جرت, اليوم الثلاثاء بسلا, مراسيم تشييع جثمان الراحل الفنان صالح الشرقي, الذي وافته المنية أمس الاثنين عن سن تناهز 88 سنة, في موكب جنائزي مهيب. وبعد صلاة الظهر والجنازة بمسجد فلسطين, نقل جثمان الراحل إلى مثواه الأخير بمقبرة باب معلقة بسلا حيث ووري الثرى, بحضور وزير الثقافة, السيد بنسالم حميش, وأفراد عائلته وشخصيات فنية وطنية ومحلية وفعاليات جمعوية. وتليت بهذه المناسبة, آيات بينات من الذكر الحكيم على روح الراحل, كما رفعت أكف الضراعة إلى الله العلي القدير, بأن يتغمده بواسع رحمته, وأن يشمله بمغفرته ورضوانه. وبالمناسبة, أجمع عدد من الفنانين وأصدقاء الراحل, من أمثال عبد الهادي بلخياط ومحمود الإدريسي ومولاي أحمد العلوي, في شهادات استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء بعد تشييع جنازته, أن الموسيقى المغربية فقدت أحد أعمدة العزف على آلة القانون والتأليف الموسيقي. ويعد الفنان الراحل صالح الشرقي, وهو من مواليد مدينة سلا سنة 1923, عراب آلة القانون في المغرب, غنت له كوكب الشرق أم كلثوم خلال زيارتها للمملكة أغنية من تأليفه هي "يا رسول الله خذ بيدي". وينتمي الفنان الراحل صالح الشرقي إلى جيل الرواد المؤسسين لصرح الموسيقى المغربية من أمثال أحمد البيضاوي وعبد الوهاب أكومي والمعطي البيضاوي والعباس الخياطي وعبد النبي الجراري وعبد القادر الراشدي ومحمد فويتح وإبراهيم العلمي والعربي الكواكبي ومحمد بن عبد السلام وعمرو الطنطاوي وغيرهم, وهو أحد واضعي اللبنات الأولى للحركة الفنية الغنائية بالمملكة. وقد أبدع الراحل في الأغنية المغربية سواء على مستوى التوزيعات الموسيقية أو توظيفه للمقامات والميازين التراثية خاصة من فن الموسيقى الأندلسية وأنجز ألحانا أغنى بها الخزانة الوطنية, كما زاوج بين العزف والتأليف حيث صدرت له عدة مؤلفات موسيقية أبرزها "مدخل إلى تاريخ الموسيقى المغربية" إضافة إلى سيرته الذاتية التي عنونها ب"جل تر المعاني".