. أتابع برامج إذاعة طنجة الجهوية بواسطة برامجها المبثوثة على الأمواج الوطنية والدولية من الحادية عشرة والنصف ليلا حتى الخامسة صباحا، وأقولها بصراحة إنها تجربة يجب أن يحتذى بها وذلك لعدة اعتبارات أولها للمحافظة على جاذبية العمل الإذاعي، ومواكبتها لكل الأحداث والأنشطة التي تشهدها المملكة، ومن جهة أخرى حرصها على الذوق العام فيما تقدمه من فواصل غنائية أو برامج خاصة بذلك، بالإضافة إلى توفرها على تسجيلات صوتية نادرة قلما نجدها في محطات إذاعية جهوية. فأقولها بدون مجاملة انها الإذاعة الوحيدة التي استطاعت أن تربح الرهان وتكسب عطف ومتابعة من لدن المستمعين وبالفعل استطاعت هذه المحطة أن تنفرد بالطليعة، طليعة الإذاعات الجهوية وستبقى فيها بدون منازع إن هي حافظت على هذا المستوى، الشيء الذي أهلها لمنافسة الإذاعة الوطنية، أهلها لذلك مهنية العاملين بالإذاعة من صحفيين ومنشطين ذوو كفاءات عالية بالإضافة إلى طبيعة البرامج الجادة التي تقدمها وتشتمل على برامج مفيدة وتثقيفية وترفيهية ومسلية تجعل المستمع يتتبعها ويصغى إليها، مما يزيد من حماسه وبالتالي التسابق في تركيب أرقام هواتفها والمشاركة في برامجها الشيقة أذكر على سبيل المثل لا الحصر، برنامج «للثقافة أخبار» وأنيس الليل لمحمد بن الطيب و«عيون لاتنام» لبهيجة الشعيبي والصوت المسموع ولفاطمة عيسى وذكريات عبرت لحميد النقراشي و«برنامج حنين» الذي يهتم بقضايا وانشغالات أفراد الجالية المقيمة بديار المهجر الذي تعده وتقدمه زهور الغزاوي بالإضافة إلى برامج إذاعية أخرى والتي نأسف لغيابها عن خريطة برامج إذاعة طنجة في الآونة الأخيرة والتي نتمنى عودتها سريعا كبرنامج «على طرف لساني» لمحمد العربي الزكاف وبرنامجي : «بسرعة ومن غير تردد» و«استراحة» للإذاعي محمد من الطيب. لكن ما يعاب عن هذه المحطة هو أنها تقدم جل موادها وفقراتها الإذاعية باسم الإذاعة الوطنية وهو أمر مثير للإستغراب ويطرح أكثر من علامة استفهام ودواعي الإستغراب هو البون الشاسع بين برامج عروسة الشمال المقدمة في الفترة الليلية وبرامج الإذاعة الوطنية.