فيصل قراف تنفرد الاذاعة المغربية بخاصية غريبة، وفريدة أيضا ، لانظير لها في أخواتها القنوات الاذاعية العالمية، ذلك أن الإذاعة المغربية ماتزال تغيب اسم المدن التي تبث منها القنوات المحلية برامجها عبر الامواج الوطنية، وتتخفى وراء رداء عريض وشامل لايحدد مصدر الاذاعة أو هويتها، بل لاتذكر، حتى اسم الدولة التي يصدر منها الارسال فتختزل ذلك في شعار، الاذاعة الوطنية فضاء مفتوح للجميع، بحيث لايمكن لأي مستمع يعشق الاستماع الى الاذاعة يظل ملتصقا طيلة يوم كامل بجانب المذياع معرفة اسم الاذاعة تحديدا، فلا إسم الرباط، كعاصمة للمملكة يتم ذكره ولا إذاعة طنجة مثلا أصبح يتداولها الاذاعيون في تواصلهم مع المستمعين عند كبث برامجها عبر الامواج الوطنية ابتداء من الحادية عشرة ليلا. كما تعودنا على ذلك منذ سنين. ويكتفون بذكر الاذاعة الوطنية، ولكن من أي وطن ينبعث أثيرها.. ومن أي مكان الحال الله أعلم؟ ربما نحن كمغاربة ولأننا نحس باللكنة المغربية حتى ولو تكلم الاذاعيون بالعربية الفصحى نعرف انها اذاعات مغربية، لكن ماذا سيكون الحال لو التقط عربي أو أي أجنبي برامج الإذاعة الوطنية أو صادف أثيرها ، من أي موقع في العالم؟ فإنه بالتأكيد يستحيل عليه إدراك أنه بصدد الاستماع الى إذاعة مغربية.. والغريب ان المنشطين او الاذاعيين تراهم حريصين على ان لايخطأوا أوتنفلت من شفاههم ذكر اسم المدينة وكأنهم سيذكرون مدينة محظور ذكر اسمها. وهنا يتساءل العديد من المستمعين لماذا تم حذف اسم الرباط من البث الاذاعي، وتقديم كل البرامج حتى ولو كانت معدة من إذاعات باسم الاذاعة الوطنية. فعند التقاطنا لإذاعات عربية، نعرف بالتحديد، مركز الاذاعة كصوت العرب من القاهرة، أو في تونس أو في السعودية، وغيرها، حتى في الاذاعات الاجنبية نجد ذكرا لمواقع إرسالها. فلماذا انغلق مسؤولو الاذاعة الوطنية على انفسهم في هذا المدار الالتفافي، ويتفادون ذكر مصدر الاذاعة المغربية، كما نتساءل عن القيمة المضافة التي اعطاها هذا التغييب للمؤسسة، وماهي دواعي إحداث قطيعة شبه وجودية مع اسم مدينة الرباط وذكر المملكة المغربية؟