجهات. والواقع أنه لو تمت تقوية الإرسال لتمكنت الاذاعات الجهوية وطواقمها من الدخول في منافسة مهنية من شأنها إرضاء الجمهور وتطوير القطاع. ذلك أن الجمهور أصبح يهتم بالبرامج الاذاعية أكثر من اهتمامه بالبرامج التلفزية.