قال الكاتب الأمريكي بصحيفة "واشنطن بوست" ديفيد إجناشيوس إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قال لمساعديه في البيت الأبيض إن نظام مبارك كان فاسدا، وإن الرئيس السابق طلب منه شخصيا التدخل لوقف الثورة، ولكن أوباما رفض قائلا: "لو حاولنا التدخل فلن ننجح". وأكد صحفي ال"واشنطن بوست" وجود تخوف وقلق كبير لدى أمريكا من تحول الثورة إلى أعمال العنف وفتنة طائفية بين المسلمين والأقباط، والتخوف الأكبر يأتي من وصول السلفيين إلى السلطة. وأضاف إجناشيوس في محاضرة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، بعنوان "كيف تفكر أمريكا في الربيع العربي"، أدار حوارها السفير نبيل فهمي، عميد كلية الشئون الدولية والسياسات العامة، إن أوباما طلب من مبارك قبل تنحيه الرحيل دون إحراج، عبر رسالة حملها فرانك كونرز، سفير أمريكا بمصر في الثمانينيات، والذي كان يتمتع بصداقة شخصية مع مبارك. وتابع: "الضغط الأمريكي على مبارك لم يكن واضحا، وكان يجب على الولاياتالمتحدة أن تضغط عليه أكثر للتنحي"، معترفاً بأن دعم أمريكا للديمقراطية في مصر لم يكن كافيا وأن المصريين وحدهم هم من قادوا التغيير، واستطرد: "سعيد بالثورة المصرية لأنها نجحت في أن تتحول لثورة حقيقية". ويؤكد إجناشيوس قلق إسرائيل من التغييرات الأخيرة في الوطن العربي، ولهذا السبب وافقت على صفقات تبادل الأسرى مع الفلسطينيين والمصريين، لإدراكها بأن وضعها سيكون صعبا لو رفضت، فيما أبدى تحفظه على مصطلح "الربيع العربي" لأنه يحمل معنى بأنها فترة قصيرة تنتهي "بزهور وموسيقى"، ويرى أن "الإنتقال العربي" هو المصطلح الملائم لما تمر به الشعوب العربية. وحول موقف أمريكا من إقامة الدولة الفلسطينية، قال إن أمريكا لا يمكن أن تفرض رأيها على إسرائيل في إقامة دولة للفلسطينيين، وردا على سؤال أحد الحاضرين حول تفضيل أمريكا لوصول شخص معين لرئاسة مصر، أوضح إجناشيوس أن الولاياتالمتحدة تريد لمصر رئيسا يحقق الإستقرار والنمو الإقتصادي ويحقق مطالب التغيير للشعب، وأن أمريكا تنظر بقلق إلى مصر لغياب الأمن وعدم وجود حكومة قوية.