تساءلت صحيفة «لوموند» الفرنسية ، في إحدى افتتاحيتها ، عن الحصانة التي يحظى بها النظام السوري وهو يرد على المظاهرات السلمية بالرصاص ، وتكون النتيجة مقتل المئات وجرح الآلاف، بدون أن يتحرك الرأي العام الدولي. وقالت الصحيفة إن نظام الأسد رد على المظاهرات بالعنف مستفيدا من الصمت الدولي، وهو ما لم يحدث مع الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، أو العقيد معمر القذافي، بل حتى مع الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، وقالت إن الحالة السورية تمثل استثناء غريبا لا يمكن السكوت عنه. وأضافت الصحيفة تقول إن مدينة درعا تعرضت للاقتحام بالمدرعات والدبابات لأنها كانت الأولى في تحدي النظام، وأضافت أن الشهادات القليلة تتحدث عن أجواء من الرعب، إضافة إلى قطع الكهرباء والاتصالات. ورأت الصحيفة أن بشار الأسد يريد بالقمع العنيف في درعا إعطاء عبرة للسوريين في المدن الأخرى، تماما كما فعل والده حافظ الأسد بمدينة حماة في فبراير 1982. وأوضحت الصحيفة أن اقتحام درعا جاء بعد يوم جمعة ، حيث خرج بضعة آلاف في مسيرة سلمية في معظم المدن السورية، ليكون الرد من أجهزة الأمن والمليشيات بإطلاق النار وسقوط المئات بين قتيل وجريح، وتصل حصيلة الضحايا إلى نحو 400 منذ بدء الاحتجاجات. وأكدت الصحيفة أن القمع في مصر لم يتسبب في سقوط مثل هذا العدد، وفي ليبيا أيضا قبل التدخل الدولي، وتتساءل قائلة «هل هما معياران أو مقياسان؟» وترد «نعم، لأن ثقل دمشق أكبر في التوازن الإستراتيجي بالمنطقة من القاهرة أو طرابلس». وقالت «لوموند» إن أسرة الأسد تحكم سوريا منذ أكثر من أربعين سنة، وهي تنتمي للأقلية العلوية ، وتحكم البلاد بدعم من أقليات أخرى، الدروز والمسيحيين تحديدا. وأضافت أن دمشق وثقت علاقاتها جيدا بطهران ، وتحالفت مع حزب الله الشيعي في لبنان، وبنت علاقات اقتصادية قوية مع تركيا، وهي تحكم الأغلبية السنية بيد من حديد معتمدة على الفساد والرعب. كما أشارت الصحيفة إلى أن سوريا ضمنت ثبات الوضع في منطقة تربط الجميع، من واشنطن إلى أنقرة ومن الرياض إلى القدس، وهناك مخاوف من أن سقوط الأسد سيفتح الطرق أمام حركة الإخوان المسلمين السنية. وتقول الصحيفة «الغرب يتسامح مع دمشق ، ويتشدد مع القاهرةوطرابلس». واختتمت «لوموند» افتتاحيتها بالقول «هذا الموقف لم يعد قابلا للتحمل، يجب عزل ومعاقبة نظام بشار الأسد».