قالت صحيفة ذي إندبندنت البريطانية إن طبيبة اسمها سهام سرغاوة تجري منذ فترة استبيانا يتم تحديثه باستمرار، وتوزعه على الأطباء في مستشفيات مدينة بنغازي الليبية. جاءت نتيجة الاستبيان كما التوقعات بالبداية حيث بين وجود عشرة آلاف شخص يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة وأربعة آلاف طفل يعانون من مشاكل نفسية، ولكن المفاجأة كانت بروز 259 حالة لنساء قلن إنهن اغتصبن من قبل عناصر القوات الموالية للقذافي. وأضافت الطبيبة"سرغاوة " للاستبيان بندا عن الاغتصاب لم يكن موجودا في استبيانها بالبداية. وتقول الصحيفة إن كشف 259 امرأة عن تعرضهن للاغتصاب كان مفاجئا لصاحبة الاستبيان. وتكمل الصحيفة بتفسير اندهاش سرغاوة بالقول: إن الاغتصاب الجنسي كان سلاحا تستخدمه الجيوش على مرّ العصور وحتى بالمواجهات المسلحة في العصر الحديث مثلما حدث بالصحراء الكبرى والكونغو التي وصفت بأنها منبع الجرائم الجنسية. وقد يكون الاغتصاب نوعا من العار بجميع المجتمعات، ولكن بالمجتمعات الإسلامية المحافظة الأمر مختلف. حيث يصبح هذا سلاحا قاتلا بمجتمع مثل الليبي الذي يعتبر الاغتصاب عملا يلوث شرف العائلة بكاملها. والتاريخ يحدثنا عن ضحايا تبرأت منهن العائلة والبعض ترك بالصحراء ليموت، فما بالنا بالتحدث إلى الصحافة علنا عن التعرض للاغتصاب، تتساءل الصحيفة. استبيان الطبيبة وزّع على سبعين ألف عائلة وحصل على 59 ألف رد. وتقول سرغاوة إنه رغم تقدم 259 امرأة بشكواهن من تعرضهن للاغتصاب، فإنها تعتقد أن الرقم أعلى بكثير وأن هناك الكثير من النساء لا يفكرن بعرض محنتهن على الملأ. تقول ذي إندبندنت إن بعض النساء لم يفصحن عن هوياتهن حتى بالاستبيان، فمنهن من كتبت اسمها بالحروف الأولى فقط، ومنهن من كتبت أنها تعرضت للاغتصاب بدون أي ذكر لهويتها، إلا أن ذلك لا يمنع من وجود بعض الحالات التي دفعتها شدة المرارة إلى إعلان محنتها وهويتها بشكل كامل. الأطباء بمستشفيات بنغازي قالوا إنهم سمعوا بنساء تعرضن للاغتصاب ولكنهم لم يستقبلوا أي حالة. لكن طبيبا بأجدابيا قال إنه استقبل ثلاث حالات لنساء تعرضن للاغتصاب على أيدي قوات القذافي عندما هاجمت المدينة. المدعي العام بالمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي قال بوقت سابق إنه يمتلك "أدلة قوية" على ارتكاب قوات القذافي جرائم ضد الإنسانية من ضمنها "القبض على النساء واغتصابهن جماعيا". سرغاوة قالت إنها التقت ب140 حالة من حالات التعرض للاغتصاب، ولم تفلح في إقناع أي واحدة منهن بالتقدم بشكوى رسمية. وكالة أسوشيتد برس لم تفلح هي الأخرى في إقناع أي من ضحايا الاغتصاب بالتحدث إليها رغم الوعود بإبقاء هويتها طي الكتمان. يُذكر أن شابة تدعى إيمان العبيدي كانت أول إمرأة تعلن تعرضها للاغتصاب على يد قوات موالية للقذافي.