يوم في باريس ها هو برج إيفل يتأمل المكان ونحن نختار الجلوس في مركب نشوان يمشي في كامل أناقته على مياه نهر السين و يمنح للأعين حرية الانبهار بما ترى... نستحضر كل ما قرأناه عن باريس وعن كتابها المجانين والعقلاء ننظر إلى زرقة المياه تنساب في هدوء ننظر إلى زرقة السماء تملأ الأرجاء هناك بجع يغني فرحا بالماء وهناك طيور تحلق في الهواء و أنا و أنت عاشقان نسجل لحظات العشق ونرمي بها إلى شاشات العالم نرمي بها إلى بريد الأصدقاء طوبى لنا أيتها الجميلة بين النساء... في الحي اللاتيني في الحي اللاتيني وفي ساحة سان ميشيل كنت أسير منتشيا بالوقت كانت العصافير تسير معي وكانت السماء صافية مثل وجه طفلة ... يظهر الكوليج الفرنسي في كامل مهابته و تتراءى الكتب المستعملة معروضة قرب نهر السين وها هي نوتردام كامرأة تكتب التاريخ على جسد من رغام وتمتد في مرايا التماهي مع كل العابرين... ها هي باريس يا عزيزتي ترحب بالزائرين فتعالي نأخذ قهوة هنا في إحدى المقاهي ونتمشى قليلا بعد ذلك و نأخذ صورا متعددة هنا في هذا المكان الجميل ونأخذ أخرى و أخرى هنالك وننشر جميع هذه الصور على شاشات الفيسبوك كي يراها كل الناس... ثم نشتري ديوان شعر لبودلير أو إيلوار أو فرلين نقرأ ه معا خفية عن الآخرين حتى نشعر بالسعادة .... في مقهى باريسي كنت خلفك كنت قريبا جدا منك و أنت تجلسين وحيدة في مقهى بونابرت ترتدين الأحمر كعادتك وتبتسمين كتاب على الطاولة ينتظر إتمام قراءته وهاتف محمول مرمى بالقرب منك يتوقع مكالمة تأتي وعلبة سجائر فارغة كنت خلفك كنت أنتظر بشوق أن تلتفتين خلفك ربما تبتسمين لي أو أن تأتي لتشربي فنجان قهوة معي كنت خلفك و كانت المقهى مليئة بالزبائن أغلبهن نساء ولا عجب في ذلك لقد كنا في باريس فقط أنا كنت أعلم بوجودك في المقهى و أنت للأسف الشديد كنت لا تعلمين حكاية عشق باريسي ها نحن أخيرا في باريس قالها العاشق الباريسي لفتاته الجميلة كم الأمر فاتن و مثير تعالي نفعل مثل المجانين نلعب ونمرح و نقرأ الكتب مثلما كان يفعل الشاعر بودلير و مثلما كان يفعل أيضا الشاعر بول فرلين تعالي نجلس بالقرب من المياه تحت الشمس الساطعة تعالي نرقص مثل البرق تعالي نغني مثل الرعد أما م كل هذا الحشد و نحظى بالتصفيق تعالي نغيب عن الوجود ولا نفيق يا لها من فرصة كبيرة أن أكون أنا وأنت من جديد هنا ها نحن قد وصلنا إلى حينا بعد رحلة طويلة حول العالم ها نحن أخيرا في باريس ! قالها هذه المرة شاعر عربي لزوجته الحبلى و أطلق العنان لخياله يتأمل أطفاله القادمين... في حديقة لوكسمبورغ في حديقة لوكسمبورغ جلست على كرسي عتيق فتحت كتابا كعادتي وبدأت في القراءة كان الزوار كثيرون وكانت التماثيل ترنو إلي كي آخذ صورا معها وكانت المرأة التي أنتظرها قد أخذت لها غرفة في الأوطيل القريب ولا تريد أن تأتي في الميعاد كان هناك رجل في خريف العمر يجلس على كرسي مثلي يفتح جريدة ويقلب صفحاتها كأنه على عجل ليقرأ شيئا من خلال ما تبدى لي وكان هناك رجلان آخران يلعبان الشطرنج ويتجادلان في شؤون الحياة وكانت هناك نساء جميلات يمارسن رياضة المشي وهن مبتسمات ... وكانت هناك أخريات ينظرن إلي من حين لآخر ويتابعن الحديث ... وكانت هناك أسراب حمام تطير تارة وتحط أخرى على رؤوس تماثيل الرخام شكرا ماري دو ميدسيس شكرا على هذه الحديقة التي أنقدتني من فراغ الوقت وحولتني إلى عاشق كبير يحسن الانتظار... صور في باريس في باريس بعد أن أخذت صورا قرب برج إيفل وكان الشوق في عيني عصفورا يحلق في الأعالي وبعد أن تعب الطريق مني توجهت على جناح طائر إلى ملعب رولان غاروس أستحضر في ذهني مباريات كبرى جرت على أرضه كان نادال سيدها بامتياز رأيت عن بعد كنيسة القلب المقدس و كان متحف اللوفر يفتح لي الأبواب... يدعوني كصديق عزيز لزيارته.. ويلح في الطلب ولا عجب .. هو يعرف شغفي الكبير برؤية الموناليزا و برؤية باقي اللوحات هو يعرف شغفي الكبير بالرسم على الأوراق وعلى القماش و حتى على الخشب ... وكان قوس النصر ينتظر هو الآخر مني أن أكتب فيه قصيدة نثر مثلما فعل بورخيس وهو يتجول وحيدا في باريس ذات منام... موعد في باريس هاتفني صديقي قال لي لنلتق مساء في الموعد المحدد وفي المكان المعلوم .. كانت الطاحونة الحمراء تنادي النجوم و كان شارع كليشي يستقبل المارين بقلب مفتوح وكنت لحظتها قد وصلت منذ يومين إلى باريس لا أحمل معي سوى كتاب الرمل لخورخي بورخيس ودفتر صغير توجد به عناوين الأصدقاء وطبعا كان معي هاتفي المحمول كنت في مقهى الأوطيل أشرب قهوتي السوداء وكان رأسي جد مشغول بكتابة قصيدة لهذا لم أذهب إلى هناك وتركت صديقي وحيدا يجرب حظه بكامل الحرية حبا أو نجاة أو هلاك مع أسماك القرش البيضاء...