من أفلام الخيال العلمي و المغامرات و الحركة يعرض حاليا ببلادنا فيلم «كوكب القردة: الأصول» و هو حلقة جديدة من السلسلة المشهورة «كوكب القردة» قام بإنجازها المخرج و السيناريست «روبيرت ويات» وشارك في بطولتها الممثل «جيمس فرانكو» في دور الدكتور ويل رودمان، و الممثلة «فريدا بينتو» في دور مساعدته و حبيبته «كارولين»، و الممثل «آندي سيركي» الذي شخص بفضل المؤثرات الرقمية دور القرد «سيزار». يحكي الفيلم خلال 101 دقيقة قصة قردة أنثى من صنف «الشنبنزي» تم اصطيادها في الغابة قصد استعمالها في تجربة علمية يقودها الدكتور رودمان الذي حقنها بمادة جديدة يتم تجريبها لأول مرة في محاربة داء «الزهايمر»، و لكنها أدت إلى مضاعفات غير متوقعة، و تسببت في تطوير القدرات العقلية لهذه القردة التي أصبحت تشبه الإنسان بذكائها و تصرفاتها و أصبحت وفية للدكتور رودمان وتثور بعنف على كل شخص يمسه بالسوء. كانت هذه القردة حاملا و خلفت بعد وفاتها مولودا ذكرا تم التكفل به و تربيته من طرف الدكتور رودمان الذي أطلق عليه إسم «سيزار» ، و الذي لاحظ أن المادة التي حقنها لأمه قبل وفاتها انتقل مفعولها إليه هو أيضا و خلفت لديه نفس المضاعفات. سيترعرع «سيزار» في منزل الدكتور رودمان و لكنه سيتسبب له بتصرفاته العنيفة أحيانا في مشاكل متكررة مع الجيران الذين يستفزونه بتصرفات لا يستحملها، و هو أمر لم يعد يستحمله الدكتور رودمان و قام بوضعه في حديقة خاصة بالقردة يوجد بها حارس يهينه و يهدده و يعامله بقساوة بدون سبب ، و توجد بها قردة من مختلف الأصناف و الأحجام استقبلته هي كذلك في البداية بالاحتقار و العنف. كل هذا جعل القرد «سيزار» يشعر بأن الدكتور رودمان تخلى عنه، و جعله يفقد ثقته فيه و في الإنسان بصفة عامة، فقرر أن يدخل في عملية انتقامية من خلال إطلاق سراح كل هذه القردة الموجودة في الأقفاص وتحريضها على التمرد و الثورة على الإنسان و الهجوم على كل مرافق المدينة التي توجد بها هذه الحديقة، فانتقمت في البداية من حارس الحديقة الذي كان يعاملهم بقسوة و عجرفة ومن مدير المختبر العلمي الذي يستعمل القردة في تجارب علمية لأهداف تجارية. حاول الدكتور رودمان أن يقنع القرد «سيزار» بالعودة إلى منزله و لكنه رفض ذلك مفضلا أن يبقى مع بني عشيرته و أن يعيش حرا طليقا في الطبيعة . التأمل في ملصق هذا الفيلم يوحي منذ البداية بأن هذه المغامرة سينقلب فيها السحر على الساحر، و ستنتهي هي أيضا بمثل ما انتهت به عدة أفلام من نفس هذا النوع مثل فيلمي «كينغ كونغ» و»كودزيلا» ، أي أنها ستنتهي بتدخل القناصة و مختلف قوات الأمن و باستعمال كل الوسائل المتاحة لمحاربتها و و محاولة القضاء على القردة الثائرة، و يختلف هذا الفيلم عن الفيلمين المذكورين في كون القردة المشاركة في هذه الأفلام ليست عملاقة بل ذات أحجام طبيعية رغم كونها مفبركة هي أيضا، و هي ليست قوية بضخامة أجسادها بل قوية بذكائها و تضامنها. أخذ هذا الفيلم عن رواية «غزو كوكب القردة» (1972) للكاتب بيير بول، و هو عبارة عن مغامرة مسلية بنوعها و تطوراتها المدعمة بمؤثرات رقمية متقنة و متطورة، قد تثير و تبهر و تسلي و تحرك عواطف بعض المشاهدين، و قد لا تحرك ربما ساكنا في البعض الآخر.