كما كان متوقعا أخفقت الجولة التاسعة من المفاوضات غير الرسمية حول الصحراء التي جرت على مدى ثلاثة أيام بمانهاست في تحقيق أي تقدم يذكر على مسار التسوية الأممية للخلاف الذي ترعاه الأممالمتحدة . وأعلن ممثل الأمين العام للامم المتحدة المكلف بالملف كريستوفر روس ان المحادثات غير الرسمية بين المغرب وجبهة البوليساريو حول الصحراء التي جرت لمدة ثلاثة ايام في ضاحية نيويورك، لم تحقق اي تقدم حول جوهر المشكلة. -وقال روس في بيان له «استمر كل طرف برفض مقترح الطرف الاخر كقاعدة وحيدة للمحادثات المقبلة مع اعراب الطرفين مجددا عن رغبتهما في العمل معا من اجل ايجاد حل». و باستثناء إعلان روس عن تاريخ الجولتين المقبلتين من مسار المفاوضات غير الرسمية اللتين ستجريان الصيف المقبل , و كشف روس عن زيارة مرتقبة له للمنطقة منتصف ماي القادم لم تخلص المحادثات الى إجراءات تذكر على مستوى إنضاج شروط التوصل الى حل سياسي للنزاع حيث تمسك كل طرف بقناعاته وسط تعنت وفد الانفصاليتن ورفضه الالتزام بتدابير من شأنها تأسيس أجواء الثقة على الأقل بالسماح بإجراء إحصاء لساكنة المخيمات بتندوف . الى ذلك كشف روس أن المحادثات تناولت خصوصا مسائل نزع الالغام والموارد الطبيعية وتقييم اجراءات الثقة «في مناخ من الجدية والصراحة والاحترام المتبادل». من جهته جدد السيد سعد الدين العثماني وزير الشؤون الخارجية والتعاون أول أمس الثلاثاء بمانهاست «الإرادة القوية» للمغرب من أجل «المساهمة وبطريقة فعلية في حل مبتكر يتجاوز السبل الكلاسيكية بهدف إخراج قضية الصحراء من المأزق». وأعرب السيد العثماني خلال ندوة صحافية عقب اختتام الجولة التاسعة من المحادثات غير الرسمية حول الصحراء (11 - 13 مارس) التي وصفها ب»المرحلة الإيجابية من أجل إيجاد تسوية سياسية متفاوض بشأنها»، عن أسفه لتعنت الأطراف الأخرى في مواقفها خاصة ذلك المتعلق ب»إحصاء ساكنة» مخيمات تندوف. وقال «أود أن أجدد التأكيد هنا على أن المغرب متشبث بإيجاد حل مبتكر يتجاوز السبل الكلاسيكية التي كان معمولا بها قبل أن تدعو الأممالمتحدة ، من خلال تقارير وقرارات مجلس الأمن، إلى تسوية سياسية تقبل بها الأطراف». وسجل في هذا السياق أن مخطط الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية ، يشكل «الحل الأمثل ويندرج في إطار قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من أجل تسوية نهائية لهذا النزاع المفتعل الذي عمر طويلا» ، معربا عن أسفه لكون الأطراف الأخرى لازالت متعنتة في مواقفها. وأوضح الوزير أن مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء في إطار السيادة المغربية «مفتوحة للنقاش والتحسين من أجل التوصل إلى حل مقبول من طرف الجميع طبقا للشرعية الدولية». ومن ضمن المواضيع الأخرى التي تم التطرق لها خلال هذه المحادثات أشار الوزير إلى إجراءات بناء الثقة وإزالة الألغام والندوات ذات الطابع الثقافي.