ساهم تطوّر الإشهار في ظهور سلوكات غذائية جديدة من خلال الومضات التي تعرض يوميا عبر وسائل الاعلام بجميع أنواعها. كما أصبح الطفل الهدف الأساسي لعديد الومضات الاشهارية مما أثر على اختياراته الغذائية ومن ثم أصبح تناول موضوع مدى تأثير الاشهار على السلوكيات الغذائية عند الطفل منذ السنوات الأولى من عمره مسألة أكيدة وضرورية وذلك من أجل ترسيخ سلوك سليم منذ الصغر. وتفيد الدراسات أن الطفل شديد التأثر بما يتلقاه من مضامين اعلامية موجهة إليه، وقد بين استطلاع للرأي أجري في احدى الدول الأوروبية أنّ اختيارات الطفل الغذائية محكومة بالاشهار ونظرا لهذا التأثير البالغ ينصح المختصون في التغذية بضرورة ترشيد الاستهلاك عند الطفل والتركيز على الأكلة الصحية التي يتم إعدادها في المنزل. فالطعام يوفر العناصر الغذائية المطلوبة لبناء أجسام سليمة، إذ يمد الجسم بالطاقة التي يحتاجها للنمو واللعب والتعلم والمحافظة على الصحة. كما يتجلى دور الأسرة في توزيع الأطعمة المقدمة للطفل حتى تتوفر احتياجاته من المواد الغذائية الأساسية للنمو، ذلك أن كل نوع من أنواع الأطعمة يحتوي على نوعية خاصة من الأغذية التي بدورها تقوم بوظائف مختلفة في الجسم. ونظرا للتطور الذي تحقق في مختلف ميادين الحياة فقد تسارع نسق العيش وأصبحت العائلة والطفل أمام عروض مكثفة لمنتوجات غذائية يقع الترويج لها بشتى الطرق. كما جرت العادة أن ينساق الأطفال وراء هذه المنتوجات رغم جهل القيمة الحقيقية لها بفعل تأثير الاشهار كما ثبت أن للإشهار تأثيرا على الأطفال لأنهم يكونون في مرحلة لا يملكون فيها أدوات التمييز بين ما ينفعهم وما يضرهم. لقد أفرز الاشهار الغذائي الموجه إلى الأطفال نوعين من الناشئة: أطفال زائدو الوزن وأطفال نحفاء. ذلك أن التشجيع على الأكل السريع والأكل بين الوجبات يجلب الكثير من الأرباح للشركات العاملة والمنتجة للمواد الغذائية.