شامبانزي ينهي سيطرة الإنسان على الأرض القرود هم المتمردون الجدد بعدما آلت الحضارة الحديثة، برتابتها المتنامية وقحطها الفكري المروع، الى المأزق، يتقدم القرد في هذا السياق الى إعادة الاعتبار الى النزف الثوري ليجسد الحلم الذي استنفر البشر في الماضيين السحيق والحديث ليصنعوا حياة أكثر انسجاماً مع تطلعاتهم البعيدة. ينطوي الفيلم الأحدث في اطار هذا النوع من الخيال العلمي المشوق بعنوان «صعود كوكب القرود»، على هذه المقاربة التي تعيد انتاج هذا النمط من الخرافة التي قرعت ابواب الفن السابع مرات عدة ولا تزال. يخرج هذا العمل الضخم الذي استغرق تصويره واعداده قرابة السنتين من الجهد الشاق واستخدام أحدث التقنيات على الاطلاق في مجال الاضاءة والغرافيكس، روبرت يات. وقد أفاد هذا الأخير كثيراً من سلسلة الأفلام المشابهة التي غزت الصالات في جميع أنحاء العالم. والأرجح انه جاء قراءة سينمائية في العمق لفيلم من الطراز عينه بعنوان «الاستيلاء على كوكب القرود» الذي كان أنجز في العام 1972. ومع ذلك، يصر المخرج بأن هناك فروقاً شاسعة بين النسخة المذكورة ومثيلتها الحالية من حيث القاء الضوء على سلسلة من المفاهيم والمستجدات لم تكن سائدة في العام 1972. وفي هذا يرى المخرج انه يتعذر فهم النسخة الأحدث على حقيقتها بعيداً عن التطورات الفلسفية والعلمية والتكنولوجية التي باتت من نسيج الألفية الثالثة من دون منازع. ومن المتوقع ان يوزع الفيلم على صالات السينما في الولاياتالمتحدةوكندا في الخامس من غشت الجاري 2011. تنطلق أحداث هذه الرواية من اللحظة عينها التي يكاد احد العلماء (جايمس فرانكو) من سكان ولاية سان فرانسيسكو الاميركية، ان يتوصل الى علاج فاعل لمرض الزهايمر المستعصي على الطب، من خلال تجارب صعبة ومرهقة أجراها على قرد من فئة الشمبانزي. يؤدي دور هذا القرد، الممثل (أندي سركيس). ونظراً الى غرابة البحث العلمي الذي انكب عليه العالم المشار اليه، فقد اسفرت النتائج عن أمور مدهشة للغاية لم تكن في الحسبان. اذ تبين له بما لا يدعو الى الشك، ان اللقاح قيد التجريب الذي اخضع له دماغ الشمبانزي لم يرمم فقط الخلايا المصابة، بل امتد تأثيره ليشمل بشكل مثير للدهشة، تعديل جينات الذكاء ليتحول القرد، اثر ذلك، مخلوقاً يتمتع بشيء كثير من الملكات الذهنية للانسان. وتتمثل المفاجأة الكبرى التي حققها العالم من خلال عقاره، ان هذه النقلة النوعية التي حدثت في دماغ الشمبانزي من شأنها ان تتطور هي الأخرى ليصبح القرد قادراً على انجاب فصيلة ارقى تتعاقب احداث الفيلم، على نحو دراماتيكي يخلو من الملل، خصوصا عندما يظهر القرد ميلاً عميقاً ومباشراً للتعلم والاكتساب وتعزيز مهاراته وقدراته الذهنية. لم يقيض لهذا العالم ان يستكمل تجاربه حتى النهاية. تصدر اليه أوامر من الجهات السياسية العليا بأن يحتجز الشمبانزي بشكل محكم وان يوقف تجاربه عليه. ولكن يجري ما لم يكن في الحسبان. فالقرد بعد تلقيه العقار لم يعد قرداً كالسابق. أصبح قادراً على استخدام ذكائه الجديد. يتمكن من الهروب من قفصه بحيلة لا تخطر على بال أحد. ولم يفت القرد ان يسرق من المختبر كمية كبيرة من العقار ليعالج بها أدمغة أقرانه من القرود. وهكذا كان. ولم تمض فترة طويلة إلا وكان هذا الشمبانزي يتزعم جيشاً لا يقهر من القرود، في محاولة لازالة سيطرة الانسان على الأرض واحلال حكم القرود الجدد. يشارك في العمل الممثلون: جايمس فرانكو، فريدا بانتو، اندي سركيس، جون لايتغو، شيلا هورسدال، بريان كوكس، توم فيلتون. ديفيد اويلوو، تايلور لابين، ديفيد هيولت وجايمي هاريس. صورت مشاهد الفيلم في مدينتي فانكوفر وبريتش كولومبيا في كندا، وفي سان فرنسيسكو، وأيضاً في هاواي.