أكد عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أحمد بوكوس أن الثقافة الأمازيغية تحظى باهتمام العديد من التشكيلات السياسية التي جعلت من تفعيل المقتضيات الدستورية المتعلقة بهذه المسألة نقطة مهمة في برامجها الانتخابية. وأوضح بوكوس، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه في إطار الحملة الانتخابية ليوم 25 نونبر عبرت عدة أحزاب سياسية في برامجها وفي تصريحات رسمية، عن التزامها بالعمل من أجل النهوض بالثقافة الأمازيغية طبقا لمقتضيات الدستور. وفي هذا الاطار أشار عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية إلى أن حزب التقدم والاشتراكية دعا إلى التفعيل الحقيقي لوضعية اللغة الرسمية للأمازيغية التي نص عليها دستور الفاتح من يوليوز (المادة 5)، وإخراج القانون التنظيمي الخاص بها إلى حيز الوجود، وإدماج الأمازيغية في مجالات الحياة العامة ذات الأولوية، وتعزيز الروابط مع النسيج الجمعوي الأمازيغي مذكرا أن هذا الحزب دعا أيضا إلى الحفاظ على المكتسبات التي تحققت خلال العشر سنوات الأخيرة وتعزيزها على مستوى التعليم ووسائل الإعلام والقطاعات الاجتماعية والثقافية وتعميم استخدام الأمازيغية في المرافق العمومية بشكل تدريجي. وأضاف أحمد بوكوس أن حزب الحركة الشعبية أكد، من جانبه، التزامه باعتماد، وقبل متم سنة 2013 ، القانون التنظيمي المحدد لمسار تفعيل اللغة الأمازيغية كلغة رسمية، وتوسيع نطاق تدريسها في أفق تعميمها وتعزيز توظيفها في وسائل الإعلام. ولاحظ أن برنامج الحركة الشعبية يتضمن إلزامية استعمال اللغة الأمازيغية في اللافتات وفي مقدمة المنشآت والوثائق الرسمية وتقوية الهيكل التنظيمي للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والحفاظ على مكتسباته عبر تمكينه من القيام بدور هام في المجلس الوطني للغات والثقافات، وإعادة النظر في برامج تعليم اللغة. وفي نفس السياق، يراهن حزب العدالة والتنمية، حسب بوكوس، على تطوير استراتيجية تدريس الأمازيغية بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، واعتماد مادة جديدة بعنوان "الثقافة الجهوية" في البرامج الجهوية تعكس تنوع المغرب، إلى جانب إحداث مديرية لتدريس الأمازيغية بالوزارة الوصية... وأشار عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية إلى أن برنامج حزب المصباح يتضمن أيضا اعتماد نظام للتكوين المستمر وإحداث شعب وسلك الماستر في الأمازيغية في الجامعات. ومن جهة أخرى ذكر أحمد بوكوس بأن حزب الاستقلال يؤيد سن قانون تنظيمي لجعل الأمازيغية لغة رسمية ودمجها في التعليم وتطوير استعمالها في مجالات الحياة العامة ذات الأولوية. وقال إن حزب الاستقلال يلتزم بالعمل على حماية الهوية المغربية بمختلف روافدها الإسلامية والعربية والإفريقية والمتوسطية ويتعهد بتفعيل إحداث المجلس الوطني للغات والثقافات المغربية الذي نص عليه الدستور الجديد للمملكة والذي ستناط به على الخصوص مهمة حماية وتطوير اللغتين العربية والأمازيغية، ومختلف التعبيرات الثقافية المغربية كتراث أصيل ومصدر استلهام معاصر. وأبرز وكوس أن النهوض بالثقافة الأمازيغية، خاصة في مجال تعليم اللغة والدراسات والإعلام الإذاعي والتلفزي يحتل مكانة هامة ضمن الانشغالات الثقافية لجبهة القوى الديمقراطية. ومن جهته يتعهد حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، حسب عميد المعهد، باعتماد مقاربة جديدة للتمكن من اللغات الوطنية والأجنبية في إطار مشروع وطني تتم بلورته من قبل المجلس الوطني للغات والثقافات المغربية ، فضلا عن إحداث هذا المجلس خلال سنة 2012. ويلتزم حزب الوردة أيضا بإعداد ميثاق وطني للثقافة بمشاركة جميع الفاعلين، بهدف تحديد التوجهات الأساسية للسياسة الثقافية وإبراز الشخصية والهوية المغربية التعددية والتضامنية. ويوصي حزب الإنصاف والتجديد، من جانبه، بإعادة الاعتبار للغة والثقافة الأمازيغيتين باعتبارهما ركيزة الثقافة الشعبية المغربية، فيما يدعو حزب الاتحاد الدستوري إلى العمل من أجل تعزيز وتكريس الأمازيغية كلغة وثقافة. وخلص أحمد بوكوس إلى أن برنامج التحالف من أجل الديمقراطية، الذي يضم الأصالة والمعاصرة والحركة الشعبية والتجمع الوطني للأحرار والاتحاد الدستوري والنهضة والفضيلة والحزب العمالي واليسار الأخضر والحزب الاشتراكي، يصب في نفس الاتجاه عبر تنفيذ مقتضيات الدستور، خاصة سن القانون التنظيمي المتعلق بجعل الأمازيغية لغة رسمية