نظمت الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي تظاهرتين وطنيتين تعنيان بالشباب والطفولة، وذلك خلال الفترة الممتدة من 3 إلى غاية 10 أبريل 2011 . وقد كانت هذه التظاهرات في إطار التدريب التحضيري الذي نظمته الجمعية بالشراكة مع كل من وزارة الشبيبة والرياضة ونيابة وزارة التربية الوطنية لإقليم وارزازات، حيث جمع هذا التدريب 65 متدربة ومتدربا. والملتقى الوطني الأمازيغي الأول لليافعين، الذي عرف هو الآخر مشاركة أزيد من 150 مستفيدة ومستفيد، وفدوا على مدينة ورزازات من مختلف ربوع المغرب، من الرباط، سلا، الدارالبيضاء، بني ملال، إفران الأطلس الصغير، تيزنيت، تارودانت، بني ملال، مراكش، قلعة السراغنة، الصويرة، شيشاوة، أورير، أنزا، إنزكان، كلميم، قلعة مكونة، تازناخت. واختير كشعار لهذه الدورة الخامسة للتدريب التحضيري ، «الشباب والطفولة في خدمة الأمازيغية». ومن هذا الشعار خرجت الجماعتان المكونتان لهذا التدريب، جماعة إعريمن (الشباب) والتي تكونت من الفرق؛ إعريمن، افرا، تيفاوين. ثم جماعة تازانين ( الطفولة) والمكونة من إستماس نتليلي، تسوريفت، إنوراز. واختير لشعار ملتقى اليافعين « المخيم والسينما في خدمة الأمازيغية». أما بالنسبة لبرنامج التظاهرة لهذه السنة فقد كان متنوعا وغنيا بعدد كبير من المعارف، منها ما يتعلق بالشق النظري في المجال التربوي بالإضافة إلى الشق التطبيقي. ففي هذا الصدد تلقى المتدربون دروسا نظرية تتعلق بالمبادئ العامة والأساسية في إطار المخيم؛ على سبيل المثال المخيمات التربوية بالمغرب، مهام المدرب، التربية بالمخيم، كما تم تلقينهم كيفية التفاعل مع حاجيات الطفل بالمخيم، بالإضافة إلى التنشيط التربوي بالمخيم، كما حضر الشق القانوني هو الآخر من خلال تلقينهم مسؤولية المدرب إزاء سلامة الطفل. وأهم ما يميز التداريب والتكوينات التي تنظمها الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي في هذا المجال، العروض النظرية الموازية التي تعنى باللغة والثقافة الأمازيغيتين. بحيث كانت هناك عروض وموائد مستديرة تهم النقاش حول القضية الأمازيغية وحول تاريخية الأمازيغية في شمال إفريقيا عامة والمغرب بالخصوص. بالإضافة إلى استفادة الجميع من دروس في اللغة الأمازيغية بحرفها تيفيناغ، حيث أشرف عليها أطر مختصة في اللغة الأمازيغية. في حين تميزت فقرات ملتقى اليافعين بالورشات التي قدمت لهم في مختلف المجالات، فمن ورشة تعليم اللغة الأمازيغية إلى السينما مرورا بالموسيقى وصولا إلى المسرح. كما حضر المستفيدون موائد مستديرة همت بالأساس ظاهرة المخدرات بالمؤسسات التعليمية بشكل خاص، حيث أطر هذه العروض متخصصون في الميدان، دكتور مثل جانب الطب، وظابط الشرطة القضائية شخص الجانب الأمني والقانوني للظاهرة. كما كان الجميع في ضيافة المواقع الأثرية والأماكن السياحية التي تزخر بها مدينة وارزازات. حيث استمتع المستفيدون من التدريب والأطر التربوية المرافقة لهم، بجمالية قصبة تاوريرت التاريخية، وقد قدمت لهم إيضاحات ومعلومات تاريخية عن هذه المعلمة التاريخية وعن دورها في مجموعة من الأحداث التاريخية التي شهدها المغرب. كما تمت زيارة استوديوهات ورزازات، حيث اكتشف المتدربون المسار الذي يقطعه الفيلم السينمائي قبل عرضه على الشاشة الكبيرة. وفي الختام أمسية تربوية فنية تشكلت من مختلف التلوينات الثقافية التي يزخر بها المغرب، هذه الأمسية التي أقيمت بالقصر البلدي لمدينة ورزازات، والتي عرفت برنامجا غنيا وحافلا بألوان الثقافة المغربية الغنية، حيث قدمت الأمازيغية في لوحة مشكلة من مختلف أنواع الفنون، من غناء ومسرح ورقص، وذلك من خلال الفقرات التي قدمتها الفرق المشاركة والتي تنتمي إلى التدريب التحضيري الوطني و أخرى تنتمي إلى المخيم الوطني لليافعين. كما كانت الأمسية نافذة للانفتاح على الثقافات العالمية من خلال لوحات « الراب» « البريك دانس» «برامل دانس»، بالإضافة إلى اللوحات التعبيرية التي أبدع فيها يافعون ومتدربون مشاركون في هذه التظاهرة التي تنظمها الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي بمدينة ورزازات، هذه الأمسية التي حضرها جمهور كبير، ومن بين الضيوف المدعوين، النائب الإقليمي لوزارة الشبيبة والرياضة. وأهم ما ميز التنظيم هذه السنة هو مشاركة مجموعة من الجمعيات سواء على المستوى الوطني أو المحلي. حيث تضافرت جهود كل هذه الفعاليات لإنجاح التظاهرة، هذه الأخيرة التي شهدت تغطية إعلامية واسعة ومواكبة من طرف قناة تمازيغت، والتي سهر مبعوثوها على تتبع جميع مراحل هذه التظاهرة.