تنديدا بما يتعرض له الفنان الناجم علال الداف و المعتصمين معه أمام بعثة غوث اللاجئين بالرابوني قرابة شهرين، من اعتداءات من طرف قيادة البوليساريو، نظمت المنظمة المغربية للمواطنة والدفاع عن الوحدة الترابية صبيحة يوم الثلاثاء المنصرم بالدار البيضاء، ندوة صحفية تضامنا مع هؤلاء اللاجئين الصحراويين من أجل رفع الحصار الفكري والجسدي عنهم وعن أهاليهم، وشارك في هذه الندوة كل من شقيق الناجم السيد بشير اركيبي ورئيس جمعية الفنانين الصحراويين والفنانة رشيدة طلال. وأكد العايدي الزروالي كاتب عام المنظمة المغربية للمواطنة والدفاع عن الوحدة الترابية، أن هذه الندوة جاءت تلبية لنداء الاستغاثة التي وجهها الناجم علال والمعتصمين العشر المنضمين إليه، إلى الضمير العالمي بعد الاعتداء الهمجي الذي تعرضوا له في 28 شتنبر المنصرم، حين قامت عناصر ملثمة تابعة للمليشيات العسكرية للبوليساريو في واضح النهار بحرق ودهس مخيم المعتصمين وأسرهم بالرابوني، مما استنفر أطفالهم ودفع المعتصمين إلى التراجع عن فكرة إشراك أسرهم في هذا الاعتصام مخافة على أرواحهم، واكتفوا بالاعتصام من حينها في العراء في حرارة تذيب الفولاذ، على مرأى ومسمع من بعثة غوث اللاجئين التي اختارت الحياد والصمت. وأضاف كاتب عام المنظمة أنهم بصدد تدارس وقفة تضامنية في الأيام المقبلة أمام مقر المفوضية السامية لغوث اللاجئين بالرباط تليها تنظيم حفلة فنية للتحسيس بمعاناة هذا الفنان الصحراوي والتي ستحييها الفنانة رشيدة طلال، موضحا أن المنظمة لن تسمح بتجاهل مفوضية غوث اللاجئين لمطالب الناجم ومجموعته وأي لاجئ احتمى بها لإنقاذه من بطش البوليساريو وقيود النظام الجزائري وطالب بحقه المشروع في حرية التنقل بما فيها خيار العودة للوطن الأصل. وبعفوية صادقة عبرت عميدة الطرب الصحراوي رشيدة طلال عن دعمها للفنان الناجم علال، واعتبرت ما تعرض له من انتهاكات حقوقية ضرب صارخ لحقوقه كانسان، وضرب في عرض الحائط بحقه كفنان في الإبداع والتعبير عن معاناة مجموعة بشرية من الصحراويين، في الأول والأخير هم أهله وجمهوره، و قالت أن أي فنان هو صوت جمهوره وسفير مشاعرهم وأحاسيسهم وأفكارهم، يطرب فرحا لفرحهم و يشجن لمعاناتهم، وأكدت على عزمها لمواصلة تضامنها ودعمها للناجم الفنان والإنسان في حد سواء. ولخص بشير اركيبي الشقيق التوأم للفنان الناجم علال، والعائد قبل سنة من المخيمات معاناة المحتجزين الصحراويين داخل المخيمات، بالحديث عن تجربة أسرتهم التي رحلتها العساكر الجزائرية من أمكالا وعمره لم يتجاوز ثماني سنوات تحث حجة حمايتهم من الجيش المغربي، وكيف ربتهم البوليساريو بمباركة النظام الجزائري على العداء للمغرب، و كيف غيرت زيارته للمغرب كل المعطيات المغلوطة التي كانت تشوه فكره عن وطنه الأم، وكيف فتحت هذه الزيارة عينيه على أكبر حقيقة، لازالت مغيبة عند كل الواهمين المناصرين للبوليساريو، والممثلة في كونهم كانوا ضحية أكبر لعبة إبادة فكر وطني جماعي، موضحا كيف تم استغلال مجموعة بشرية من الصحراويين المغاربة رحلوا أو اختطفوا أو غرر بهم لخدمة مصالح البوليساريو و الأجندة العسكرية. وقال الرجل الذي كان إطارا سابقا في البوليساريو، وتقلد العديد من المهام بمجموعة من الإدارات بالرابوني التي تسميها القيادة بالمؤسسات الرسمية: " جل العائلات المرحلة لم تكن تعلم أن غيابها عن الديار سيطول أكثر من ثلاثة أشهر ليعمر ثلاثة عقود ونصف ولا ندري متى ستنهي هذه الكذبة التي يصفق لها العالم..". وتحدث بشير عن دوافع الصحوة التي عرفها أخوه الناجم، و الذي أشار أنه كان بوقا سابق لأطروحة البوليساريو والتي تربى على الاعتقاد بها، إلى أن اكتشف بدوره خيوط اللعبة فقرر أن يسخر فنه لنقل معاناة المحتجزين وفضح سرائر البوليساريو، ودعا في أغانيه لتبني الحكم الذاتي كحل ينهي معاناتهم وبشكل سلمي، مطالبا في آخر مفوضاته مع بعثة غوت اللاجئين بمنحه بطاقة اللاجئ أو ترحيله معية أسرته إلى المغرب، طالما حياته هناك باتت مهددة و جرمت عليه البوليساريو الغناء والإبداع وحرية التعبير، هذا المطلب الذي قال عنه البشير أنه لم يلق لحد الآن أذانا صاغية وحوارا جادا من طرف السيدة فانيسيا المسؤولة عن البعثة هناك بالرابوني. وطعن بشير في شرعية الجمهورية الصحراوية التي تفتقر إلى المقومات القانونية لمفهوم الدولة لغياب حدودها وهوية ترابها، ولغياب سيادتها في تقرير مصير من تدعوهم بالمواطنين طالما تتحكم الجزائر في حركاتهم وسكناتهم وفي مواقفهم أيضا، وقال أن لقب الجمهورية الصحراوية هو رداء يلبسه النظام الجزائري لأجندته العسكرية في الشخص المعنوي لكيان البوليساريو. قال " عن أي دولة أو جمهورية نتحدث وهي التي لا تتعدى حدودها بأرض لحمادة 35 كلم مربع وفوق تراب لا تملك منه ذرة رمل واحدة، وبطاقاتها الوطنية لا شرعية لها ولا اعتراف قانوني خارج الجزائر و بعض دول الاتحاد الإفريقي، وأي دولة هته التي لا توفر لمواطنيها الحق في التنقل وجوازات سفر رسمية و حماية اجتماعية، فهل يصح لدولة أن تكون دون سيادة وترتزق التراب و الماء والمؤن لمواطنيها..". وناشد بشير المجتمع المغربي والاعلام الوطني من اجل الدفاع عن شقيقة ومناصرة كل المعتصمين بالرابوني احتجاجا على الانتهاكات الحقوقية التي تقترفها البوليساريو وشريكتها الجزائر في حقهم ، ودعا إلى نصرة كلمة الحق التي بدأت ترى النور في المخيمات على إيقاع الربيع العربي، واعتبر التحولات الجيوسياسية بالمنطقة وسقوط القذافي الممول الرئيسي والأب الروحي لهذا الطفل غير الشرعي للجزائر، مؤشرات جد ايجابية قد تنهي مأساة المحتجزين الصحراويين وتفك الحصار الفكري والجسدي والسياسي والاقتصادي المضروب عليهم من طرف القيادة الديكتاتورية للبوريساريو، وتقلب موازين ملف الصحراء لطيه بشكل سلمي ونهائي. بدوره أكد المحامي أيت الرامي محفوظ وهو عضو في المنظمة وعضو في الاتحاد الدولي للمحامين، أن التعامل مع هذه القضايا الحقوقية للاجئين في مخيمات لحمادة والتي فضل المنتظم الدولي والمنظمات الحقوقية الدولية لحد الآن تجاهلها لأسباب غير مبررة، بات يستلزم اللجوء إلى آلية قانونية تمكنهم من توفير الحماية القانونية لهم و ضمان حقهم في حرية الرأي والتعبير والتنقل. وتكثيف كل الجهود وطنيا ودوليا لرفع الضرر عنهم من كل الانتهاكات التي تمارسها عليهم قيادة البوليساريو باسم قضية وهمية ترغمهم على التطبيل لها دون انتقادها أو اختيار أو ما ينهي مأساتهم بسلم وسلام. وصبت المداخلات في نفس الاتجاه، وذلك بتكثيف سبل إنصاف المعتصمين بالرابوني، بشكل قانوني يحقق لهم العدالة الاجتماعية و يصحح وضعيتهم القانونية كلاجئين لهم كامل الحق في التنقل واختيار وجهة اللجوء بما فيها الحق في العودة إلى ارض الوطن.