تناقلت وسائل إعلام مغاربية اليوم الأحد باهتمام بالغ الأنباء الرائجة حول وساطة سعودية بين المغرب و الجزائر لإعادة فتح الحدود المغلقة بين الجارين الشقيقين، و شددت ذات المصادر على أن هذا اللقاء من المحتمل أن يعقد بالرياض. و على ما يبدو، فإن إصرار السلطات السعودية على تسوية الملفات العالقة بين المغرب والجزائر لم يخفت، بعد الأخبار، التي تحدثت في أوقات سابقة عن وجود مساع سعودية حثيثة من أجل إصلاح ذات البين بين البلدين، كما أفادت بذلك مصادر دبلوماسية سعودية لصحيفة «القدس العربي » حول لقاء جزائري مغربي يتوقع عقده بالمملكة العربية السعودية خلال الأسابيع القليلة القادمة. المصادر قالت بأن اللقاء المرتقب سيبحث « إعادة الاتصال بين البلدين لتسوية الملفات العالقة ووضع أسس جديدة للتعاون بين البلدين على ضوء ما تعرفه منطقة المغرب العربي من تحولات خاصة في تونس وليبيا» ، كاشفة أن « اتصالات جارية من أجل عقد لقاء بين البلدين يبحث في العلاقات الثنائية والوضع الإقليمي خاصة بعد سقوط نظام العقيد معمر القذافي و ما أفرزته أول انتخابات تونسية بعد سقوط نظام بن علي من فوز لحزب النهضة ذي التوجهات الإسلامية. المصادر توقعت أن يتم اللقاء على مستوى عال يشارك فيه مسؤولون سعوديون، « الذين لن يبتعدوا كثيرا عن أبواب قاعة اللقاءات » في إشارة إلى استعداد سعودي للتدخل في أية لحظة لضمان نتائج إيجابية ملموسة على صعيد العلاقات الثنائية الجزائرية المغربية وتنشيط تحرك مشترك لإعادة الروح لاتحاد المغرب العربي. على أن مواضيع فتح الحدود المغلقة بين البلدين منذ صيف 1994 والتعاون الأمني خاصة بعد النشاط المتزايد في منطقة الساحل لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وتعزيز التحول الديمقراطي السلمي والإصلاح السياسي مع الأخذ بعين الاعتبار الأوضاع الخاصة لكل بلد مغاربي تشكل المحاور الأساسية للمباحثات المرتقبة. من جهتها ذكرت أسبوعية «ماروك إيبدو» بأن الاستعدادات جارية بالرياض من أجل احتضان اللقاء المغربي الجزائري، حيث يتوقع أن يتم ذلك في الأيام الأولى من شهر دجنبر المقبل . الأسبوعية أفادت بأن الجهود السعودية من أجل رأب الصدع بين الرباطوالجزائر بدأت منذ يوليوز الماضي، وذلك بمناسبة الاستقبال الذي خص به العاهل السعودي وزير الشؤون الخارجية الطيب الفاسي الفهري، وأن الملك عبد الله كشف حينها للوزير المغربي عن رغبة الرياض في القيام بدور تاريخي في المصالحة بين البلدين . و جدير بالذكر أنها ليست المرة الأولى التي تتدخل فيها العربية السعودية رسميا من أجل الوساطة بين المغرب والجزائر، حيث سبق للعاهل السعودي الراحل، الملك فهد بن عبد العزيز، أن نجح سنة 1988 في مصالحة الملك الراحل الحسن الثاني مع الرئيس الجزائري الأسبق الشاذلي بن جديد في لقاء تاريخي بمدينة وجدة.