... من كان يخال أن الكلام الذي وزعه سعيد عويطة في ندوته الصحفية إبان تعيينه مديرا تقنيا لألعاب القوى الوطنية خلفا لمصطفى عوشار، سيتحول في أيام قليلة جدا إلى كابوس لدى كثير من العدائين ؟ ومن كان يظن أن سعيد عويطة مازال يحن إلى أيامه الغابرة من خلال فرض الأمر الواقع وأسلوبه القمعي في حق العدائين وكل من حولهم من مدربين ومؤطرين ؟ ومن كان يظن أن غياب سعيد عويطة عن الساحة الوطنية سيجعله يغير طباعه وسلوكاته التي كنا نظنها نابعة أصلا من قوة الشباب وما تصنعه الإنجازات والأرقام القياسية والنجومية بصفة عامة .... إلى حد أن كثيرا من "البودي غارد " بعضلاتهم المفتولة كانوا لا يفارقونه أينما حل وارتحل ، والذين لم يسلم من زيارتهم ذات يوم حتى «القسم الرياضي للعلم» في عهد الزميل محمد الراوي ذكره الله بخير ، لا لشيء سوى لأن الرجل كتب تعليقا على إحدى ندوات عويطة ، لم ينل رضى البطل ... ومن كان يظن أن عويطة سينقلب رأسا على عقب في اليومين المواليين لتعيينه على رأس الإدارة التقنية لألعاب القوى ، وهو الذي كان يرى فيه الكثيرون أنه ربما الذي سيعطي لأم الألعاب ما ينقصها من تأطير تقني ولأبطالها ما يحتاجونه من سند باعتباره كان ذات يوم ممارسا يعرف يحس ما يحسونه ، ويعرف ما قد يضرهم ويخرجهم عن تركيزهم .... لكن يظهر أن سعيد عويطة ما أن أمسك بمنصبه الجديد حتى عاد إلى عاداته القديمة ... أولاها اعتراض العديد من التقنيين المتخصصين على التشكيلة التي اختارها للعمل إلى جانبه والتي تتضمن عدائين سابقين رغم عدم توفرهم على التجربة الكافية والتكوين اللازم الذي يخول لهم إعداد الأبطال، كعز الدين الصديقي الذي غاب عن الميدان لما يزيد عن 14 سنة أي منذ 1994 تاريخ اعتزاله الممارسة بعد إصابته في كاحله.. وأيضا حسنية الدرامي التي ابتعدت عن الميادين مدة ليست قصيرة.. وثانيها أن العديد من العدائين رفضوا الالتحاق بالمعهد الوطني لألعاب القوى ، بينهم أبطال عالميون كحسناء بنحسي و محسن الشهيبي و عبد العاطي إيكيدير وياسين بنصغير وهشام بيلاني ومحمد المستاوي .... وثالثها تذمر هؤلا ء من طريقة التداريب والبرامج التي وضعها عويطة للعدائين في غياب مدربيهم... وثالثها أن كثيرا من هؤلاء العدائين مثل عادل الكوش ويوسف بابا وبن الصغير وبيلاني وغيرهم أصبحوا في ظل هذا الذي يحدث يتدربون بعيدا عن المعهد الوطني ...دون أن ننسى رفض عبد العزيز صاهير الدخول ضمن الطاقم الذي اختاره عويطة للعمل بجانبه ... والذي لا ينم إلا على أن الأجواء ليست على مايرام .... وعلى أية حال نتمنى من الله أن "يحد البأس " لأن في استمرار الحالة على ما هي عليه لن يزيد ألعاب القوى الوطنية إلا رجوعا وتراجعا إلى الوراء ... ولا نظن أن رئيس الجامعة السيد أحزون يوجد في راحة بال في ظل هذا الواقع الجديد ، فعويطة الذي راهن عليه كإسم ربما يكون قد " ركله " من الخلف ... .... أترك كباب وكفتة عويطة لأعود إلى وزيرة الشباب والرياضة السيدة نوال المتوكل ، فهي غالبا ما تجد الدواء الشافي / الكافي لكل المشاكل الرياضية الوطنية ، وهكذا نتذكر أنه عندما وقع المنتخب الوطني على كارثة كأس إفريقيا للأمم بغانا ، وجدت السيدة نوال ما تجيب به عن نواب الأمة في البرلمان حيث كانت قالت إن "ما جرى من خروج مبكر للمنتخب المغربي لكرة القدم من كأس إفريقيا يعد خيبة أمل لكافة المواطنين مع العلم أن الرياضة والتنافس بصفة عامة يتسمان بالفوز والهزيمة وينبغي القبول بالنتيجة في كلا الحالتين في إطار القيم والمبادئ الرياضية".... متمنية ألا ترمي إخفاقات دورة غانا بظلالها على المشاركة المغربية في منافسات رياضية دولية أخرى خصوصا دورة الألعاب الأولمبية المقبلة في بكين 2008 .... والكل يعلم ما قالته بعد دورة بكين ، بل إنها قررت عقد مناظرة وطنية حول الرياضة خلال اليومين القادمين بقصر المؤتمرات بالصخيرات ، «يفرق فيهما الناس اللغا والأكل والشرب " ، لأننا نعرف أن المناظرات التي عقدت من قبل لم تكن توصياتها ملزمة لأحد ، وبالتالي لم يكن مآلها إلا الريح .... وإلى ذلك فمتى كانت المناظرات و«الكلام الفاضي» يعطي نتيجة لأي إقلاع رياضي ... فلو كان كذلك لكان العالم كله قد أغلق كل معاهد التكوين والتأطير ، ولكنا خير أمة تتقن الكلام ... وإلا لما قالت السيدة نوال فيما يخص أحداث الشغب التي أعقبت مباراة الكوكب والوداد : "إن وفدا مكونا من خبراء ألمان كانوا مكلفين بتنظيم مونديال 2006 سيحلون قريبا بالمغرب من أجل الاستفادة من تجربتهم في المجال .. وأن وزارتها ستعمل على استشارة منظمي أولمبياد لندن 2012 لمعرفة كيفية استعدادهم لمواجهة أي أعمال شغب محتملة. وأن نتائج عمل اللجنة سيتم الإعلان عنها في الأشهر المقبلة وسيتضمن ميثاقا وطنيا يوقع عليه جميع الفاعلين الرياضيين بمن فيهم مسؤولو الأندية الوطنية.... فأية «كفتة» هاته وأي «كباب» هذا يا سيدتي مع أن للكباب والكفتة طعمهما .