أمر مثير للإستغراب ذلك الذي يلمسه المستمع المغربي المتتبع للاذاعة المركزية بالرباط وإذاعة طنجة (الجهوية) التي تبث ليلا فترة إرسال على الامواج الوطنية بداية من الحادية عشرة والنصف ليلا حتى الخامسة صباحا، ودواعي الاستغراب هو البون الشاسع بين أرشيف إذاعة طنجة ومركزية الرباط في وقت يعزز فيه معدو البرامج المنجزة بطنجة بتسجيلات صوتية نادرة أثناء الحديث عن شخصية سياسية أو ثقافية أو فنية أو رياضية لدرجة أن بعض هذه التسجيلات تشمل حتى الشخصيات المرموقة التي زارت المغرب من فنانين وأدباء وشعراء وهذا الأرشيف الشيق والثمين يثري البرامج المقدمة ويزيد في قوتها وتحبيب المستمع الى متابعتها بل التسابق للهاتف للمشاركة وإبداء الرأي. كما أن ذاكرة خزانة هذه الاذاعة بهذا الرخم من التسجيلات النادرة يعطي الصحفيين العاملين بها فرصة للتعبير في ما يقدمون للمستمعين وهم يقدمون تسجيلات يزيد عمرها عن نصف القرن بل إن البعض منها يعود لفترة تأسيس هذه الإذاعة منذ كانت تحمل صفة الدولية. وهنا نتساءل إذا كان أرشيف اذاعة طنجة يحبل بهذا الزخم من التسجيلات القيمة لماذا لا نلمس هذا في البرامج الاذاعية بمركزية الرباط التي من المفروض وهي الأم أن يكون أرشيفها أقوى وأمثن وبه جدادات تضبط كل الأعمال الاذاعية السابقة منذ نشأه الدار حتى الآن والتي عرفت تدرج أجيال من الصحفيين الكبار الذين برعوا في انتاج برامج قوية وتحدث إليهم شخصيات مرموقة في جميع المجالات وأدلت بأفكارها وأشعارها وأغانيها وبتطلعاتها المستقبلية فكل هذا للأسف لانلمسه في العديد من البرامج المقدمة بالمركزية لسبب نجهله بقدر ما نخشى أن يكون أرشيف الزمن الماضي قد طالته يد النسيان لدرجة الاهمال الذي يتلف في غياب توثيق الأعمال المنجزة في وقتها وحينها حتى يمكن الاحتفاظ بها لتوظيفها في الوقت والزمن المناسبين وما أحلى وأروع وأنت تستمع لبرنامج إذاعي وهو معزز بتسجيلات صوتية نادرة لتلك الشخصية المتحدث عنها سواء تعلق الأمر بتكريم في الحياة وتذكير بعد الموت. لن استبق الاحداث بضرورة انتباه الشركة الوطنية الى حثمية تجديد أحوال قسم الأرشيف بمركزياتها وجهوياتها. لأن الأرشيف بالمفهوم الاذاعي هو تاريخ الإذاعة والبلاد معا وضياعه أو إهماله هدر لهذا التاريخ ونحن في الإنتظار.