يعيش سكان المناطق الهامشية المحاذية للدار البيضاء وضعية مزرية وظروفا قاسية تذيقهم مرارة الحياة في مختلف النواحي المرتبطة بالعيش والحياة الكريمة، وكم كان يراودهم من حلم لتغيير مجريات هذه الحياة، كما كان لهم أمل كبير في خدمات الجماعة الوحيدة منذ بزوغ فجرها وإبان إحداثها معولين على إمكانات هذه الأخيرة التي ابتلعت كل ميزانيات الجماعات الحضرية في حينها إذ انفردت هذه الجماعة بميزانية مالية هائلة فاقت بها كل ميزانيات الجماعات المغربية سيما وأن الدار البيضاء هي العاصمة الاقتصادية وكل الآمال تعلق عليها. ولكن مع مضي الأيام انكشف الغطاء وأميط اللثام عن هذه الجماعة لتظهر كأي جماعة فاشلة في تدبير الشأن المحلي سواء كانت حضرية أو قروية غنية أو فقيرة ليخيب ظن السكان ولتتبخر أحلامهم ولتبقى أمورهم على حالها دون الإحساس بأي تغيير أو تحسن في الخدمات. ولولا أوراش المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي حاولت ملامسة القضايا ووضع اليد على الألم للمساهمة في تنمية العنصر البشري وللتجاوب بالخصوص مع قضايا الفقراء والمساكين لولا هذا لتأزمت وضعية السكان أكثر. وعلى ذكر المبادرة التي يدبر معظم شأن أمرها من طرف المجتمع المدني نشير الى أن إمكانات هذه المبادرة تصرف في بعض الأحيان بطرق ارتجالية تحتاج الى ترشيد لكونها تصرف على قضايا ظرفية وموسمية وفي أشياء هامشية تافهة بسبب تطفل بعض الجمعيات التي ليس لها أي قدرة على خلق مشاريع وليس لها أي خبرة في ميدان الصرف والتسيير كما أن بعض الجمعيات تحظى بمحاباة لاستغلالها في حملات انتخابية ولهذا السبب تفرد بحصة الأسد وبمعظم المبالغ المالية دون تحقيق أي نتيجة تعيد البسمة الى المواطنين الأمر الذي يستوجب تشديد الرقابة على مثل هذه الأمور من أجل ترشيد نفقات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. والذي يبعث على القلق ويحز في النفس أن هذه الجماعة الوحيدة للدارالبيضاء لا يوجد لها أي مشروع على أرض الواقع يعود الفضل في انجازه الى هذه الأخيرة لفائدة سكان أهل الغلام الذين ينتمون لمقاطعة سيدي مومن سواء تعلق الأمر بمشروع رياضي أو ثقافي أو فني أو اجتماعي أو في أي مجال. ومقاطعة سيدي مومن ينعت رئيسها وهو في نفس الوقت برلماني المنطقة بأنه يشكل اليد اليمنى لعمدة الدارالبيضاء الكبرى وهو الذي يحظى بمحاباة خاصة من رئيس الجهة زيادة على أن مقرر ميزانية جماعة الدارالبيضاء هو عضو في مقاطعة سيدي مومن أضف الى ذلك أن النائب الأول لعمدة الدارالبيضاء هو عضو أيضا في مقاطعة سيدي مومن وكان قد عزل مؤخرا ولكن سيدي مومن لم تستفد من هذه الأطر ومن خبرة هذه الكفاءات ليبقى الحال على ماهو عليه حتى أصبح الناس يحنون الى خدمات سيدي مومن لما كانت بلدية مستقلة عن الجماعة الوحيدة لأنهم صدموا بتدني مستوى الأداء إن لم نقل انعدام هذا الاداء الجيد مع تسجيل رداءة الخدمات وما ينطبق على سيدي مومن وأهل الغلام ينطبق على منطقة ليساسفة والحي المحمدي وعين السبع وسيدي معروف وعين الشق وسيدي البرنوصي وكأن الغاية من إحداث الجماعة الوحيدة هو تمكين هذه الأخيرة من القدرة على خلق رتوشات داخل المدينة أو بالأحرى المناطق التي كانت في الأصل في غنى عن خلق رتوشات أو القيام بفتح أي أوراش على شوارعها مثل حي كاليفورنيا وشارع مكة. واستنادا الى بعض الملاحظين البيضاويين فإن شوارع داخل المدينة هي الأخرى لم تعرف أي تقدم ملموس في الخدمات الاجتماعية والأعمال الجيدة. والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا تتنكر جماعة الدارالبيضاء لسكانها في المناطق التي تعاني التهميش والإقصاء وهي بهذا التصرف لم تف بوعدها الذي أخذته على نفسها والرامي الى الاهتمام بكل المناطق ليظهر أن هذه الوعود كانت مجرد وعود معسولة فرضتها ظروف الانتخابات ولذلك تلاشت وتبخرت معها الأحلام لتكون في خبر كان ولتذهب أدراج الرياح. وقد يبقى أمام هذه الجماعة آخر فرصة للتدخل من أجل إرضاء سكان هذه المناطق لتكفر عن خطاياها المرتكبة في حقهم في محاولة لإبرام صلح مع هؤلاء وهي في آخر عمرها فهل ستفعل؟!!