أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الثلاثاء ليلاً خلال مؤتمر صحفي توصل إسرائيل إلى صفقة مع حركة حماس تحت رعاية مصرية تقضي بالإفراج عن الجندي الأسير جلعاد شاليط خلال الأيام القليلة القادمة ولم يفصح نتنياهو عن أعداد المفرج عنهم. بدوره قال مصدر رفيع المستوى في حركة المقاومة الإسلامية حماس أن صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل قد أنجزت برعاية مصرية وأن التنفيذ سيكون بداية الشهر المقبل "نوفمبر". وأضاف المصدر أن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس سيخرج في مؤتمر صحفي خلال ساعات لتوضيح الإتفاق. وفي التفاصيل فإن الصفقة التي أشرف عليها وزير المخابرات المصرية مراد موافي شخصيا في مقر المخابرات المصرية قبل أسبوعين بحضور وفدي حماس برئاسة أحمد الجعبري، وإسرائيل فإن الصفقة تتضمن الإفراج عن ألف أسير مقابل شاليط سيتم الإفراج عن 450 أسيرا قبل الإفراج عنه و 550 بعد الإفراج عنه وأن الأسيرات جميعهن مشمولات في الصفقة فيما لم يعرف حتى الآن أسماء الأسرى المفرج عنهم والذين سيعلن عنهم خالد مشعل في مؤتمر صحفي بعد ساعات. بدورها وخلال انعقاد جلستها أقرت الحكومة الإسرائيلية الثلاثاء صفقة التبادل وقالت أنها ستعطي 48 ساعة لبعض الأشخاص للإعتراض على بعض الأسماء المفرج عنهم أمام المحكمة، وسيتم تنفيذ الصفقة بعد يوم الأحد. وقالت مصادر إسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقد اجتماعا عاجلا لحكومته الثلاثاء لاتخاذ قرار بشأن صفقة التبادل مع حماس. وفيما يخص فحوى الصفقة كما قالت المصادر الإسرائيلية فإن شاليط سينقل أولاً إلى مصر ويسلم للمسئولين المصريين هناك، وبعدها يطلق سراح ألف أسير فلسطيني، وفي حال تأكد إطلاق سراحهم كلهم تقوم الحكومة المصرية بنقل شاليط بواسطة طائرة إلى إسرائيل. وحسب مصادر غير رسمية في إسرائيل فإن مروان البرغوثي وعبد الله البرغوثي ضمن صفقة التبادل. من جهته قال مصدر في حماس ( أن الصفقة تشمل ألف أسير من بينهم 300 من أصحاب المؤبد، وتبييض السجون من كافة النساء والأطفال، و45 من أسرى القدس، بالإضافة إلى 6 أسرى من عرب ال48 .( بدوره قال أبو مجاهد الناطق بإسم لجان المقاومة الشعبية أن صفقة التبادل قد أنجزت باستجابة إسرائيل لشروط المقاومة برعاية مصرية، مضيفا "أن مؤتمرا صحفيا لرئيس المكتب السياسي مشعل سيعقد خلال ساعات لتوضيح الصفقة". وكشف "أبو مجاهد" أن الصفقة ستضم 450 من القيادات السياسية وأصحاب الأحكام العالية وأسرى القدس وأراضي 48 الذين كانت إسرائيل ترفض الإفراج عنهم سابقا، وجميع النساء والأطفال والمرضى وكبار السن، ليبلغ إجمالي المفرج عنهم ضمن الصفقة حوالي ألف أسير. وقال إن أسماء الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم ستنشر في وسائل الإعلام الإسرائيلية خلال الساعات القادمة للإعتراض عليها من قبل عائلات القتلى الإسرائيليين، ومن ثم ستصادق عليها الحكومة الإسرائيلية ليبدأ بعد ذلك التنفيذ الفعلي للصفقة. وأعلن "أبو مجاهد" أن الفصائل الثلاثة الآسرة للجندي (كتائب القسام، ولجان المقاومة الشعبية، وجيش الإسلام) ستعقد الأربعاء مؤتمرا صحافيا في غزة لتعلن تفاصيل الصفقة التي تم التوصل إليها مع إسرائيل. وشدد "أبو مجاهد" على أن الفصائل الفلسطينية استطاعت "بثباتها على موقفها" أن تحقق 99 % من المطالب التي شرعتها من أجل التوصل لصفقة التبادل. ويأتي الإعلان عن إتمام صفقة التبادل فيما تشهد السجون الإسرائيلية حالة غليان غير مسبوقة في ظل إضراب عن الطعام يخوضه الأسرى احتجاجا على ظروف اعتقالهم السيئة، مهددين بمواصلة هذا الإضراب حتى لو كلف حياة الكثير من الأسرى. يذكر أن كتائب القسام ولجان المقاومة الشعبية وجيش الإسلام كانت قد أسرت الجندي شاليط (24 عاما) خلال عملية على حدود قطاع غزة في 25 يونيو سنة 2006. وتطالب الفصائل بالإفراج عن ألف أسير فلسطيني بينهم 450 ممن صدرت عليهم أحكام بالسجن لمدد طويلة مقابل الإفراج عن شاليط.