أكدت السيدة ياسمينة بادو وزيرة الصحة أن الاحتفال باليوم العالمي لمرض التلاسيميا له دلالة مرتبطة في المقام الأول بالتحسيس لأن العديد من المواطنين لا معرفة لهم بطبيعة هذا المرض. وقالت في تصريح لجريدة «العلم» في افتتاح الورش الوطني حول التلاسيميا يوم الأربعاء 4 ماي الجاري إن هذا المرض قليل الانتشار بحيث لا يتعدى المصابون به 300 على المستوى الوطني ورغم ذلك وجب الاحتياط لتفادي إصابة الأطفال به، وعدم الإهمال ومعالجة ومواكبة المصابين، موضحة أن العلاج جد مكلف خاصة بالنسبة للأسر الفقيرة. وأضافت وزيرة الصحة أنه تم تخصيص غلاف مالي يقدر ب 18 مليون درهم لأن المصابين بالتلاسيميا هم دائما في حاجة إلى الدم والأدوية لتعويض النقص في مادة الحديد، وأكدت أن الأدوية مكلفة. وأوضحت أن وزارة الصحة قررت توفير خدمات القرب على اعتبار أن مراكز علاج التلاسيميا متمركزة بمحور الرباط، الدارالبيضاء، ولهذا السبب سوف تحدث وحدات جهوية وتنظيم حلقات تكوين، ستبدأ قريبا لتكوين الأطباء والممرضين. وفي هذا الإطار ولأول مرة يعلن المغرب في تاريخ وزارة الصحة عن أول مخطط عمل ضد الهيموغلوبين التي تعد أمراضا وراثية ونادرة للدم وعلى رأسها التلاسيميا. وفي إطار الورش الوطني حول التلاسيميا تم التوقيع على اتفاقيات شراكة بين وزارة الصحة وروتاري المغرب «Rotary maghreb» والفيدرالية الدولية للتلاسيميا. وقالت السيدة ياسمينة بادو في كلمة تقدمت بها، قبل التوقيع على اتفاقيات الشراكة، إن عمل وزارة الصحة ينخرط في سياق شعار اليوم العالمي للتلاسيميا الذي هو «حظوظ متساوية من أجل الحياة»، ولهذا رصدت الوزارة هذه السنة غلافا ماليا قدره 18 مليون درهم، خصصت منه 3 ملايين درهم لتغطية مصاريف مشتقات الدم لفائدة مرضى التلاسيميا والتي ستكون بالمجان بالنسبة للأشخاص غير المستفيدين من التغطية الصحية، كما ستخصص 15 مليون درهم لشراء الدواء لاستخلاب مادة الحديد عند مرضى التلاسيميا الذين سيستفيدون من نقل الدم. ويمتد المخطط الوطني لمحاربة التلاسيميا على السنوات الثلاث القادمة، حيث سيؤمن لكل المرضى المصابين التكفل بمصاريف العلاج شهريا ومدى الحياة، وتقدر التكلفة السنوية للمريض المصاب بالتلاسيميا من نقل الدم والأدوية والتحاليل البيولوجية والفحص بالأشعة ما بين 80 ألف و120 ألف درهم، ويذكر أنه قبل المخطط الوطني كان يتم علاج 100 طفل فقط مصاب بالتلاسيميا مع أن عددهم الحقيقي يقدر ب 500 مصاب، العشرات منهم يموتون كل سنة بسبب عدم العلاج. ويخلد المغرب في 8 ماي الجاري اليوم العالمي للتلاسيميا، تحت شعار «حظوظ متساوية من أجل الحياة».