يعرض حاليا في بعض القاعات السينمائية ببلادنا فيلم أمريكي جديد يحمل عنوان « PREDATORS» (107 دقيقة) يجمع بين الحركة و الخيال العلمي و بين التسلية و العنف و التخويف و المأساة، و هو من إنجاز المخرج و السيناريست نيمرود أنطال و من بطولة الممثلة الشابة أليس براغا و الممثل المشهور أدريان برودي الذي سبق له أن فاز بأوسكار أحسن ممثل عن الدور الذي قام به في فيلم «لوبيانيست» (العازف على البيان). الممثل لورانس فوشيبون يشارك هو أيضا في هذا الفيلم الجديد الذي تدور أحداث قصته حول ثمانية أشخاص من بينهم امرأة واحدة و طبيب و مسلحين و مرتزقة لا يتعارفون فيما بينهم سقطوا فجأة من السماء بمظلاتهم في غابة مجهولة كأن شخصا قام عمدا برميهم في هذه الغابة الوحشية الغريبة التي وجدوا أنفسهم فيها مهددين بالقتل من طرف مخلوقات حيوانية غريبة و مفترسة و قاهرة من الصعب جدا القضاء عليها. سيسير هؤلاء الأشخاص في هذه الغابة نحو المجهول في طريق حافل بالفخاخ و المخاطر و الأصوات الغريبة المفزعة و المفاجآت الرهيبة و المواجهات النارية و الدموية العنيفة و الانفجارات الجهنمية، سيسيرون في خوف و حذر و ترقب و حيرة بحثا عن منفذ يمكنهم من الخروج من هذه الغابة الشاسعة للنجاة من الهلاك. تتوالى أحداث هذا الفيلم بإيقاع بطيء إلى درجة الملل أحيانا جراء التمطيط و التكرار، و القصة عبارة عن سلسلة من المواجهات بين هؤلاء الأشخاص و المخلوقات الغريبة تتخللها بكيفية ميكانيكية فترات الاسترخاء و الهدوء كما هي العادة في مثل هذا النوع من الأفلام. الفيلم لا يختلف في طريقة تناوله عن ما سبق مشاهدته في أفلام الخيال العلمي الذي تتعارك فيه الكائنات البشرية مع كائنات خيالية مخيفة بشكلها و خطيرة بقوتها الخارقة للعادة، و هو فيلم متقن من ناحية التصوير و الإخراج الذي وظفت فيه مؤثرات رقمية سمعية و بصرية مبهرة، و لكن السيناريو يشكو من هشاشة على مستوى بناء الأحداث مما يجعل تطورات قصته متوقعة و مما يجعل المشاهد يتابعها دون أن يتفاعل معها و هو يتوقع مسبقا أن النهاية لن تكون إلا سعيدة، و يبقى ينتظر فقط كيف سيتم الوصول إلى هذه نهاية هذه الحكاية. النهاية لا تختلف فعلا عن ما هو مألوف في هذا النوع من الأفلام التي و بالرغم من هول الأخطار تصل بعد مواجهة نهائية و حاسمة بين المخلوق الغريب الأكثر شراسة و بطل الفيلم إلى نهاية سعيدة متوجة رومانسيا بلقاء بين البطل المنهك و البطلة الشابة المنهكة هي أيضا و التي شاركت إلى جانبه بحماس و شجاعة في هذه المغامرة المأساوية المسلية. الفيلم ينتهي بنهاية مفتوحة، و هو مبهر بمناظره و بمخلوقاته الحيوانية الغريبة المصورة بطريقة خاطفة لا تترك للمشاهد فرصة التمعن فيها جيدا، و لكنه أقل تميز و حرارة درامية و إثارة و تشويق من أفلام سابقة أخرى من نفس النوع.