أكد محمد عامر، الوزير المنتدب المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، أول أمس السبت في مونتريال، أن المملكة المغربية "يحق لها أن تفتخر بمواطنيها الذين أضحوا يأثثون نخب العديد من بلدان الاستقبال والذين بإمكانها الاعتماد على تعلقهم المتواصل ببلدهم الأصلي". "" وقال عامر (الصورة)بمناسبة انعقاد المنتدى الثاني للكفاءات المغربية بأمريكا الشمالية، إن "طموحنا هو أن يتجسد أكثر هذا التعلق على أرض الواقع، بطريقة يتم معها توظيف التراكم المعرفي الهام والخبرة لدى مواطنينا بالخارج، بشكل واسع وأكثر دينامية في تحقيق النهضة الاقتصادية والاجتماعية للبلاد". وذكر عامر أنه ولبلوغ هذا الهدف، تم التفكير في العديد من الميكانيزمات والتدابير اعتمادا على دراسات تم إنجازها بغرض مواكبة الجالية بشكل أفضل بالخارج وتحديد مواصفاتها ومعرفة قدراتها في المساهمة في المجهود التنموي للبلاد وكذا السبل الكفيلة لتشجيعها على ذلك . وأكد، في هذا السياق، على الأهمية "المتزايدة" للجالية المغربية المقيمة في الخارج والتحول الذي طال وضعها من يد عاملة عادية إلى حضور أكثر تميزا ضمن الفئات السوسيومهنية العليا لبلدان الاستقبال. وتابع في هذا السياق أن 17 في المائة من السكان النشيطين من ضمن المغاربة المقيمين عبر العالم يزاولون مهن علمية وفكرية وتدبيرية جد مؤهلة، فيما يشتغل خمسة في المائة منهم في مهن وسيطة تهم مجالات مثل التعليم والصحة والتواصل والتدبير التجاري، مبرزا أن "المهن التي لا تتطلب كفاءات معينة لا تمثل سوى 28 في المائة". وقال عامر إن المغاربة المقيمين بأمريكا الشمالية يمثلون نموذجا حيا لهذا التحول الهام الذي سجل داخل تيارات الهجرة المغربية، مستشهدا بمختلف الأبحاث والدراسات حول مغاربة العالم ومبرزا أن حوالي 87 في المائة من المغاربة المقيمين بكندا الذين يفوق سنهم 15 سنة حاصلون على شهادات وثلثهم على شهادات جامعية عليا . وتابع أن المغاربة المقيمين بالخارج يعدون فاعلين هامين في التعاون بالنظر إلى مرجعيتهم المزدوجة ثقافيا وفكريا وعمليا، الأمر الذي يؤهلهم للمساهمة سواء في التنمية المحلية أو الوطنية لبلدان الاستقبال أو البلد الأصلي . وأشار الى أنه يتعين الإقرار، بهذا الخصوص، بأن المغاربة عبر العالم يقدمون إسهاما هاما تجسد بالأساس عبر إنجاز مشاريع بنيات تحتية وتجهيزات أولية جد ثمينة بالنسبة للسكان المحليين، معتبرا أنهم مدعوون الى العمل أكثر عبر الاستثمار والانخراط في المجالات الدقيقة حيث مساهماتهم أكثر من مرغوب فيها". وتحدث عامر، في هذا السياق، عن المحاور الهامة للسياسة المغربية من أجل توجيه ومواكبة ودعم المغاربة عبر العالم، وفي مقدمتها المحور الثقافي والتربوي الذي يهم مسألة الهوية المغربية في أبعادها اللغوية والعقائدية والثقافية لدى هؤلاء ولاسيما الجيل الجديد، وذلك عبر تدخلات بتعاون وثيق مع مجموع المؤسسات المعنية. وبدوره يكتسي المحور الإجتماعي، يضيف الوزير، طابعا أولويا بالنظر إلى التطلعات الكبيرة للمغاربة عبر العالم، مبرزا أنه ولتلبية هذه التطلعات تمت بلورة المخطط الحكومي لتعزيز الخدمات الاجتماعية على مستوى قنصليات المغرب بغرض مساعدة المغاربة الذين يوجدون في وضعية هشة ضمن المواطنين المغاربة المقيمين بالخارج . ويهم المحور الثالث الدفاع عن مصالح المغاربة المقيمين بالخارج وحقوقهم سواء في بلدان الاستقبال أو البلد الأصلي، مبرزا أن هذا الجانب تم أخذه بعين الاعتبار من قبل المغرب في علاقاته الثنائية والمتعددة الأطراف مع شركائه الدوليين. وأشار، في هذا الصدد، إلى وضع مخطط عمل من قبل الوزارات المعنية ولاسيما وزارة العدل. أما المحور الرابع، فيتعلق بتعزيز الشراكة مع جمعيات المغاربة المقيمين بالخارج التي تعتبر صلة وصل ضرورية لأي عمل قرب. وفي نفس السياق، أكدت نزهة الشقروني، سفيرة المغرب بكندا، أن الرأسمال البشري يعد إحدى الثروات الهامة التي يزخر بها المغرب وأحد محركات النمو الاقتصادي للبلاد . وأضافت الشقروني أنه وإلى جانب المغربيات والمغاربة الذين يساهمون يوميا في ترسيخ مسار التنمية والتقدم لبلدهم، هناك مواهب مغربية أخرى تقيم بمناطق أخرى من المعمور وتعد إسهاماتها جد هامة مما يشكل مبعث فخر للمغرب والمغاربة . وأوضحت، في هذا الصدد، أن الجالية المغربية المقيمة بكندا واعية تمام الوعي بالدور الهام الذي تقوم به من أجل تنفيذ مشاريع التنمية الاقتصادية والإجتماعية بالمغرب إلى جانب الدور الذي تضطلع به في تحقيق التقارب بين الشعبين المغربي والكندي بفضل العلاقات التي نسجت بين المجتمعين المدنيين بالبلدين. وترى السفيرة أن هذا التواصل يمكن إغناؤه عبر تبادل الخبرات والتجارب في إطار خلايا تفكير، يمكن أن تجمع أكاديميين ومهنيين حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، معربة عن اقتناعها بأن من شأن خلق إطارات شراكة جديدة أن يسمح لهذه الكفاءات العليا بتقديم خبراتها في العديد من المجالات وبالتالي الاستفادة من المؤهلات المغربية الموجودة بالخارج . ومن جانبه، وبعد أن أبرز مختلف الجهود التي يبذلها مجلس الجالية المغربية بالخارج، أوضح فوزي الأخضر غزال، عضو المجلس، أن تنظيم المنتدى الثاني للكفاءات المغربية بأمريكا الشمالية يعكس الأهمية التي يحظى بها المغاربة عبر العالم، داعيا أفراد هذه الجالية إلى اغتنام هذه الفرصة من أجل تقاسم وتثمين مختلف تجارب الآخرين تعزيزا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمغرب. واعتبر أن هذا المنتدى يعكس إرادة قوية للحفاظ على علاقات ثقافية واجتماعية واقتصادية قوية مع مجلس الجالية المغربية بالخارج، كقوة اقتراحية تصدر توصيات حول مشاريع النصوص التشريعية والتنظيمية بشأن الهجرة وتوجهات السياسة العمومية وحول التدابير الرامية إلى ضمان حقوق الجالية وتعزيز مساهمتها في التنمية البشرية الوطنية والجهوية والمحلية .