يعرض هذه الأيام ببلادنا الفيلم الكوميدي الأمريكي الجديد " HALL PASS" للمخرجين الأخوين "روبي و بيتر فينيلي" المتخصصين في مواضيع النساء و الرجال، و اللذين سبق لهما أن أنجزا عدة أفلام كوميدية ناجحة من أشهرها "دامب آند دامبير" (1995)، "اثنان في واحد" (2003)، "نساء أحلامه" (2007) و "ماري مهما كان الثمن" ( 1998). تستغرق مدة فيلمهما الجديد 105 دقيقة، و يحكيان فيه قصة زوجين و صديقين حميمين منذ مدة طويلة "ريك (الممثل أووين ويلسون) و "فريد" (الممثل جاسون سودايكيس) متزوجين منذ عدة سنوات من سيدتين جميلتين لم تعودا تستحملان هوس زوجيهما بالنساء و الجنس، و لا استحمال أن ينظرا إليهن عندما تكونان بصحبتهما خارج المنزل. الزوجان مهووسان فعلا بالنساء الجميلات و الرشيقات،لا يخلو كلامهما من حديث عن النساء، و عن الحنين إلى عهد الحرية و العزوبية، و هو أمر جعل الزوجة " ماغي" تقتنع بأنها كلما حرمت زوجها من ما يرغب فيه كلما زاد شوقه إليه و رغبته فيه، كما يشير إلى ذلك علم النفس،و ستقرر أن تمنح زوجها "ريك" ،الذي رزقت منه ثلاثة أبناء، رخصة استثنائية و بطاقة بيضاء لمدة أسبوع يسمح له فيه بالخيانة الزوجية مع من ما طابت له من النساء، و أن يستمتع فيه كيفما شاء، و أن يقوم فيه بما يريد دون حرج أو مراقبة أو مساءلة، و ستضطر الزوجة "غرايس" هي أيضا إلى منح زوجها "فريد" نفس الحرية المطلقة لمدة أسبوع واحد لا أقل و لا أكثر. سيهاجر الزوجان منزليهما و زوجتيهما سعيدين لينطلقا في سباق ضد الساعة في محاولة إسقاط أكبر عدد ممكن من النساء الجميلات ، و لكنهما سيكتشفان بعد مرور ستة أيام أنهما لا يعرفان ما يريدان، و أن اعتقادهما في إمكانية إغراء و استقطاب عدد كبير من النساء كان مجرد وهم و خيال ، بل سيعيشان خلال هذه المغامرة محن و متاعب و مواقف مهينة أحيانا و عنيفة في أحيان أخرى، و حتى لما تمكنا في اليوم السادس من معاشرة امرأتين لم يشعرا معهما بالسعادة، بل أصبحا مطاردين و مهددين بالقتل ، ليخلصا في النهاية إلى أنه ليس هناك أحلى من الزواج و من العودة إلى زوجتيهما و الوفاء لهما. الزوجتان "ماغي" و "غرايس" منحتا هما أيضا لنفسهما أسبوعا من الحرية في التصرف خارج عقد الزواج، و دخلتا بسرعة و بسهولة منذ البداية في مغامرة مرحة مع رجلين آخرين، وتطورت علاقتهما معهما إلى أقصى حد، و لكنهما ندمتا إلى حدود البكاء على ما قامتا به، و اقتنعتا في النهاية هما أيضا أنه ليس هناك أحسن من الحياة الزوجية و من الوفاء للزوج. الفيلم يتطرق بهزل و سخرية إلى موضوع جدي مرتبط بالجنس في إطار العلاقة الزوجية و خارجها، و ما يرتبط به من مشاكل كالغيرة و الخيانة و الوفاء و غيرها، و هو موضوع أقرب إلى الواقع مما سيجعل عددا كبيرا من المتزوجين من مختلف أرجاء العالم يجدون أنفسهم فيه، نهايته سعيدة تشيد بالزواج و تحث على الوفاء بين الزوجين، وهي نهاية منسجمة مع القيم الأخلاقية و الاجتماعية، كما أن دلالات هذا الفيلم لا تخلو ضمنيا من تحذير للزوج بأن زوجته التي تحرص دوما على الوفاء له يمكنها، إن أرادت ذلك أو اضطرت إليه، أن تغري و أن تسقط أي رجل آخر بسرعة و بسهولة. الفيلم كوميدي و ساخر و طريف بموضوعه وتطورات قصته و تصرفات و كلام شخصياتها، و لكنه و بالرغم من طرافته فإنه لا يليق بالمشاهدة العائلية لأنه صريح و جريء و لا حياء في كلامه و لقطاته، هو فيلم محكم و مضبوط تقنيا يطغى فيه الموضوع على الجوانب الفنية السينمائية، و يطغى فيه الكلام على الأحداث، و يتضمن بعض المواقف الهزلية البسيطة العادية و غير المضحكة، و هو على العموم أقل جودة من جل الأفلام السابقة لمخرجيه الأخوين الشقيقين "روبي و بيتر فينيلي".