أجمعت الكلمات والشهادات، التي تم إلقاؤها خلال حفل تأبيني إحياء لأربعينية الراحل عبد اللطيف الغربي، عميد الصحفيين الرياضيين المغاربة، الذي أقامته الجمعية المغربية للصحافة الرياضية مساء الخميس بمقر وزارة الشباب والرياضة بالرباط، على أن الفقيد كان مدرسة تخرج منها العديد من قادة الإعلام الإذاعي والرياضي. وشكل هذا الحفل، الذي تزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للصحفي الرياضي تحت شعار «الصحافة الرياضية بين الأمس واليوم» وحضرته، إلى جانب أفراد أسرة الفقيد العديد من الوجوه الإعلامية والرياضية البارزة، مناسبة عددت فيها الشخصيات الحاضرة شيم ومناقب الفقيد كرجل وطني غيور وإعلامي ومفكر ومثقف. فبعد تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم وقراءة الفاتحة على روح الفقيد، أبرز السيد بدر الدين الإدريسي، رئيس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية، في كلمة بالمناسبة «أن عبد اللطيف الغربي كان مدرسة في الحياة تعلمنا منها فيض العطاء والسخاء في العطاء والإبداع في العطاء والإخلاص في العطاء». وأضاف أنه « في مدرسة عبد اللطيف الغربي الإعلامية تعلم من هم من قادة الإعلام الإذاعي والرياضي كيف يكون الشغف محركا للحلم وكيف يكون الثبات على الموقف أساسا للشخصية وكيف يكون تقديس الخبر وصدقيته شعارا للاحترافية وكيف تكون الموسوعية مسلكا للوصول إلى قمة النجاح المهني». وألقى السيد محمد بن الشريف، الكاتب العام للجمعية المغربية للصحافة الرياضية،كلمة بالنيابة عن رئيس الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية، الإيطالي جياني ميرلو، عبر فيها عن سعادته بمشاركة الجمعية في حفل تأبين المرحوم عبد اللطيف الغربي والذي يتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للصحفي الرياضي لما يحمله من دلالة عميقة. وجاء في كلمة ميرلو أنه «من الأكيد أن اتحادنا عرف تطورا مضطردا منذ إحداثه حيث اتسعت رقعة تمثيليته الجغرافية بارتفاع عدد أعضائه من 29 جمعية ورابطة واتحاد للصحافيين الرياضيين عند التأسيس إلى 152 حاليا تمثل بلدانا من مختلف القارات وأزيد من 9 آلاف صحافي». بعد ذلك، تم عرض شريط وثائقي أنجزته الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة عن الفقيد تطرق إلى مختلف المراحل التي مر بها والمناصب التي تدرج فيها والأنشطة التي قام بها إبان حياته. كما تم الاستماع إلى مجموعة من الشهادات، التي أدلى بها العديد من رفقاء درب الفقيد، ومن بينهم السيد محمد بن ددوش، المدير السابق للإذاعة الوطنية، الذي عبر عن سعادته لحضور حفل تأبين عبد الطيف الغربي « الرجل الجدي الذي جمتعني به صداقة متينة من خلال العمل معا في قسم الأخبار والربورطاج بالإذاعة الوطنية. والذي كان لنا معا شرف تغطية المفاوضات المغربية الفرنسية عام 1955 بإيكس ليبان». وأضاف بن ددوش أن الفقيد كان موسوعة وعلما من أعلام الصحافة الوطنية وخاصة في مجال الصحافة الرياضية ومتفردا بصدق القول وقوة الإرادة وصفاء النية ووضوح الموقف إلى جانب كونه جزيل العطاء ومتعدد المواهب ومتنوع الاهتمامات خدم بسخاء مهنته ووطنه». أما السيد محمد بوعبيد، رئيس الرابطة المغربية للحصافيين الرياضيين، فأكد على أن المرحوم عبد اللطيف الغربي « كان رجلا عصاميا نجح في الجمع بين خيوط السياسة والثقافة والرياضة والفن نظرا لتعدد مواهبه واختصاصاته. ومن جانبه، قال السيد عبد الله البقالي، نائب الكاتب العام للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، إنه «يمكننا من خلال حياة هذا الرجل قياس تاريخ المغرب السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي لكونه عايش جميع هذه المحطات، وبالتالي تاريخ المغرب الحقيقي». وأبدى البقالي مخاوفه من توالي «تساقط مراجع ووثائق تاريخية دون أن نسترجع مضامينها وهذا فيه ضياع لتاريخ المغرب .. وأخاف أن يأتي يوم سنقرأ فيه التاريخ على غير صانعيه.. ونحن في النقابة الوطنية للصحافة مسؤوليتنا كأطر مهنية أن نستخرج هذا التاريخ بما يساهم في تحسين أوضاعنا المهنية». وصبت باقي تدخلات الشخصيات التي عايشت وجايلت الفقيد في السياق ذاته حيث أشادت جميعها بالمسيرة المهنية الرائدة والمليئة بالإنجازات لهذا الصحافي الملتزم الذي يتنفس الرياضة حتى الثمالة، ويعرف جيدا أدواته ويقدر الحرية المسؤولة التي تحترم الآخر. وفي ختام هذا الحفل التأبيني، سلمت الجمعية المغربية للصحافة الرياضية لأسرة الفقيد صورة مركبة له إضافة إلى الشريط الوثائقي . كما كرمت العديد من الوجوه الإعلامية والرياضية والفنية. وكان عميد الصحفيين الرياضيين المغاربة عبد اللطيف الغربي، الذي يعتبر من المؤسسين للجمعية المغربية للصحافة الرياضية عام 1971 والتي تولى رئاستها لمدة 18 سنة، قد لبى نداء ربه يوم 21 ماي الماضي عن عمر يناهز 83 سنة. يذكر أن الفقيد يعد من رواد الإعلام بالمغرب بشكل عام والإعلام الرياضي بشكل خاص حيث ولج الميدان السمعي البصري عام 1945. وتولى على مدى أربعين سنة تغطية العديد من الأحداث السياسية والرياضية والثقافية البارزة، من بينها المفاوضات المغربية الفرنسية عام 1955 في إيكس ليبان ودورة الألعاب الأولمبية في هلسنكي عام 1952. وكان للفقيد الفضل في تأسيس مصلحة الرياضة بالإذاعة الوطنية، التي تولى رئاستها لعدة سنوات وعين يوم 3 مارس 1962 متصرفا بمؤسسة الإذاعة والتلفزة وهو المنصب الذي شغله حتى يوليوز 1964. كما شغل منصب رئيس تحرير بوكالة المغرب العربي للأنباء لمدة سنة (1975-1976) قبل أن يلتحق مجددا بمؤسسة الإذاعة والتلفزة المغربية.