عقدت اللجنة التحضيرية للمؤتمر السادس عشر لحزب الاستقلال أول أمس السبت بالمركز العام للحزب جلستها الثانية لاجتماعها الأول، حيث واصل أعضاء اللجنة تحت رئاسة الأخ أحمد توفيق حجيرة عضو اللجنة التنفيدية للحزب مناقشة القانون الداخلي للجنة والذي بدأت مناقشته خلال الجلسة الأولى . وقد تم بين فتره الجلستين تطعيمه باقتراحات أعضاء اللجنة عبر البريد الالكتروني والاقتراحات الكتابية التي توصلت بها اللجنة . وتركزت تدخلات أعضاء اللجنة التحضيرية خلال جلسة يوم السبت التي استغرقت يوما كاملا على كل الفصول المنظمة لعمل اللجنة في أفق التحضير للمؤتمر 16 للحزب . وأكدت جل التدخلات على الظرفية الخاصة التي سينعقد فيها هذا المؤتمر والمتميزة أساسا بالحراك الذي عرفه المجتمع العربي في عدد من بلدانه وكذلك الحراك الذي عرفته بلادنا والتحولات التي عرفتها الساحة السياسية المغربية بعد الدستور الجديد الذي صوت عليه المغاربة في يوليوز من السنة المنصرمة، والذي وضع البلاد على مسار جديد للديمقراطية من خلال التطوير المتجدد لهذه الممارسة والتي جسدتها الانتخابات التشريعية الأخيرة وجعلت بلادنا تشكل استثناء في المنظمة العربية بانفرادها بالاستباق في مجال الحريات والديمقراطية وذلك باعتراف مجمل القوى الدولية التي اعتبرت أن التجربة المغربية نموذج يمكن الاحتذاء به من طرف دول الجوار . وانصبت التدخلات كذلك وبعمق على ماينتظر المؤتمر وما ينتظر حزب الاستقلال من خلال اللجان التي سيعتمدها والتي يجب أن تكون مرآة للتحولات السياسية التي عرفها المغرب وانتظارات المناضلين الاستقلاليين وعموم المغاربة من حزب الاستقلال الذي كان دائما مرجعا في التنظيم والهيكلة والاعداد وكذلك بلورة التصورات . واعتبرت كل التدخلات أن اللجان تمثل الركيزة الأساسية للأوراق التي سيعدها المؤتمر في كل المجالات والتي يجب أن تتصف بالجدة تماشيا مع التطورات التي يعرفها المغرب وذلك بالاعتماد على الثوابت التي تشكل المرجع والمنطلق لعمل حزب الاستقلال وتوجهاته الاديولوجية المعتمدة على المرجعية الاسلامية وعلى فكر الزعيم الراحل علال الفاسي الذي يشكل فكره التعادلي نبراسا وهديا يسير عليه حزب الاستقلال منذ تأسيسه الى اليوم . ولعل إضافة لجنة الثقافة والفكر إلى لجان المؤتمر السادس عشر لحزب الاستقلال خير دليل على الأهمية التي يوليها حزب الاستقلال للعامل الثقافي الذي يمثل المرجع الأساس لكل عمل في مختلف المجالات السياسية والإجتماعية والثقافية . وأكدت التدخلات أن الأمور التدبيرية في المجال السياسي لا يجب أن تنسينا أن كل عمل من هذا النوع لابد وأن يكون مستندا على ركيزة مرجعية تعبر عن الأصل الذي تنطلق منه كل الاستراتيجيات قبل الوصول للمسألة التدبيرية التي هي فقط تجسيد للأصول . وناقش أعضاء اللجنة أيضا مختلف التحضيرات التي يجب القيام بها لتنظيم مؤتمر متميز يستجيب للمرحلة . وركزت تدخلات عديدة على أخذ الوقت بالنسبة لتوقيت المؤتمر حتى تُتَجنب العجلة وذلك مقابل آراء دعت إلى ضرورة تحديد موعد محدد للمؤتمر يكون سقفا لعمل اللجنة . وخلصت اللجنة في ختام جلستها إلى أنها حالما تعتمد وثيقة القانون الداخلي فإنها ستفتح نقاشا موسعا حول مسألة توقيت المؤتمر لإنضاج هذه الفكرة والتوافق عليها في إطار أخلاق وقيم وقانون حزب الاستقلال .