شهدت مدينة الإسكندرية الساحلية في مصر اشتباكات بين مئات المتظاهرين المسيحيين ومجموعات من المسلمين. وبدأت هذه الاشتباكات بعد أن خرج نحو ألفي مسيحي يحتجون على إحراق كنيسة، ومقتل وإصابة عدد من المسيحيين في حي إمبابة ، بمحافظة الجيزة، السبت الماضي. وقام المتظاهرون المسيحيون بإغلاق طريق الكورنيش الرئيسي في الإسكندرية لتقع اشتباكات قبل تدخل الشرطة. ونسبت وكالة رويترز لشاهد عيان قوله إن عددا من المحتجين اشتبكوا بالأيدي مع سائقي سيارات حاولوا المرور في الطريق المغلق، مما ألحق أضرارا ببعض السيارات، و أن المحتجين رشقوا بيوتا بالحجارة لأن سكانا فيها حاولوا التقاط صور لهم باستخدام الهواتف المحمولة. وحسب مصادر إعلامية ،فإن الحياة بدأت تعود لطبيعتها في المدينة بعد انسحاب المحتجين إثر انتشار أخبار عن قرب وصول قوات من الجيش، وأن محاكمات عسكرية تنتظر من يعتقل في هذه الاشتباكات. وكانت اشتباكات طائفية في حي إمبابة قد أدت، السبت الماضي، إلى مقتل 12 وإصابة نحو 240 بعد شائعات تقول إن كنيسة في الحي تحتجز مسيحية اعتنقت الإسلام. وأدت هذه الأحداث أيضا إلى إحراق كنيسة أخرى وتدمير كل محتوياتها. ويعتصم منذ ثلاثة أيام مئات المسيحيين أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون في منطقة ماسبيرو بالقاهرة، رافعين مطالب مماثلة ومرددين نفس الهتافات التي رفعت في الإسكندرية. واحتشد المئات منهم أمام مكتبة الإسكندرية، ودخلوا في اعتصام مفتوح بالتنسيق مع المعتصمين أمام ماسبيرو في القاهرة إلى حين تنفيذ مطالبهم بمحاكمة المحرضين على اقتحام الكنائس والاعتداء عليها وإشعال النار فيها. وأعلن المعتصمون رفضهم أي جلسات عرفية للصلح دون معاقبة الجناة، مشددين على ضرورة محاسبة المتورطين في الفتن الطائفية دون تفرقة، وطالبوا المسلمين المعتدلين بالانضمام إليهم للقضاء على الفتنة وإعلاء قيمة القانون واستعادة هيبة الدولة.