تولي استراتيجية الحكومة أهمية خاصة للحفاظ على الهوية الوطنية للجالية المغربية الفاعلة في المجهود التنموي العام للبلاد، ولهذا الهاجس هو مواكبة التحولات التي عرفتها هذه الجالية من حيث أبعادها الديموغرافية والسوسيومهنية والثقافية. وشكلت مناسبة تنظيم المائدة المستديرة «الاعلام والجالية المغربية: أية روابط من أجل أية أهداف؟» في منتصف شهر أكتوبر 2008 فرصة حقيقية للحوار وتلاقح الأفكار حول قضايا أفراد المغاربة المقيمين في الخارج بين مختلف الهيئات المعنية وممثلي الإدارات والمهنيين المتخصصين في المجال والباحثين والشركاء والفاعلين. وتمت مقاربة الموضوع اعتمادا على ثلاثة محاور هي، طرق وكيفية تغطية الهجرة المغربية، حاجيات وانتظارات الجالية من وسائل الاعلام الوطنية والإصلاحات المستقبلية، الأهداف والوسائل والميكانيزمات. وقام المتدخلون بتشخيص واقع الحال وقدموا اقتراحات في اتجاه إبراز شروط وتطلعات التعامل الإعلامي مع المسألة، وقدم مختلف الفاعلون نظرتهم في هذا المجال وكذا المبادرات التي تم الشروع في إنجازها . وبعد مناقشة الموضوع من كل الجوانب اقترح المشاركون إعداد دراسة معمقة من أجل جرد وضعية الجالية لوسائل الاعلام، من حيث معالجة المواضيع المرتبطة بالمغاربة القاطنين بالمهجر، وكذا من حيث العرض الاعلامي الموجه لهم، وتحديد انتظارات المغاربة في هذا المجال. وتم اقتراح استراتيجية وبرنامج عمل للاستجابة لحاجيات وانتظارات هذه الجالية أخذا بعين الاعتبار تنوعها، وخلق صندوق لتمويل إنتاجات إعلامية موجهة للمغاربة القاطنين بالمهجر، والتنصيص بدفاتر التحملات للقنوات العمومية للإذاعة والتلفزة على نسبة مخصصة حصريا للبرمجة الموجهة للمغاربة القاطنين بالمهجر. واقترح المشاركون تكوين صحفيين في قضايا الهجرة، بهدف تمكينهم من ضبط مشاكل الهجرة وتفادي الصورة الاعلامية النمطية. ووضع ميكانيزمات دائمة من أجل ولوج المهنيين للمعلومات المتعلقة بقضايا الجالية، ثم دراسة إمكانيات خلق قناة فضائية عمومية موجهة للمغاربة، وخلق قناة تلفزية متخصصة على المدى البعيد للاستجابة لانتظارات وحاجيات المهاجرين، واستغلال الإمكانيات المتاحة لتصحيح الصورة النمطية والمغلوطة للمهاجر المغربي في وسائل الاعلام بالخارج وتلميع صورته الحقيقية كفاعل تنموي لاقتصادات بلدان الاقامة وكعضو أساسي لاغناء المجتمعات المضيفة. وأكد المشاركون في اللقاء على تشجيع خلق شبكات منظمة ما بين الصحفيين المغاربة بالخارج ونظرائهم بالداخل، وتنظيم ملتقى دولي لفائدة الاعلاميين المغاربة بالخارج وبالداخل، وتطوير البرامج التلفزية والإذاعية القائمة الموجهة للجالية المغربية والتفكير في خلق برامج أخرى، وحث القنوات الفضائية والإذاعات العمومية والتابعة للقطاع الخاص على الاهتمام أكثر بقضايا الجالية لتحسيس أنجع حول حقوقهم بداخل وخارج المغرب، وإنجاز روبورتاجات وتحقيقات، حيث من المحبذ أن يعمل التلفزيون العمومي على إشراك المواطنين المغاربة في برامج المنافسة والتسلية المنتوجة من طرف القنوات الوطنية مثل «CHallengers» و «القدم الذهبي» و «استديو 2M». وفيما يخص الصحافة المكتوبة، فيتعين عليها اللجوء إلى مقاربة جديدة مناسبة، وخطاب أقل نمطية في تغطيتها للجالية المغربية، وبالرغم من محدودية الإمكانيات المالية التي لا تمكن دائما الصحف المغربية من تشغيل مراسلين بالخارج. وخلص اللقاء عند ختام المائدة المستديرة، وباقتراح الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج الى توصية عامة تهدف إلى تنظيم تظاهرة على رأس كل سنتين لتقييم مدى إنجاز الاقتراحات وتفعيل التوصيات على أرض الواقع.