جُمع في هذه المقابلة ما تفرق في غيرها حدة تنافس وخمسة أهداف، وثلاث حالات طرد، نرفزة أعصاب وتحكيم وصفه الزوار بالظالم لهم، فأمام ما يناهز 20 ألف متفرج جرت أطوارالمباراة المثيرة اعتبارا لأهمية نتيجتها بالنسبة للفريقين على مقدمة ترتيب البطولة، وقاسمهما المشترك كان هو الفوز فيها الذي عرف فريق الرجاء كيف يحققه وقد إتصف لعبه خلال الدقائق 95 بالهدوء والبناءات التكتيكية والبحث المتواصل عن التسجيل وحتى يتحكم في المجريات عمد مبكرا للتهديف ليتمكن في الدقيقة الثالثة من توقيع الهدف الأول بواسطة اللاعب لمباركي ليكون هذا الهدف هوالجدير بالذكر خلال الجولة الأولى التي عرفت التكافؤ في اللعب بين الطرفين بالنتيجة المرسومة أمام ما أظهره فريق أولمبيك آسفي من مقارعة واعتماد على المرتدات السريعة إلا أن الجولة الثانية جاءت مخالفة لسابقتها على جميع المستويات بعد إرتفاع إيقاع اللعب من الجانبين بهدفين متباينين، الرجاء تريد المزيد من الأهداف وآسفي تسعى للوصول للتعادل والعودة إلى المقابلة غير أن الرجاويين كانوا السباقين إلى ذلك بالهدف الثاني من توقيع الصالحي في الدقيقة 54 ليأتي الرد المسفيوي سريعا بتسجيل هدف من رأسية اللاعب الوصيل إثر مرتد هجومي سريع. لتكون الدقيقة 74 بداية لغليان الأعصاب واحتجاجات فريق أولمبيك آسفي بعد إعلان الحكم عبدالله بوليفة عن ضربة جزاء عن بعد احتج عليها المسفيويون بشدة وسجلوا حولها إعتراضا تقنيا سجلها متولي ليكون من مخلفاتها طرد اللاعب لاركو الذي وقع احتكاك بينه وبين متولي بعد توجيه الإنذار الثاني له، ثم المدرب عبدالهادي السكتيوي بعد احتجاجه هو الآخر ليواصل الأولمبيك اللقاء بعشرة لاعبين مما أتاح الفرصة للرجاء بعد التغييرات التي أحدثهاالمدرب امحمد فاخر للضغط أكثر، فتوالت الهجومات السريعة التي مكنتها من تسجيل الهدف الرابع بواسطة المهاجم الصالحي في الدقيقة 84 الذي عرف احتجاجا صارما من اللاعبين الذين طرد منهم المدافع بلخضر بدعوى شرود اللاعب المسجل ليكمل الأولمبيك اللقاء بتسعة لاعبين على أن دقائقه الأخيرة عرفت توقفات بسبب الأعطاب التي طالت بعض اللاعبين المسفيويين مما كاد يحول دون استئناف المقابلة نظرا للنقص العددي غير المخول للعب. إلا أن عودتهم مكنت المقابلة من استنفاد وقتها القانوني ليعلن الحكم عن نهايتها ويغادرها بعد دقائق محفوفا بطوق أمني مخافة تعرضه لغضب لاعبي الأولمبيك في حين عمت الفرحة والهتاف جماهير الرجاء الذين رددوا (البطولة رجاوية) وأشعلوا عشرات الشهب النارية فرحا بهذا الفوز. وفي الندوة الصحفية التي أعقبت هذه المقابلة المثيرة والتي غاب عنها المدرب عبدالهادي السكتيوي الذي كان قلقا جدا مما حدث حضر مساعده أحمد حريرة الذي صرح أمام الصحفيين بأن بطل هذه المقابلة كان هو الحكم الذي فعل ما أراد باحتساب ضربة جزاء خيالية لا يمكن لأي حكم الإعلان عنها واحتسابه لهدف في حالة شرود، وحالتي الطرد المبالغ فيها موضحا أن الفريق لما علم بتعيين الحكم بوليفة كان سيخوض هذا اللقاء بالشبان، لأننا نعلم النية المبيتة لهذا الحكم مضيفا أن الرجاء فريق كبير بنجومه وأسلوب لعبه وقوته وليس في حاجة لمساعدة أي حكم كان. أما المدرب امحمد فاخر فقال بأنه كان يعلم أن المقابلة لن تكون سهلة لعلمه بإجادة فريق الأولمبيك اللعب خارج ميدانه، وسرعة مرتداته الهجومية لذلك ركز مع لاعبيه على ضرورة الهدوء والسعي وراء التسجيل المبكر وعدم إتاحة الفرصة للمسفيويين لتلقي أي هدف سبق لهم، وقد توفق اللاعبون في تحقيق ما خططنا له وجاء هذا الفوز المهم الذي حافظنا به على الزعامة. لكن حسابيا لم نفز بعد بالبطولة وتلزمنا أربع نقاط في اللقاءات الثلاثة الباقية للظفر بها.