ما زال الغموض يلف مصير الرعايا الأجانب المختطفين قبل فجر أول أمس الأحد من داخل مخيم الرابوني بتندوف و يطرح العديد من علامات الاستفهام المرتبطة بظروف و ملابسات تنفيذ عملية الاختطاف الارهابية على بعد أمتار قليلة من مقر قيادة البوليساريو . و تفيد آخر المعطيات أن قافلة من ست سيارات جندتها قيادة الانفصاليين لمطاردة الخاطفين مباشرة بعد عملية الاختطاف _الذي تؤكد جميع الدلائل أنها كانت منظمة بشكل دقيق مما يؤكد تورط متعاونين من داخل المخيمات في مد الجهة الخاطفة بتفاصيل الموقع _ قد فشلت في إيقاف تقدم الخاطفين في عمق التراب الموريتاني و اتجاههم نحو شمال مالي أين تنشط العديد من الخلايا المسلحة ذات الصلة بتنظيم إرهابي مسلح يقوده جزائري يدعى المختار بلعور و هو من زعماء تيار السلفية بالجزائر و أمير خلايا القاعدة بالمنطقة . و يستعمل الخاطفون الذين يرجح أن يكون قائدهم هو المدعو يحيى يحيى الذي كان قد ساعد السلطات الموريتانية في اعتقال الارهابي الانفصالي عمر الصحراوي , سيارتين من نوع تويوتا ستايسن بمحركات بنزين و هي عربات رباعيات الدفع يستخدمها عادة مهربو المخدرات بمنطقة الساحل , و قد دخلت بعد منتصف ليلة السبت الأحد إحداهما الى الساحة الكبرى لمخيم الرابوني الذي يحتضن المقرات الادارية لجبهة البوليساريو فيما بقيت الثانية بمدخل المخيم لمراقبة الوضع , و آطلق أحد الخاطفين عيارات نارية في الهواء و هو ما أثار الفزع لدى المتعاونين الأجانب بدار الضيافة الموجودة بالمخيم و دفعهم الى الخروج للساحة للتحقق من الأمر ليعمد الخاطفون الى إحتجاز ثلاثة منهم و تقييدهم قبل وضعهم في صحن السيارة تحت شباك بعد تبادل سريع لاطلاق النار بين الخاطفين سقط خلاله أحد المختطفين و سائقه جريحين . و قد غادر الخاطفون المخيم عبر نفس الطريق التي أتوا منها و هم مطاردين من طرف عناصر انفصالية و توغلوا لأزيد من 100 كلم في عمق التراب الموريطاني في إتجاه مالي جنوب الخط الحدودي الجزائري و لم تفلح مطاردة الانفصاليين في إيقاف تقدمهم الى حدود مساء أول أمس الأحد . و بمدريد ذكرت مصادر إعلامية أن وزارة الخارجية الاسبانية شكلت خلية أزمة لمتابعة تطورات حادث الاختطاف الارهابي , في الوقت الذي إكتفت فيه الجزائر التي تسود ترابيا مخيمات تندوف بتأكيد حادث الاختطاف دون التعليق عليه . و من غريب الصدف أن حادث الاختطاف يتزامن مع زيارة ميدانية يقوم بها رئيس أركان الجيش الجزائري للحدود الجنوبيةالغربية للجزائر و هو ما يثير التساؤلات حول دواعي التراخي الأمني حول منطقة تندوف في الوقت الذي كان من المفروض أن تكون نفس المنطقة موضوع تعزيزات أمنية و عسكرية إضافية لتأمين زيارة المسؤول العسكري الى المنطقةالحدودية الحساسة أمنيا خاصة و أن موضوع الزيارة كان محسوما فيه منذ مدة في أجندة المؤسسة العسكرية الجزائرية . كما أن العديد من نقط الاستفهام تفرض نفسها حول مآل و فائدة الحواجز الأمنية الصارمة الموضوعة من طرف أجهزة البوليساريو و الجيش الجزائري بمداخل تندوف لمنع المحتجزين داخل المخيمات من الفرار خارج طوق الحراسة الأمنية المشددة حول تندوف . و ما هي تفاصيل و خلفيات مبادرة المسؤول الأول عن أمن المخيمات محمد الوالي ولد اعكيك الى إعطاء الأمر بملاحقة المختطفين في عمق التراب الموريتاني و المالي داخل منطقة حساسة عسكريا وهي مغامرة تتزامن مع معلومات مؤكدة تفيد ربط ولد اعكيك اتصالات مع وسطاء بمالي على علاقة وثيقة بالمختطفين للوصول الى اتفاق باطلاق سراح المختطفين حفاظا على ماء وجه القيادة الانفصالية و إصطدامه بواقع أن كلا من مدريد و نواكشوط قد فتحت قبله قنوات الاتصال مع نفس الوسطاء لبلوغ الهدف نفسه .