في إطار الإعداد لرفع توصيات الهيأة المنتدبة من طرف صاحب الجلالة و بتنسيق مع مجلس جهة الدارالبيضاء الكبرى نظمت رى مائدة مستديرة حول موضوع النساء في الدستور المغربي من خلال الخطاب الملكي السامي ل 9 مارس 2011 شارك فيها كل من محمد الضريف أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق بالدارالبيضاء و الأستاذ محمد الدكالي متخصص في السوسيلوجيا والفلسفة كاتب وباحث بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط والدكتورة خديجة الكور مفتشة عامة بوزارة الثقافة بالرباط. استغرب عدد من الحاضرين للمنهجية المتبعة من طرف الباحثين عند تناولهما لموضوع المائدة المستديرة فكانا تحت تأثير السياق العام للظروف الدقيقة التي يمر منها المغرب و العالم العاربي وابتعدا كثيرا عن موضوع المائدة المستديرة. الأستاذ محمد الدكالي في بداية مداخلته طلب من المستشارات والمستشارين الاعتناء بمسألة الحياة اليومية باعتبارها بالنسبة له مختبر السياسة كسلوكات جماعية اليومية المستمرة وأزبد في موضوع النقل داخل المدن المغربية وأعطى مثالا بالدارالبيضاء بواقعة عاشها هو شخصيا مع سيارات الأجرة وتقع حسبه لكل زائر يصل الى الدارالبيضاء عن طريق القطار ينتابه الخوف والرعب بسبب عدم موافقة السائق نقله إلى المكان الذي يرغب في الذهاب إليها و استدل كلامه بما عاشه هو شخصيا في يوم الندوة عند وصوله إلى الدارالبيضاء فلولا وجود أحد أصدقائه بالمحطة لما تمكن من الوصول إلى مقر الندوة و شرح الظاهرة بكون العاملين في القطاع 99 في المئة رجال ، وأوصى المستشارات و المستشارين بحل هذه المشكلة مع حماية مصالح سائقي الطاكسي و اعتبر هذه التوصية مهمة لأن هذا الشأن ليس فيه النساء و القائمين عليه أيضا رجال و من خلال هده الفرشة الغريبة للموضوع العام عرج حول أسباب و خلفيات أسباب الاحتقان الاجتماعي الذي أدى إلى ما وقع في بعض الدول العربية والإصلاحات الدستورية المرتقبة ، وبعد أن أعطى مثالا بفرقة بوشعيب البيضاوي كأحسن فرقة في التمثيل أشار إلى موقع المرأة داخل الأحزاب والفكرة العامة عن المرأة داخل المجتمع وتغيير الذهنية والسياسة المجهرية التي لا يقوم بها إلا النساء. أما الأستاذ محمد الظريف فتحدث بإسهاب عن الجو العام للإصلاحات الدستورية بالمغرب و عرج نحو وضعية الأحزاب السياسية و دورها في المجتمع المغربي منذ استقلاله التوجه العام للمتدخلين دفع ببعض الحاضرين بالرد القوي على أطرحتهما و بالخصوص ما يتعلق بالأحزاب السياسية وهكذا تدخلت الأخت نعيمة رباع عضو مجلس المدينة لتذكير الحضور بأن الوضع الذي وصل إليه المغرب من حريات يرجع بالأساس إلى نضالات الأحزاب السياسية الجادة و على رأسها حزب الاستقلال الذي يتميز عن غيره من الأحزاب السياسية المغربية بتاريخه و مقاومته للمستعمر و أتباعه و ديمقراطيته الداخلية و إعطائه مكانة خاصة للمرأة و الشباب و نضالاته داخل و خارج الحكومة. وذكرت المحاضرين بأن الديمقراطية لا يمكنها أن تنبني بدون أحزاب سياسية و أن الأمر بالمغرب شهد عملية خلق أحزاب سياسية إدارية أفسدت المشهد السياسي المغربي. كما تدخل في إطار التعقيب أحد الحاضرين بعنف في وجه محمد الدكالي حول موضوع الملكية بالمغرب. وعلى هامش اللقاء صرحت لنا عدد من السيدات الحاضرات في اللقاء عن أهمية المرأة المغربي في المجتمع وما حققته من مكتسبات وما ستستفيد منه في الدستور الجديد مؤكدين عن الدور الطلائعي الذي تحظى به المرأة داخل الأحزاب السياسية وسرحت لنا الأستاذة بن القرشي فتيحة بأن دور المرأة المستشارة دور هام وفاعل بحيث أنها تتوفر على العزيمة والقوة والصبر والاستمرار في العمل الجماعي وتحمل جميع العراقل في العمل السياسي و مشاركتها في الانتخابات و البرلمان ناهيكم عن دورها في نمو اقتصاد البلاد رغم صعوبته فهي تصنع الكثير من القليل بقناعتها و تفانيها في العمل و نكرانها للذات. عبداللطيف اقجي