مليشيات البوليساريو تتهجم للمرة الثانية على خيمة الاعتصام فتحرقها وتضرب المعتصمين أمام مرأى من بعثة غوت اللاجئين بالرابوني رئيس جمعية الفنانين الصحراويين: يتهم البعثة بالإخلال بشرط الحياد والانحياز لموقف يخدم الجزائر والبوليساريو أقدمت بعض عناصر مليشيات البوليساريو مساء يوم الجمعة الموافق ل 16/09/2011 بحرق خيمة اعتصام الرابوني على مرأى ومسمع من موظفي بعثة غوت اللاجئين هناك، كما قام هؤلاء بضرب المسمى سيدي اسويلم ولد جامع، وهو أحد المعتصمين بشكل همجي أدى إلى إصابته بجروح على مستوى عينه اليمنى، حين حاول هذا الأخير نهيهم عن فعلتهم النكراء. ويعتبر هذا الاعتداء على الخيمة والمعتصمين الثاني من نوعه في ظرف ثلاثة أيام، إذ سبق ونشرت "العلم"، قبل يومين، خبر تهجم "بلطجية" البوليساريو على خيمة الاعتصام ليلا وتحطيمها وسرقة متاع مجموعة الشباب المحتجين مع الاعتداء على الحارس المناوب تلك الليلة، ليقوم المعتصمون بنصب خيمة جديدة تحميهم حر الرابوني الذي قد يصل أحيانا إلى 52 درجة. واستنكر البشير الركيبي رئيس جمعية الفنانين الصحراوين، في تصريح ل "العلم"، ما تقوم به قيادة البوليساريو بواسطة مليشياتها و "بلطجيتها" من ممارسات همجية و غير أخلاقية، في حق الفنان الصحراوي الناجم علال ومن معه من المعتصمين أمام مقر بعثة غوت اللاجئين في الرابوني، و استغرب بشدة تجاهل البعثة لهذه الممارسات، وكذا لمطالب مجموعة الشباب المحتجين على حقوقهم المصادرة بالجملة من طرف البوليساريو وحاميتها الجزائر، موضحا أن هؤلاء الشباب لم يقترفوا من الذنب غير الاحتماء بالبعثة وتذكيرها بالدور النبيل والمهمة المقدسة التي حطت رحالها بالرابوني من أجلها، والتي للأسف لم تكلف نفسها حتى الإنصات إليهم. وقال البشير في تصريحه:"إنه من منطلق دورنا كجمعية تتبع أحوال الفنانين الصحراويين والدفاع عن قضاياهم وعن حرية الإبداع الفني، فإننا على اتصال دائم بالمخيمات لمعرفة ما يجري بالرابوني، خوفا على سلامة الناجم وباقي أبناء عمومتنا المعتصمين هناك، ونحن نستنكر اليوم وبشدة ما تقوم به قيادة البوليساريو بالرابوني، من تصعيد مقصود في الإجراءات الاستفزازية والانتهاكات الصارخة لأبسط الحقوق الإنسانية ضد الفنان الناجم علال وكل المنضمين إليه، وما يبعث على القلق والخوف هو موقف البعثة المتجاهل كليا لاعتصامهم وصمت المنتظم الدولي وإعلامه.." واعتبر البشير رد السيدة فنيسيا، إحدى المسؤولات ببعثة غوت اللاجئين بالرابوني، حين صرحت للمحتجين أن البعثة غير مسؤولة عن مشاكلهم، بحجة عدم التخصص، رافضة شفهيا طلباتهم في الحصول على بطاقات اللاجئ تحميهم من بطش قيادة الرابوني وتجاوزات الجزائر للمواثيق الدولية الحامية لحقوق الإنسان وحقوق اللاجئ، " تملصا واضحا من البعثة للقيام بدورها في توفير الحماية القانونية المحتجزين الصحراويين، وإخلالها بشرط الحياد أمام حالات إنسانية في انحياز واضح لما يخدم موقف البوليساريو والجزائر بخصوص ملف سياسي لا يزال الفصل فيه معلقا، وهو ما أعتبره إقصاء وتمييزا واضحين في حق اللاجئين الصحراويين في المخيمات مقارنة مع باقي اللاجئين في العالم". وأضاف البشير موضحا وجهة نظره من موقف بعثة غوت اللاجئين بمخيمات اللاجئين الصحراويين بأرض لحمادة، أن عدم تمكين المحتجين من بطاقات اللاجئ من طرف البعثة هناك، معناه أن هذه الهيئة الأممية تعترف ضمنيا ومسبقا بجنسية "الجمهورية الصحراوية" التي لا يزال الحكم والاعتراف القانوني بشرعيتها أمميا لم يجزم فيها لحد الآن، والمفاوضات لا تزال سارية والفصل فيها لا يزال معلقا..". وعلق البشير عن الأوضاع هناك بقوله: " إنه ليحز في نفس كل فنان مبدع وكل إنسان حر، سماع ما آلت إليه أوضاع الناجم والمعتصمين معه من تشديد الخناق عليهم وعلى أسرهم لثنيهم عن ممارسة حقهم المشروع في الاحتجاج السلمي والمنظم، للتعبير عن مواقفهم من قرارات قيادة البوليساريو التي تعترف بالديمقراطية كأهم أركان تأسيسها". وانطلاقا من كون جمعية الفنانين الصحراويين تؤمن بالحريات الهادفة والجادة، صرح البشير بمساندة الفنان ومن معه في مواصلة اعتصامهم لرد الكرامة ورفع الضرر، طالما، ينعدم الحوار الجاد مع من تبعثهم القيادة للتفاوض معهم، والذين لم يركزوا على مطالبهم بقدر ما ركزوا على شراء ذممهم قبل أن يدخلوا في مسلسل تضييق الخناق والتهديد والتخويف، من أجل إرغامهم على التراجع عن حقهم المشروع في الاحتجاج رفضا منهم لواقع مأساوي ملوا منه، ويئسوا من وعود رافقتهم منذ الطفولة فطمحوا في التغيير والخلاص. ومن جهة اخرى طعن البشير جملة وتفصيلا في اتهام قيادة الرابوني لهؤلاء الشباب بالخيانة والعمالة للمغرب، معتبرا أن هذا السلوك ليس بالجديد على هذه القيادة "المتجبرة"، بل أصبح عرفا تطبقه على كل محتجز صحراوي ناقش أخطاءها من أجل التغيير والنهي عن المنكر. وطالب البشير الركيبي قيادة البوليساريو بالترفع عن هذه السلوكات وعن هذه الترهات الواهية و النعوت البذيئة، التي قال أنها لن تسيء إلى سمعة فنان و شاعر الصحراوي من حجم الفنان الناجم علال ولا إلى شباب شجاع أدرك حقيقة اللعبة وجهر بدناءتها وطالب بمستحقاته الكونية، أو طفل يبكي شوقه لأبيه مصطفى سلمى، بقدر ما تسئ إلى أخلاق وشيم الصحراويين وتخدش الموروث الثقافي للمجتمع الصحرواي، المبصومة تقاليده وأعرافه بالشهامة والخصال الحميدة. و ناشد رئيس جمعية الفنانين الصحراويين من خلال تصريحه، المنظومة الدولية بالاهتمام بما يجري داخل المخيمات من انتهاكات سافرة لحقوق الإنسان محملا إياها مسؤولية حماية الفنان الناجم علال وكل المؤيدين له و المعتصمين من اجل مطالب تخصهم، وفتح تحقيق حول القمع و الصد الهمجي الذي تمارسه البوليساريو في حق كل من طلب التغير وطمح في تحسين مصير الأجيال القادمة و دافع عن إسراع وتيرة طي ملف الصحراء للأبد.