رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    مجلس الأمن.. بلينكن يشيد بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    جرسيف .. نجاح كبير للنسخة الرابعة للألعاب الوطنية للمجندين    رحيل الفنان محمد الخلفي بعد حياة فنية حافلة بالعطاء والغبن    زاكورة تحتضن الدورة الثامنة لملتقى درعة للمسرح    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك        بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    روسيا تمنع دخول شحنة طماطم مغربية بسبب "أمراض فيروسية خطيرة"    نادي المغرب التطواني يقيل المدرب عزيز العامري من مهامه    اتهامات "بالتحرش باللاعبات".. صن داونز يعلن بدء التحقيق مع مدربه    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    دشنه أخنوش قبل سنة.. أكبر مرآب للسيارات في أكادير كلف 9 ملايير سنتيم لا يشتغل ومتروك للإهمال    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    "التقدم والاشتراكية": الحكومة تسعى لترسيخ التطبيع مع تضارب المصالح والفضاء الانتخابي خاضع لسلطة المال    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    تثمينا لروح اتفاق الصخيرات الذي رعته المملكة قبل تسع سنوات    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    قضايا المغرب الكبير وأفريقيا: المغرب بين البناء والتقدم.. والجزائر حبيسة سياسات عدائية عقيمة    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    دورية جزائرية تدخل الأراضي الموريتانية دون إشعار السلطات ومنقبون ينددون    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    تبييض الأموال في مشاريع عقارية جامدة يستنفر الهيئة الوطنية للمعلومات المالية    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    ترامب يهدد باستعادة السيطرة على قناة بنما على خلفية النفوذ الاقتصادي المتنامي للصين    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    الأمن في طنجة يواجه خروقات الدراجات النارية بحملات صارمة    السعودية .. ضبط 20 ألفا و159 مخالفا لأنظمة الإقامة والعمل خلال أسبوع    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    إسرائيل تتهم البابا فرنسيس ب"ازدواجية المعايير" على خلفية انتقاده ضرباتها في غزة    المغرب أتلتيك تطوان يتخذ قرارات هامة عقب سلسلة النتائج السلبية    أمسية فنية وتربوية لأبناء الأساتذة تنتصر لجدوى الموسيقى في التعليم    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    سابينتو يكشف سبب مغادرة الرجاء    الممثل القدير محمد الخلفي في ذمة الله    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025        مؤتمر "الترجمة والذكاء الاصطناعي"    كودار ينتقد تمركز القرار بيد الوزارات    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فرص التدخل العسكري المباشر في سوريا
واشنطن وباريس والبحث عن معادلة جديدة في الشرق الأوسط
نشر في العلم يوم 05 - 09 - 2011

مع بداية شهر سبتمبر 2011 تعززت كفة القوى السياسية المتحكمة في آليات إتخاذ القرارات في الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة وفرنسا وتابعتهما إسرائيل، التي تخطط للتدخل عسكريا في سوريا لفرض واقع جديد مستغلة أزمة الوضع الداخلي السوري.
تجربة تدخل حلف شمال الأطلسي في ليبيا وجهود واشنطن بشكل خاص لركوب حركة التطور في المنطقة العربية، عضدت جانب هؤلاء المطالبين بالعمل العسكري، غير أن التردد يبقى كبيرا بسبب عوامل عدة.
تقارير مختلفة
خلال الأسبوع الأخير من شهر أغسطس 2011 جاء في تقرير لأحد مراكز التحليل الغربية: «على الرغم من النجاح الذي حققه حلف شمال الاطلسي في مواجهة نظام العقيد معمر القذافي، يبدو التدخل العسكري مستبعدا جدا في سوريا البلد الذي يشهد وضعا مختلفا جدا عن ليبيا.
ولا تريد الولايات المتحدة وحلفاؤها الاوروبيون فتح جبهة جديدة في دمشق حيث المعارضة غير منظمة ويملك الرئيس بشار الاسد قوات يخشى بأسها.
ومنذ الربيع، لعب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي دورا محركا لفرنسا في العمليات في ليبيا. وقال وزير خارجيته آلان جوبيه ان نتيجة النزاع الليبي «سيكون لها تداعيات على سوريا».
لكن جوبيه استبعد تحركا عسكريا ضد نظام الاسد. غير أن باريس لا تزال غير قادرة على نسيان فقدانها لنفوذها في كل من لبنان وسوريا نتيجة بروز فكرة القومية العربية والوحدة من الخليج إلى المحيط.
وفي واشنطن، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الامريكية فكتوريا نولاند ان المتظاهرين السوريين لا يحبذون تدخلا اجنبيا. واضافت «انهم يسلكون طريق مارتن لوثر كينغ وغاندي».
من جهته، رأى الخبير الامريكي انتوني كورديسمان انه لا توجد في سوريا «انتفاضة حقيقية يتوجب دعمها».
واضاف الخبير لوكالة فرانس برس ان سوريا «تملك آلة عسكرية تتمتع بقدرات كبيرة وليس مثل ليبيا حيث لا تعدو كونها واجهة».
وتابع ان تدخلا اجنبيا في سوريا سيتطلب وسائل أكبر بكثير.
وأضاف ان معظم المعارضين السوريين يرفضون فكرة التدخل الغربي خوفا من ان يؤدي اضفاء طابع عسكري على مواجهتهم مع نظام الاسد الى حرب أهلية بين مختلف المجموعات القومية والدينية في البلاد.
وهي الذريعة التي ذكرها المعارض المنفي في الولايات المتحدة رضوان زيادة الذي قال لوكالة فرانس برس «اذا كان هناك تدخل عسكري او شحنات اسلحة فسيرتفع عدد القتلى كثيرا».
وفي ليبيا اعتمد الغربيون على دعم شبه شامل من أنظمة العالم العربي. والوضع على هذا الصعيد مختلف ايضا. وقال شبلي تلحمي من جامعة ميريلاند ان «الرأي العام العربي والدول العربية تعارض تدخلا عسكريا غربيا في سوريا».
ويبقى الوضع الاقليمي المضطرب الى ابعد حد. فسوريا حليفة ايران وتتمتع بنفوذ كبير في لبنان حيث تدعم حزب الله. وعبر حزب الله اكتسبت في كل العالم العربي صورة القطب المقاوم لاسرائيل.
والتدخل في سوريا يمكن ان يحرك كل هذه القوى ويؤدي إلى تفجير المنطقة باكملها.
ويقول تلحمي انه من الصعب تصور «من يمكنه ان يفكر في تكرار التدخل» الذي نجح في ليبيا، في سوريا.
الا انه قال ان «كل شىء يمكن ان يتغير اذا وقعت مجازر على نطاق واسع ولا يمكن لاحد ان يوقفها».
عملية واعدة
يوم الاثنين 2 مايو 2011 اعتبر وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد محكوم عليه بالزوال»
وأضاف باراك للقناة العاشرة للتلفزيون الاسرائيلي «اعتقد ان الاسد يقترب من الدرجة التي سيخسر فيها شرعيته الداخلية. كما تتضاءل فرصه للخروج من الأزمة. واعتقد ان قدره يسوقه الى الانضمام لباقي زعماء الدول الذين اطاحت بهم الثورات العربية».
وردا على سؤال عن رد فعل اسرائيل، قال وزير الدفاع بحذر «لا اعتقد ان بامكان اسرائيل ممارسة اي تأثير كان على مجرى الاحداث في سوريا. ومن ثم من الافضل ان نبقى قليلا خارج كل ذلك». واعتبر باراك ان «العملية التي بدات في سائر ارجاء الشرق الاوسط واعدة جدا وتبعث امالا على المدى البعيد».
وذكر باراك ان الرئيس السوري قد انهى مهام منصبه، وبالتالي فهو لم يعد شريكا للسلام مع اسرائيل ولم يعد ممكنا احتسابه ذا صلة بالمفاوضات، لانه لا يستطيع اتخاذ القرارات بعد ان فقد شرعيته بنظر شعبه.
شرخ في التنظيم
رغم محاولة تل أبيب الابتعاد علنيا عن التدخل في الشأن السوري وقع شرخ في التنظيم والتنسيق ففي بداية شهر يوليو 2011 انقسم من يوصفون بالمعارضين السوريين حول المشاركة في مؤتمر شارك فيه الفيلسوف الفرنسي الصهيوني برنارد ليفي، وعقد يوم الاثنين 4 يوليو في العاصمة الفرنسية باريس، بعد انتقادات وجهها لهم معارضون آخرون خاصة من الداخل السوري.
المعروف أن برنارد ليفي يتباهى بصداقاته مع القادة الاسرائيليين، خاصة منهم المتهمين بارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين مثل بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء، وايهود باراك وزير دفاعه، كما يعتبر حركة «حماس» حركة «ارهابية»، ويدافع بشراسة عن الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي المحتلة، والعدوان على قطاع غزة. ويذكر أن ليفي قال خلال الحملة الصهيونية على غزة «إن ‘الجيش الإسرائيلي هو الأكثر إنسانية في العالم».
مصادر رصد ألمانية أكدت أن برنارد ليفي يعتبر من كبار ضباط المخابرات الإسرائيلية «الموساد» وهو مسؤول رئيسي عن القسم المركزي في منطقة الشرق الأوسط.
ويذكر أن الصحف الإسرائيلية كانت قد ذكرت خلال شهر يونيو 2011 أن ليفي نقل باسم المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا رسالة إلى بنيامين نتنياهو تتضمن عرضا ضمنيا بالاعتراف والتطبيع.
مؤتمر باريس حظي بدعم قوي من جانب كل من باريس وواشنطن وسجل أنه كان من بين الحاضرين فيه برنارد دو لانويه عمدة باريس وراما ياد الوزيرة السابقة لحقوق الانسان وفضيلة عمارة الوزيرة السابقة وبرنار كوشنير وزير الخارجية الفرنسية السابق ولوران فابيوس رئيس الحكومة الفرنسية الأسبق وعشرات من الشخصيات الفرنسية المعروفة المحسوبة خاصة على اليمين.
تشابك المصالح
في بداية شهر يونيو 2011 ذكر الدكتور ليعاد بورات الإسرائيلي الجنسية، الأستاذ والباحث في معهد «كاتير» لدراسات الشرق الاوسط في جامعة «برانديز» الامريكية انه بدأ يتبلور اعتراف غربي بأن بشار الاسد فقد شرعيته، وفي المقابل بدأ يظهر تعاون بين مختلف مجموعات المعارضة السورية إلا ان الوضع الحالي قد يجر سوريا إلى حرب اهلية طويلة. ولفت الباحث الاسرائيلي الى ان حركات المعارضة السورية نجحت، والتي يقيم معظم زعمائها في المنفى، في التعاون فيما بينها وجسر الهوات الايديولوجية. وقد ظهر ذلك في المؤتمر الذي عقدته هذه الحركات في انطاليا في تركيا خلال شهر يونيو 2011.
وحسب بورات فإن تركيا التي غيرت موقفها من بشار الاسد حيث استضافت مؤتمر حركات المعارضة السورية في أنطاكيا، وعبرت علنا عن دعمها للتغيير في دمشق، شكل فرصة ذهبية بالنسبة الى اسرائيل للتقارب مع أنقرة ولعب دور مؤثر وموجه لحركات التحول في المنطقة العربية، وذلك رغم الخلافات العلنية الناشبة بسبب غزة.
وأشار الباحث الصهيوني إلى أن تل أبيب تقود إلى جانب أطراف أخرى حملة دولية لنزع الشرعية عن النظام السوري ومحاربته في الساحة كنوع من الانتقام.
المحرر السياسي لصحيفة «معاريف»، عوفر شيلح كشف، ان الحملة الاسرائيلية لا تتم بدوافع الغضب والانتقام وحسب، بل انها تنطلق من الشعور بان الصدام مع الاسد سيرفع من أسهم اسرائيل. وكتب أن القيادة الاسرائيلية تحتاج إلى الموقف الصارم ضد مسيرات اللاجئين الفلسطينيين حتى تظهر قوة الردع وتعطي رسالة حازمة ضد مسيرات كهذه في المستقبل، وانه كان من حظ اسرائيل ان المواجهات الدامية جرت على الحدود مع سوريا بالذات.
واضاف شيلح ان وقوع عشرات القتلى والجرحى بين المدنيين الفلسطينيين خلال مسيرات العودة يوم 16 مايو برصاص الجيش الاسرائيلي، كان يمكن ان يضع اسرائيل في عزلة دولية شديدة ويخنقها بالاستنكار الدولي. ولكن، ولأن هؤلاء الضحايا سقطوا على الحدود السورية ولأن النظام السوري يقف وراء تنظيم المسيرات، تحظى اسرائيل بالتعاطف الدولي، فالعالم مجند بشكل واسع ضد الأسد، وكل مواجهة معه تستقطب التأييد لاسرائيل.
دويلات صغيرة للأقليات الطائفية
يوم الجمعة 2 سبتمبر 2011 كشفت صحيفة «هآرتس» العبرية النقاب عن خطة وضعها الموساد الإسرائيلي «الاستخبارات الخارجية» لتفتيت كلٍ من سوريا ولبنان، وإقامة دويلات صغيرة مكانهما للأقليات الطائفية تنشغل بينها بالصراعات.
وذكرت الصحيفة أن المؤرخ الإسرائيلي، شلومو نكديمون، كشف عن القضية في كتاب له، وذكر أنه تبين بعد فتح تحقيقات حول تسريب المشروع السابق الذكر أن ضابطًا رفيع المستوى في الجيش الإسرائيلي، يدعى يسرائيل بار، كان يدخل إلى وزارة الأمن بحرية تامة وهو ما أتاح له نسخ مخطط التفتيت. الضابط أدين بالتجسس لصالح الاتحاد السوفييتي سابقًا وأرسل إلى السجن، ومات هناك دون أن يعترف بالتهم الموجهة إليه، بما في ذلك تسريب الوثيقة.
الحرب الاقتصادية
يوم 19 أغسطس 2011 وفيما يمكن إعتباره تقييما من جانب بعض القوى في الغرب لمحاولة ركوب حركة التحول في المنطقة العربية جريا وراء انجاز مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي يقضي بتقسيم دول المنطقة إلى ما بين 54 و 56 كيانا متنازعا، نشرت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية تقريرا جاء فيه: أن دعوة الرئيس الامريكي باراك اوباما للرئيس السوري بشار الاسد الى التنحي عن الحكم وانضمام الاتحاد الاوروبي اليه في تلك الدعوة يعكس الأمل في أن تؤدي هذه المواقف إلى أن يدرك بعض اركان نظام دمشق ان رحيل الأسد هو الطريق الوحيد الى الأمام. وهذه صيغة تترك الباب مفتوحا امام احتمال ان يكون اشخاص آخرون في النظام، او حزب البعث، او القوات المسلحة، مقبولين كوكلاء في الفترة الانتقالية بمجرد رحيله.
وأضافت الصحيفة إن المجتمع الدولي ليس لديه الا القليل من الآليات تحت تصرفه للتأثير على الوضع في سوريا، حيث ان لدى سوريا حصانة نسبية تجاه العقوبات الاقتصادية.
دعوة للضربات العسكرية
إذا كانت فصائل مما يسمى بالمعارضة السورية قد رفضت حتى شهر يوليو 2011 فكرة التدخل العسكري الأجنبي للإطاحة بالنظام الحاكم في دمشق، فإن الأمر تبدل مع اقتراب شهر أغسطس من نهايته.
يوم 25 أغسطس نقلت وكالة «أ ب» الدولية للأخبار التقرير التالي: «للمرة الأولى منذ بدء أحداث العنف في سوريا، بدأت تسمع أصوات معارضة تطالب بتدخل عسكري لحلف شمال الأطلسي «ناتو». فقد طالب المتظاهرون في مدينة حمص بحظر جوي، حيث رفعوا لافتات في مظاهرة مسائية خرجت بعد صلاة التراويح تطالب بفرض حظر جوي على سوريا.
ووفقا لمعلومات صحيفة «دي تسايت» الألمانية الأسبوعية، فقد طالب ممثلون قياديون للحركة الاحتجاجية في مدينة حمص السورية بتدخل عاجل لحلف الناتو.
ويعتقد كثيرون أن نجاح «الناتو» في ليبيا يمهد الطريق على الأرجح نحو زيادة الاهتمام الغربي بسوريا وتشجيع الاحتجاجات المناهضة للرئيس بشار الأسد.
وقال المعارض السوري لؤي حسين في تصريح ل»رويتز» إن «المجتمع الدولي سيعتبر أن تدخله القوي في الصراع في سوريا ممكن أن يحسم الأمر». وأضاف أن «ليبيا رفعت من معنويات الغرب وسيكون لديه ذريعة أكبر للتدخل».
إلا أن بعض الشخصيات المعارضة أعربت عن خشيتها من أن تشجع نهاية اللعبة في ليبيا المعارضة على رفع الصوت في صفوف المعارضة والدعوة إلى التسلح في سوريا. وقال لؤي حسين: «أخشى من أن بعض الشخصيات المعارضة الذين هم في عجلة من أمرهم لإنهاء حالة الصراع وإنهاء النظام من تكرار النموذج الليبي. أخشى أن يقولوا إن النموذج الليبي ناجح وبالتالي يلجأ البعض إلى فكرة التسلح». وأضاف: «لكن سنقاوم هذه الطروحات كائنا من كان أصحابها وكيفما جاءت».
قبل ذلك بفترة دعى نائب رئيس الجمهورية السورية السابق عبد الحليم خدام إلى توجيه ضربات عسكرية دولية ضد سوريا.
تشابه
يوم 2 سبتمبر 2011 وفي خطوة يمكن أن تترجم إلى تدخل عسكري، نقلت وكالة «يو بي اي» الدولية للأنباء عن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قوله إن هناك الكثير من أوجه التشابه بين سوريا وليبيا، لكنه أشار إلى أن المشكلة تتمثل في غياب المستوى نفسه من الدعم العربي والدولي لاتخاذ موقف أكثر صرامة ضد النظام في دمشق.
وأبلغ كاميرون المحطة الإذاعية الرابعة التابعة لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» يوم الجمعة، أن هناك صعوبات تتمثل في تأمين دعم الأمم المتحدة لتبني عقوبات أشد صرامة ضد نظام دمشق».
وقال ‘المشكلة هي عدم وجود التأييد نفسه في جامعة الدولة العربية ودولياً حيال سوريا كما هو عليه الحال إزاء ليبيا، ولدينا مشاكل أيضا في الأمم المتحدة في الحصول على قرار قوي لتشديد العقوبات وفرض حظر سفر وتجميد الأصول وجميع الإجراءات التي اتفقنا على اتخاذها ضد النظام السوري».
وأضاف كاميرون أن بلاده «كانت في طليعة الدول الساعية لاتباع نهج أكثر صرامة حيال النظام السوري، ودعت الرئيس بشار الأسد إلى التنحي».
وقال إنه «أجرى محادثات جيدة مع عدد من قادة الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية حول سوريا خلال مؤتمر باريس لأصدقاء ليبيا، ووجد أن بعضهم شدد مواقفه من النظام السوري.
ودافع كاميرون عن مشاركة بريطانيا في العمليات العسكرية في ليبيا، رافضا التحذيرات بأن ليبيا ستتحول إلى ملاذ للمتطرفين أو صومال جديد بعد سقوط القذافي.
وقال إن «الناس الذين اقترحوا بأن ليبيا ستتحول إلى مستنقع هائل للمتطرفين والإسلاميين، كانوا مخطئين».
في نفس التوقيت بدأ القادة الأوروبيون يصعدون من انتقاداتهم للنظام السوري، وانضم رئيس حكومة مدريد خوسي رودريغيث سبتيرو لهذه الانتقادات بمطالبته الأمم المتحدة التفكير جيدا في مستقبل سوريا على شاكلة ليبيا. وتتجلى أهمية هذه التصريحات في كون ما كانت تمثله مدريد من بوابة دبلوماسية لنظام دمشق في مختلف مفاوضاته مع الاتحاد الأوروبي والغرب عموما.
تمرد الجيش
خلال صيف سنة 2011 ذكر خبراء في تقرير مشترك للمخابرات المركزية بالتعاون مع مكتب الجيش الأمريكي وبناء على طلب من البيت الأبيض حول فرص التمرد العسكري في سوريا «ان الجيش السوري يبرهن منذ بدء حركة الاحتجاج على ولاء لا يتزعزع للرئيس بشار الاسد لكن من غير المستبعد ان يتخلى عن النظام في نهاية المطاف إذا توفرت ظروف مناسبة.
وقال اندرو تيريل المدرس في معهد «يو اس ارمي وور» أي الكلية العسكرية الامريكية ان «الجيش مبني ليكون مواليا للنظام».
واضاف ان القوات الخاصة في الفرقة الرابعة للجيش والحرس الجمهوري يقودهما شقيق الرئيس السوري ماهر الاسد. وتابع ان «الجيش يخضع ايضا لمراقبة قوات الامن السورية الفعالة جدا جدا في ما تفعله».
ورأى تيريل ان «الأمر لن يحدث كما في مصر حيث بدأ الجيش يصدر صوتا مستقلا ويقول للنظام ما عليه فعله».
وقد تنضم بعض العناصر الى المتظاهرين الذين يمدون لهم ايديهم، لكن «مجموعة غير منظمة» من المتمردين يمكن ان تصطدم مع الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري.
وتابع هذا المحلل «قد يصبحون في وقت ما وبعد نضال طويل قادرين على دحر النظام لكنه ليس أمر سيحدث بين ليلة وضحاها»، مشيرا الى ان ذلك يمكن ان يسبب حربا اهلية دامية.
من جهته، قال المنشق السوري عمار عبد الحميد الذي يدير مؤسسة ثورة المتمركزة في واشنطن ان «الجنرالات قد يبدأوا بمراجعة حساباتهم وعلاقاتهم مع نظام الاسد» اذا اتخذت الولايات المتحدة موقفا مباشرا لتأييد الانقلاب».
واضاف «انها ليست ثورة للسنة ضد العلويين. انها ثورة سورية ونريد ان يلعب الجيش دورا في العملية الانتقالية».
اما عهد الهندي من منظمة حقوق الانسان «سايبر.ديسيدنت.اورغ» فتذهب ابعد من ذلك. وتقول ان «الجيش يمكن ان يكون العنصر الاكثر رغبة في الانضمام الى الانتفاضة في النظام».
وتضيف في مقال في مجلة «فورين افيرز» ان «عددا كبيرا من كبار الضباط علويون لكن غالبية الجنود ليسوا كذلك».
وتتابع ان «الجنود يمكن ان يقوموا بعصيان ويجبروا قادتهم على الانقلاب على الاسد. ويمكن للقادة العلويين ان يخافوا انقلاب الوضع.
وقالت عهد الهندي «لكن لاقناع الجيش بتغيير موقفه يحتاج المنشقون الى مساعدة الاسرة الدولية» التي عليها فرض عقوبات محددة الاهداف للتسبب في فرار عناصر وتعزيز الانقسامات بين الجيش وفرق النخبة التي يقودها ماهر الاسد.
النفط
يوم 2 سبتمبر 2011 أقر الاتحاد الأوروبي حظراً على واردات النفط السوري، لكنه أجل، وتحت ضغط إيطالي، إلى 15 نوفمبر وقف تنفيذ العقود النفطية الراهنة. ووسع الاتحاد العقوبات لتشمل سبعة أفراد وكيانات سورية جديدة.
وحصلت إيطاليا على ترتيب خلال المفاوضات، بحيث يمكن لعقود الشحنات الجارية الموقعة من قبل الشركات النفطية الأوروبية مع سوريا وشركتين تخضعان للدولة «سيريا بتروليوم وسيترول»، أن تبقى قائمة حتى 15 نوفمبر. في المقابل، تقرر إرجاء الخيار التكميلي إلى وقت لاحق والمتعلق بحظر أي استثمار أوروبي في قطاع النفط السوري.
لكن محللين يقولون إن العقوبات لا تصل إلى حد حظر الاستثمارات الذي فرضته الولايات المتحدة. وشركات مثل «رويال داتش شل» الانكليزية الهولندية و»توتال» الفرنسية من المستثمرين الرئيسيين في سوريا. يشار إلى أن دمشق تصدر 150 ألف برميل يومياً فقط من بين نحو 400 ألف برميل تنتجها. ومعظم الصادرات تذهب إلى ألمانيا وإيطاليا وفرنسا. وقال المتحدث التجاري باسم الاتحاد الاوروبي، جون كلانسي، إن سوريا جنت 4،4 مليارات دولار من بيع النفط الى أوروبا عام 2010.
الإجراء الأوروبي جاء متزامنا مع تزايد التحركات الأوروبية الأمريكية من اجل لملمة صفوف المعارضين السوريين على ألوانهم سعيا وراء إقامة حكومة سورية مؤقته في المنفي.
في نفس الاتجاه أعلنت باريس عن رغبتها في «تطوير»اتصالاتها مع المعارضة السورية.
مصادر رصد ألمانية ذكرت أن أجهزة أمريكية وفرنسية ضخت أكثر من 45 مليون دولار لدعم المعارضة السورية وخاصة الفصائل التي تؤيد التدخل العسكري.
في هذه الأثناء جددت موسكو وبكين معارضتهما للتدخل الأجنبي في الشأن السوري، وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان، بعد اجتماع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف والسفير الصيني في موسكو لي هواي، إن «الطرفين أكدا على موقف دولتيهما المبدئي الرافض لأي تدخل أجنبي في الشؤون السورية».
مشروع الدولة الكردية
مخطط استغلال وركوب المشاكل السورية الداخلية لشن حملة عسكرية غربية لتبديل الخارطة السياسة في المنطقة كشف عن تجدد محاولات تنفيذ مشروع غربي قديم تعود جهود تحقيقه إلى الحرب العالمية الأولى، غير أن هذا المشروع قد يثير حفيظة أنقرة التي تتطلع بعض قواها السياسية إلى إحياء أمجاد الإمبراطورية العثمانية وبالتالي يهدد استمرار تعاونها مع واشنطن في توجيه تيار الأحداث في الشرق الأوسط لمصلحة المشروع الأمريكي.
يوم السبت 3 سبتمبر 2011 نظمت مجموعة من الناشطين الاكراد في ستوكهولم مؤتمرا يهدف الى تعزيز الدور الكردي في الحركة الاحتجاجية في سوريا.
وناقش المؤتمر، الذي امتد على يومين «تأطير الطاقات الكردية في الخارج وتصعيد دور الكرد في ثورة سوريا».
وقال عضو اللجنة التحضيرية محمد سيدا «إن عدد المشاركين تراوح بين 60 و70 شابا كرديا أغلبهم من النشطاء في دول الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية ودول الخليج العربية، إضافة إلى نشطاء يقيمون في دول الإتحاد السوفييتي سابقا».
وقدم المؤتمر «رؤى واضحة ومشاريع عملية لتفعيل الدور الكردي في الداخل والخارج، بما يساهم في إسقاط نظام بشار الأسد، والانتقال السلمي للسلطة إلى الشعب، ومن ثم إقامة دولة مدنية تعددية ديمقراطية».
كما قدم «خريطة طريق تؤمن حلا سياسيا عادلا لقضية الشعب الكردي وفق شرعة الأمم المتحدة، والعهود والمواثيق الدولية، وإدارة شؤون البلاد على قدم المساواة مع كافة القوميات الأخرى في سوريا».
المفتاح التركي
مراكز القرار في تركيا الحائرة بين شكل استراتيجية التعامل مع التطورات في المنطقة العربية ترى رغم التطمينات الأمريكية أن هناك مشروعا للمس بوحدة أراضيها عبر باب الأقلية الكردية، ولهذا السبب لا تعول واشنطن كثيرا على تعاونها مع أي عملية عسكرية غربية ضد سوريا.
خلال شهر أغسطس 2011 عبر مصدر كردي سوري عن مخاوفه من محاولات بعض الأطراف الكردية للترويج لسياسات تركيا في تعاطيها مع الشأن السوري ودعوتها لدور أكبر في رسم مستقبل البلاد، متهما أطرافا كردية بالتحريض وإثارة البلبلة في الصف الكردي، خصوصا في المظاهرة التي جرت بمدينة القامشلي يوم 22 يوليو، بينما أشار قيادي كردي سوري إلى أن «هناك توجها عاما لدى الشعب الكردي في سوريا للمطالبة بالفيدرالية، أو على الأقل بالحكم الذاتي للأكراد». وقال مصدر كردي، طلب عدم ذكر اسمه: «إن من حق الأكراد أن يتظاهروا ضد النظام بما يظهر هويتهم وخصوصيتهم القومية، فنحن شعب له قضية قومية عادلة، وأي تغيير ديمقراطي في سوريا ينبغي أن يعني أول ما يعني الشروع في اعتماد مقاربة سلمية وعقلانية لحقيقة وجود شعب محروم من أبسط حقوقه، ولكن للأسف هناك طروحات من أكراد مؤتمر أنطاليا وإسطنبول الداعية إلى تأجيل طرح القضية الكردية وعدم رفع الرموز والأعلام الكردية في مظاهرات المناطق الكردية، وهذه دعوة مردودة على أصحابها.
العودة إلى المنطقة كمستعمر
يوم 4 سبتمبر نقلت وكالة «د ب أ» الألمانية عن صحيفة «الثورة» السورية قولها أن عقوبات الاتحاد مجرد محاولة للعودة إلى منطقة الشرق الأوسط كمستعمر. وأضافت إن «أوروبا تغوص في قاع ماضيها الاستعماري وتستحضر أوراقه وأدواته وأطماعه.. تستأجر أطرافا في المنطقة وتستعجل في اللهاث خلف أضغاث أحلام، طالما أنعشت من خلالها رائحة تلك الأطماع من جديد تتنوع العناوين وبعض التفاصيل لكنها تقود إلى النتيجة ذاتها إحياء لعهود غابرة من الاستعباد ومحاولات التحكم بمصير المنطقة دولا وشعوبا».
وتابعت الصحيفة في افتتاحيتها فيما يمكن وصفه بأول رد رسمس سوري مباشر على العقوبات النفطية التي فرضها الاتحاد الأوروبي أنه «بين القديم والجديد تتبدل الأطماع في لغتها وتأتي تحت يافطات مغايرة إلا أنها منذ البداية فضحت أهدافها، ولم تترك زاوية إلا وقدمت من خلالها مشهد الدلالة عليها إمعانا في الذهاب بعيدا».‏
وذكرت الصحيفة «رغم عهود التجربة المريرة ..والتقاعس الأوروبي ظلت العلاقة بين طرفي المتوسط تتجاذبها فترات المد والجزر، لم تستقر على حال، وتواصلت المحاولات الأوروبية لإبقاء الضفة الأخرى من المتوسط تحت دائرة النفوذ وتعامل ساستها مع قضايا المنطقة بكثير من التهور والمغامرة والرغبة في تركها كجزء من مساحة التبعية أو ساحة للمساومة عليها داخل المشهد الدولي».
واستطردت «ظلت ندوب العلاقة تحول دون المضي أبعد، وسيطر الجفاء نتيجة أخطاء الساسة الأوروبيين الذين رفضوا النظر إليها من باب الندية، ومارسوا خلال تلك العقود ازدواجية أخفت خلفها ترددهم الواضح في ممارسة دور بناء في قضايا المنطقة، رغم المد الهائل والتشجيع المتواصل ليكون بمستوى حضور أوروبا وما تمثله في ذلك المشهد «.‏
ووفقا للصحيفة فإن أوروبا «بدل أن تسعى إلى تجاوز تلك الأخطاء عبر دور سياسي فعال وإيجابي أظهرت وجها كان الأسوأ وأماطت اللثام عن رغبة دفينة في استحضار الماضي الاستعماري بوجهه الأكثر بشاعة ودموية، وإلغاء لكل ما تم تحقيقه في عقود «المهادنة»، ولم تكتف بذلك، بل عمدت إلى تعميم المواجع بصور وأشكال عكست أطماعا وحنينا غير مسبوق في السيطرة، وهي تلهث خلف أطلال ما تبقى لتستعيد مجد استعمارها البغيض».
ما بين الحروب الاعلامية الغربية والسورية حول ما يجري في بلاد الشام، تختلط الصورة بسبب التحكم الأحادي في أغلب وسائل الاعلام الدولية.
أفضل وسيلة تجسس
قبل مدة غير بعيدة قال جوليان أسانغ مؤسس موقع ويكيليكس الذي فضح مئات آلاف الوثائق السرية الأمريكية في حوار له مع قناة روسيا اليوم أن موقع فيسبوك يعتبر أكثر أدوات التجسس التي ابتكرها الإنسان رعباً في تاريخ البشرية، مشيرا إلى أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية يمكنها الحصول على معلومات عن أي مستخدم لمواقع الإنترنت الكبيرة في أي وقت تريده كما يمكنها عبر الوسطاء بث أي أكاذيب.
وأكد أسانغ أن موقع فيسبوك يعتبر أكبر قاعدة بيانات خاصة بالبشر حول العالم، بما يحتويه من بيانات عنهم وعن أقاربهم وعلاقاتهم وأعمالهم وعناوينهم, والكثير من البيانات الأخرى، التي أشار إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية يمكنها الاطلاع عليها والاستفادة منها على النحو الذي تراه مناسباً.
ولم تقتصر تنبيهات أسانغ على موقع فيس بوك بل امتدت إلى مواقع أخرى كبرى في عالم التكنولوجيا، كمحركي البحث غوغل وياهو، بل وجميع الشركات الكبرى الأمريكية، حيث اعتبرها مجرد واجهات لوكالة الاستخبارات المركزية.
لكن مؤسس «ويكيليكس» أوضح أن تلك المواقع والشركات لا تدار بشكل مباشر من قبل وكالة المخابرات الأمريكية، بل يتم الضغط عليها في أغلب الأحيان بصورة قانونية أو سياسية لتتعاون مع الوكالة وتعطيها البيانات التي تريدها.
ونبه أسانغ إلى أنه على جميع البشر حول العالم أن يدركوا أن الاشتراك في فيس بوك يعني تقديم معلومات مجانية لوكالات الأمن الأمريكية، لكي تقوم بإضافتها إلى قواعد بياناتهم التي يضعونها لجميع البشر على وجه الأرض.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.