اعتبر الخبير المغربي وأستاذ كرسي اليونسكو بجامعة قرطبة السيد محمد ظهيري، أن انعكاسات الهجرة على اسبانيا كانت إيجابية على كل المستويات . وأوضح السيد ظهيري ، وهو خبير دولي في مجال الهجرة والوساطة بين - ثقافية وثقافة السلام و حقوق الإنسان، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش المنتدى الثاني للهجرة المنظم بمدينة الفقيه بنصالح تحت شعار "الحق في الهجرة" أن هذا المعطى يفند بعض الآراء والتوجهات التي تذهب في اتجاه تحميل مسؤولية الأزمة التي تعاني منها بعض الدول الأوروبية المستقبلة للهجرة للجاليات الأجنبية. وذهب الخبير المغربي إلى أن المهاجرين ساهموا بشكل إيجابي في حل مجموعة من المشاكل في إسبانيا ، وكانوا عامل نمو وتطور، مستندا في ذلك إلى إحصائيات رسمية إسبانية كتقارير المكتب الاقتصادي لرئيس الحكومة، ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية والمعهد الوطني الاسباني للإحصاء وبعض البنوك الجهوية. وأبرز أنه تم بفضل الهجرة،تسجيل ارتفاع ملموس في الناتج الداخلي الخام في اسبانيا ما بين 1995 و 2006 ، كما أحدث المهاجرون خلال نفس الفترة حوالي 247 ألف مقاولة، فضلا عن دورهم الفعال في النمو الديموغرافي في القارة الأوروبية عموما وفي اسبانيا وإيطاليا بشكل خاص . وبعد أن أبرز الخبير أن الهجرة كظاهرة طبيعية ، ساهمت في نمو البلدان المستقبل والمصدرة للهجرة على السواء، دعا الأحزاب السياسية والجمعيات والنقابات، في البلدان المعنية بهذه الظاهرة ألا تتعامل معها من منطق سياسوي ضيق وأن تقاربها كعامل طبيعي. يذكر أن المنتدى الدولي الثاني حول الهجرة، الذي ستختم أشغاله اليوم الأحد من تنظيم جمعية منتدى بني عمير. وتناول المشاركون في المنتدى، مغاربة وأجانب، إشكالية الهجرة من خلال موضوعين أساسيين وهما "الحق في الهجرة بين الاتفاقيات الدولية والتشريعات الوطنية " و"المشاكل الاجتماعية لعائلات المهاجرين". ومن المرتقب أن تتوج أشغال هذا المنتدى المنظم بتعاون مع الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج ومجلس الجالية، وبشراكة مع مندوبية التعاون الوطني وجمعية دعم المركب الاجتماعي للفقيه بن صالح، بعدد من التوصيات المتعلقة بهذا المجال.