قتل عشرة أقباط بالرصاص وأصيب 110 آخرين على الأقل في الصدامات التي وقعت مساء الثلاثاء الأخير في منطقة المقطم بشرق القاهرة بين المسلمين والمسيحيين، حسب ما أكد أمس الأربعاء القس سمعان ابراهيم، كاهن كنيسة القديس سمعان الخراز في المقطم، وحسب وزارة الصحة المصرية التي صرحت البارحة بحصيلة القتلى والجرحى. وقال القس سمعان: «لدينا في المستشفى الملحق بالكنيسة جثث ستة أشخاص قتلوا جميعا بالرصاص و51 جريحا أصيبوا كلهم بالرصاص كذلك»، مضيفا أن «هناك مصابين نقلوا إلى مستشفيات أخرى». وردا على سؤال حول مصدر إطلاق النار على المتظاهرين الأقباط، قال القس سمعان ابراهيم «البلطجية والسلفيون كانوا يطلقون النار وكان الجيش موجودا في المنطقة». وأكد أن «هؤلاء البلطجية ألقوا كذلك زجاجات مولوتوف على ثلاثة منازل وأشعلوا النيران في ثلاثة مصانع للبلاستيك ومخزني كرتون». وقالت وكالة «رويترز»، نقلا عن شريف زامل، رئيس قطاع الإسعاف والطوارئ بوزارة الصحة، قوله إن إجمالي عدد المصابين جراء اشتباكات في مناطق المقطم والقلعة والسيدة عائشة بلغ نحو 110 مصابين نقلوا إلى ستة مستشفيات. وأضاف أن «الإصابات كانت بين جروح وكسور وطلق ناري.» وكانت اشتباكات قد دارت أول أمس الثلاثاء بين نحو 1300 من المسيحيين والمسلمين تراشقوا بالحجارة وقنابل المولوتوف، احتجاجا على إحراق كنيسة. وذكر مصدر أمني أن الاشتباكات بدأت حينما سدت مجموعة من المسيحيين طريقا سريعا رئيسيا واشتبكت مع مسلمين أرادوا المرور. وكان المسيحيون يحتجون على إشعال حريق في كنيسة بمحافظة حلوان، القريبة من القاهرة، بعد خلاف ناتج عن علاقة عاطفية بين مسيحي ومسلمة. ومنذ تهدم الكنيسة، ينظم عدة آلاف من الأقباط اعتصاما أمام مبنى التلفزيون في قلب القاهرة للمطالبة ببناء الكنيسة في مكانها. وقال المشير محمد حسين طنطاوي، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي يدير البلاد منذ تنحي الرئيس حسني مبارك يوم 11 من فبراير إثر احتجاجات شعبية، إن الجيش سيعيد بناء الكنيسة قبل عيد القيامة.