صدر حديثا عن دار أبي رقراق للطباعة والنشر كتاب لمؤلفه الإعلامي محمد بن ددوش بعنوان »رحلة حياتي مع الميكروفون« مشتملا على وقائع ومشاهدات وانطباعات استخلصها من عمله في مجال الإعلام السمعي البصري لمدة نصف قرن من الزمن. ويعتبر هذا الكتاب الأول من نوعه بالنسبة لمن تقلد عدة مسؤوليات في حظيرة الإذاعة والتلفزة المغربية وعايش عن قرب فترات حفلت بأحداث تاريخية في حياة الوطن ويقول الأستاذ العربي المساري وزير الإعلام السابق في تقديمه للكتاب »بأن لابن ددوش، فضلا عن كونه مؤرخا للعمل الإذاعي في مغرب الاستقلال، يجده القارئ شاهدا على التاريخ بينما يقدم إضاءات على الأحداث التي عاشها أو واكبها«. ويلاحظ الوزير السابق أن »هذا الكتاب سجل حافل لممارسة العمل الإذاعي في المغرب على يد جيل الاستقلال« وأن المؤلف »ساهم بهذا المجلد في إنقاذ جزء من الذاكرة الإذاعية« وأنه »من المؤكد أن جيل اليوم سوف يستفيد منه كثيرا«. يشتمل الكتاب على 32 فصلا موزعة على 583 صفحة، تنطلق من بداية التحاق المؤلف بالإذاعة، وتستمر مع أجواء عودة الملك المغفور له محمد الخامس من المنفى وانطلاقة بناء الدولة المستقلة مع موقع الإذاعة المغربية في خضم التيارات السياسية التي عرفتها الساحة المغربية في بداية عهد الاستقلال، مع توالي الحكومات الأولى وتعاقب المديرين الأولين على المؤسسة الإعلامية. ويتضمن كتاب »رحلة حياتي مع الميكروفون« الانطباعات التي سجلها المؤلف خلال مواظبته عقودا من الزمن على تغطية أحداث هامة عاشها المغرب وفي مقدمتها المسيرة الخضراء، ومواكبة علاقة الملك الحسن الثاني بعالم الصحافة من خلال مؤتمراته وتصريحاته الصحافية ودوره في تقوية مكانة المغرب في العالمين العربي والإسلامي بالإضافة إلى علاقات المغرب بدول الجوار في ضوء قضية الوحدة الترابية. وضمن فصول الكتاب وقع تاريخية - يقول المؤلف - تنشر لأول مرة حول احتلال الإذاعة خلال محاولة الانقلاب الفاشلة التي كان قصر الصخيرات مسرحا لها عام 1971«. ولم يغفل الكاتب الإعلامي محمد بن ددوش التطرق بإسهاب للفترة التي سيطرت فيها وزارة الداخلية على الإعلام وما تميزت به تلك الفترة كما عايشها بصفة خاصة من داخل الإذاعة المغربية. وهناك ظاهرة جديرة بالإشارة تميز هذا الكتاب وهي توفره على مجموعة هامة من الصور لمراحل مختلفة من حياة المغرب تذكر بوجوه كانت في المواقع الأمامية علها تساعد الأجيال الحاضرة على التعرف عليها وقد سمعوا عنها أكثر مما عرفوها. وأخيرا لم يتردد المؤلف في أن يهدي كتابه »لكل المستمعين والمستمعات الذين حظي لديهم بالتقدير والتشجيع طيلة حياتي الإذاعية.