حضر خمسون مستفيدا الملتقى التكويني الذي نظمته الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، بتعاون مع المجلس البلدي بمدينة أنزا ( أكادير)، في إطار التدريب التحضيري للأطر التربوية للمخيمات الصيفية، الذي تشرف عليه وزارة الشباب والرياضة. وذلك في الفترة الممتدة ما بين 28 مارس 04 أبريل 2010. وتميز هذا الملتقى بالتنوع من خلال نوعية المستفيدين الذين قدموا من شتى المدن المغربية ( القنيطرة، سلا، الرباط،، بني ملال، أزيلال، الدارالبيضاء، إنزكان، أكادير، أيت باها، تزنيت، ماست، تافراوت، ورزازات، تازناخت، قلعة مكونة، الرشيدية، أكلميم...). وتميز بتنوع بعده التكويني التربوي والفكري بحيث جمع بين التكوين النظري في المجال التربوي بشكل عام، خاصة فيما يتعلق بالعلاقة التبادلية بين المؤطر التربوي والطفل. وذلك من خلال تلقي المستفيدين لعدد كبير من المعارف الأمازيغية والميكانيزمات البيداغوجية ( عروض نظرية، بيداغوجية التسيير للأناشيد والألعاب التي تقام داخل المخيم بصفة عامة وفضاءات التنشيط التربوي بصفة خاصة)، وأشرف على هذه العروض والورشات طاقم من بين خيرة الأطر التربوية على الصعيد الوطني، تحت رئاسة الأستاذ أحمد احمادات، ومن تأطير كل من الأساتذة؛ الحاج العليوي الدمناتي، سعيد جكان، عبد العزيز سعدون، ياسين أيت بو، وذ.الحسين أيت باحسين. وتجلى التنوع الحضاري والثقافي لهذا الملتقى من خلال الصورة الجميلة للبيئة بتعبير أمازيغي، وجاءت هذه الصورة في شكل مجموعتين بيئيتين أساسيتين؛ أكال (الأرض) والتي جمعت فوقها كل من أسمغي( النبات)، أضو( الهواء)، ثم أمان ( الماء). في حين جاءت جماعة الإنسان تجمع كل من؛ لوقر ( الاحترام)، تاويت ( العناية)، ثم تمسايت (المسؤولية). وما ميز هذا التكوين كذلك ، الانسجام بين المستفيدين فيما بينهم وبين مؤطريهم، وقد تم تحقيق أحد الأهداف التي تدافع عنها الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، في سبيل القضية الأمازيغية، والمتمثل في انفتاح الجميع على الجميع، انفتاح الثقافات المغربية بعضها على بعض، والتجارب بعضها على البعض، كما تحقق التبادل بين كل هذه المكونات. وتحقق التبادل كذلك من خلال حضور الأمازيغية في جميع فقرات ومواد هذا التدريب، حيث تجلت في العروض الفكرية التي أشرف عليها الأستاذ الحسين أيت باحسين، عضو المكتب الوطني للجمعية، والباحث بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. وتطرق الحسين أيت باحسين عضو المكتب الوطني لأمريك إلى المسيرة التاريخية للحرف الأمازيغي تيفيناغ، وذلك على مستوى اكتشافه ثم تنميطه ومعيرته واعتماده في تدريس اللغة الأمازيغية. كما أشارت المداخلات لأحد أهم مكتسبات نضال الحركة الأمازيغية، وهو المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وتم ذكر المهام والمنجزات التي حققها المعهد في مجال الأمازيغية بصفة عامة. واستطاع المستفيدون انجاز مواضيع غنية بالمعطيات المهمة كموضوع « الحق في التعليم باللغة الأم»، في حين أنجزت فرقة الهواء موضوع « التراث الثقافي الأمازيغي»، أما فرقة الماء فقد أنجزت موضوعا حول « موقع المرأة الأمازيغية في المجتمع»، هذه الفرق التي كما قلنا أنها تنتمي إلى جماعة الأرض. واشتغلت جماعة الإنسان، والتي تنتمي إليها فرقة الاحترام على موضوع حول « تجربة الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي وجمعية إحياء إدماج، وعملهما المشترك في المجال التربوي». أما فرقة العناية فقد أنجزت موضوعا حول «الإعلام والأمازيغية». وأخيرا قامت فرقة المسؤولية بإعداد موضوع حول الأمازيغية من الشفوي إلى الكتابي. وحضرت الأمازيغية في جميع مراحل وفقرات برنامج هذا الملتقى التكويني في شتى تجلياتها، كما حضرت كذلك باقي الثقافات المغربية الأخرى المؤثثة لثقافتنا المغربية العريقة. ونظمت سهرات وأمسيات كانت عبارة عن فسيفساء من التراث المغربي المتنوع، في مقابل الانفتاح على الثقافات الأخرى، وذلك من خلال الجمع بين ثنائية المحلية والعالمية. وقد كان الجميع في ضيافة مركز الاصطياف الانبعاث بأكادير، في إطار الخرجة الكبرى التي تعد من أهم فقرات برنامج التدريب، واختتم الملتقى بأمسية، شكلت الصورة النهائية لكل ما تم اكتسابه من خلال جميع مراحل هذا التدريب، ثم من خلال ما تم الوصول إليه من إبداع في مختلف الفنون والثقافات التي قد سبق للمستفيدين أن جسدوها في إطار باقي الأمسيات الأخرى.