تجددت إشتباكات حادة في ميدان التحرير بين المعتصمين والباعة المتجولين والبلطجية، بعد منع المتظاهرين الباعة من التواجد بجوارهم، الأمر الذي رفضه البائعون وأتوا ببلطجية واشتبكوا مع المتظاهرين وتراشقوا بالطوب والحجارة وقنينات المشروبات الغازية، مما أدى إلى وقوع العديد من الإصابات من الطرفين . وبعد أن أتى الباعة المتجولين بالبلطجية الذين أشعلوا النيران في خيام المتظاهرين، قام بعض الباعة بإشعال النيران في بضاعتهم وهذا ما طرح أسئلة حول الهوية الحقيقية ، وجرى التراشق بالحجارة والزجاج بين الطرفين، وتم غلق ميدان التحرير بسبب الإشتباكات، حدث ذلك في غياب أي تواجد أمني. وكان المتظاهرون قد قاموا بفصل ساحة اعتصامهم بالحبال، لمنع دخول الباعة الجائلين إلى ساحة الإعتصام. وأدى تصاعد الإشتباكات إلى تحطيم زجاج السيارات المارة بالميدان، فيما قبض المتظاهرون على بعض الباعة الجائلين وتحفظوا عليهم وسلموهم لأمن المتحف المصري، وامتنعت السيارات من دخول الميدان بسبب التراشق بالأحجار، فيما تصاعدت الأدخنة بعد إشعال النار في خيم المتظاهرين وفي بضائع الباعة . ووصلت سيارات إسعاف إلى ميدان التحرير، وذلك لنقل المصابين عقب الإشتباكات التى نشبت بين المتظاهرين والباعة الجائلين، حيث ارتفع عدد المصابين حتى الآن إلى 200 مصاباً من الطرفين بجروح مختلفة من بينها كسر في الجمجمة وهو في حالة خطيرة نتيجة للتراشق بالحجارة والزجاجات الفارغة. وقام عدد المتظاهرين، بملاحقة الباعة الجائلين في الشوارع المحيطة بميدان التحرير وتم تسليمهم إلى أمن المتحف المصري أيضا. بينما توافد عدد كبير من المتظاهرين ليلا إلى ميدان التحرير، حيث وصل عددهم حوالي 5 آلاف متظاهر.. فيما تزايدت حدة الإشتباكات بين المتظاهرين وعدد من الباعة الجائلين والبلطجية المتواجدين بميدان التحرير الذين كانوا يحملون الشوم والعصي، وهو الأمر الذي جعل المتظاهرين يطاردونهم في الميدان وشارع القصر العيني والشوارع المحيطة، بينما قام بعض أصحاب المحال التجارية بميدان التحرير بغلق محلاتهم خوفاً من التعدي عليها. فيما نظم معتصمو ميدان التحرير ليلا مسيرة إحتجاجية تحركت من الميدان لمجلس الوزراء، وذلك إحتجاجاً على الإعتداءات التي تعرضوا لها اليوم من قبل بعض البلطجية بالميدان والتي اتهم المتظاهرون الداخلية بالوقوف ورائها. وردد المعتصمون هتافات منها "الداخلية بلطجية" و"يوم 8 يوليو الشعب هاينزل كله" و"الشعب يريد تطهير الداخلية ". من جهة أخرى، أعاد المعتصمون نصب بعض الخيام في الجزيرة التي تتوسط الميدان فيما أبقوا على الخيام الأخرى بالحديقة المقابلة لمجمع التحرير. وأكد المتظاهرون إصرارهم على مواصلة الإعتصام، وقام متطوعون بتنظيف الميدان وإطفاء النيران التي اشتعلت في الخيام فيما نظم آخرون المرور بالميدان وسط توقعات بقيام البلطجية بشن هجوم جديد بعد منتصف الليل. وقال شهود عيان إن الإشتباكات جاءت بعد قيام أحد بائعي الشاي ويدعى أبو يوسف بمحاولة بيع الشاي بالقوة وحينما اعترض المعتصمون حاول ضرب أحدهم بزجاجة وأصابه في رأسه وبعد تدخل المعتصمين لوقف ما يحدث استدعى بائع الشاي زملائه وأشعلوا النيران في الخيام وقذفوا المعتصمين بالحجارة ودارت اشتباكات عنيفة بينهم وبين المعتصمين وتم احتجاز اثنين من البلطجية داخل سيارة إسعاف. ومن جهة أخرى، صرحت أم إبراهيم بائعة جائلة قديمة بالميدان لقناة أون تي في بأن هؤلاء البائعين الجائلين مدسوسين في الميدان مند اربعة أيام ليخرجوا المعتصمين من الميدان، وقالت هناك أشخاص يقولون بأنهم مدسوسين من الأمن وهناك أشخاص آخرون يقولون بأنهم من فلول النظام والدليل على كلامها هو تساؤلها لو هؤلاء الأشخاص بائعون جائلون حقيقيون لماذا أشعلوا النار في بضاعتهم بأنفسهم؟ وأجابت قائلة: أشعلوا النيران لأنهم لم يدفعوا قرشا في بضاعتهم والدليل الآخر هو لبسهم الغالي الثمن الذي يظهر أنهم أولاد ذوات وليسوا بائعين جائلين مثلنا. فيما صرح د.عمرو الشوبكي الخبير بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية إن البلطجية الذين ظهروا في ميدان التحرير يذكرونه ببلطجية الإنتخابات. وأضاف أن بين عناصر المتظاهرين الذين يمثلون بعض الاتجاهات السياسية وائتلافات الثورة طرفا ثالثا مجهول الهوية يحاول العبث في الميدان وإشاعة الفوضى والبلطجة. ويرى الشوبكي أن هذا الطرف موجه، مدللا على ذلك بعدم حدوث أي اشتباكات من هذا النوع داخل الميدان طوال أيام الثورة سوى واقعة أو اثنتين دبرهما النظام السابق. وأكد أن جزءا كبيرا من المسؤولية يقع على عاتق الأجهزة الأمنية، مستنكرا أن تكون هناك دولة بدون شرطة، داعيا إلى إصلاح وزارة الداخلية بشكل جذري واستئصال العناصر الفاسدة بها، واصفا تلك العملية بجراحة لعلاج الداخلية .