تم إنشاء المهرجان الدولي للأفلام القصيرة جدا في نهاية التسعينيات من القرن الماضي بفرنسا، و هو مهرجان بلغ هذه السنة دورته الثالثة عشرة و متخصص في الأفلام القصيرة الروائية و الوثائقية من كل الأصناف التي تقل مدة عرضها عن ثلاث دقائق. و التي تحفز على ولوج ميدان الفن السابع بأقل تكلفة ،وأصبح من الممكن إنجازها يسيرا من الناحية المادية، مما كانت عليه من قبل نظرا للتطورات التقنية التي تعفي من الإمكانيات المادية العالية و الوسائل الضخمة و التعجيزية. يعتبر هذا المهرجان فرصة لعرض هذا النوع من الأفلام في مختلف بلدان العالم للتعريف بها و بإبداعات أصحابها من المحترفين و الهواة، و سينظم هذه السنة خلال نهاية الأسبوع القادم ما بين 6 و 8 ماي القادم ، و سيتم في إطار مسابقته الرسمية عرض 68 فيلما ستقدم وفق نفس البرنامج في 70 مدينة توجد بأربعة عشر بلد من بينها المغرب. تمكن هذا المهرجان في السنة الماضية من استقطاب 35000 مشاهد في مختلف مدن العالم المنظم فيها، و يهدف منظموه إلى نشره في بلدان و مدن أخرى، و الرفع من نسبة مشاهدة هذا النوع من الأفلام، و التحفيز على إنجازها والتعريف بمبدعيها المتألقين و تشجيعهم و تتويجهم. يتوفر هذا المهرجان حاليا على شبكة تجمع بين ما لا يقل عن 500 مخرج من مختلف أنحاء العالم، و ينظم حاليا بفرنسا (23 مدينة) و رومانيا (23 مدينة) و سويسرا (ست مدن) و المغرب (خمس مدن) سنغافورة (خمس مدن) و هنغاريا (مدينتان) و هولندا(مدينتان)، و بمدينة واحدة بالبرازيل و بلجيكا و مولدافيا و سلوفاكيا و فلسطسن (رام الله). يتضمن البرنامج ثلاث فقرات رئيسية تتعلق أولاها بالمسابقة الرسمية الدولية التي سيعرض خلالها 46 فيلما تمثل 18 بلدا تم اختيارها من بين 1200 فيلم، و تعرض هذه الأفلام بلغتها الأصلية مصحوبة بترجمة مكتوبة أسفل الصورة باللغة الفرنسية أو الإنجليزية أو الإيطالية أو البرازيلية أو الرومانية أو الصربية، وإضافة إلى جائزة القناة التلفزيونية الفرنسية "كنال +" ،خصصت لهذه المسابقة أربع جوائز أخرى نقدية يبلغ قدرها 1500 أورو للجائزة الكبرى و 1000 أورو لجائزة أفلام الرسوم المتحركة و 500 أورو لجائزة العمل الأصلي و 370 أورو لجائزة الجمهور. توجد لجنة التحكيم الخاصة بهذه المسابقة بمدينة باريز، و تتكون من ستة أعضاء. الفقرة الثانية تتعلق بمسابقة أخرى خاصة بأفلام النساء تحت عنوان "كلام النساء" التي تتضمن 22 فيلما، و ستمنح للمتوجين فيها جائزة كبرى (1000 أورو) و جائزة "حق النساء" (500 أورو) و جائزة" العمل الأصلي" و جائزتان إحداهما من مؤسسة تعمل ضد الإقصاء (600 أورو) و جائزة الجريدة الأسبوعية "لاغازيت دي مونبوليي" (سفر لشخصين خلال عطلة نهاية الأسبوع) و سيتم الفصل بين هذه الأفلام في مدينة مونبوليي الفرنسية من طرف لجنة تحكيم مكونة من عشر نساء من مختلف البلدان و التخصصات. الفقرة الثالثة من هذا المهرجان مخصصة لعرض أفلام أخرى خارج إطار المسابقة الرسمية، و هي أفلام جهوية و محلية و موضوعاتية يقوم بإنجازها مخرجون ينتمون إلى المدينة أو البلد الذي ينظم به هذا المهرجان. بلغ هذا المهرجان دورته الثالثة عشرة بالنسبة لفرنسا و لبعض البلدان الأخرى، و هو في دورته الثانية بالنسبة لمدن الرباط و طنجة و السمارة، و في دورته الأولى بالنسبة لمدينتي وجدة و أكادير. ستتاح للجمهور الحاضر في هذا المهرجان بمختلف بلدان العالم فرصة مشاهدة طابق متنوع من أفلام لا تتعدى مدة عرض كل واحد منها ثلاث دقائق، و ستتاح له أيضا فرصة المساهمة في اختيار الفيلم أو الأفلام التي تستحق جائزة الجمهور، بينما سيتم اختيار باقي الجوائز الأخرى من طرف لجنتي التحكيم الموجودتين بباريز و مونبوليي. يمكن للجمهور المغربي أن يحضر في أنشطة هذا المهرجان خلال أيام 6 و 7 و 8 ماي القادم بقاعة الفن السابع بالرباط، و سينما الريف بطنجة، و دار الثقافة بالسمارة، و المركب الثقافي البلدي بوجدة و المعهد الفرنسي بأكادير.