في هذه الزاوية كتبنا عن طنجة أكثر من مرة ، سواء عندما تم إخراج المسرحية السخيفة لإستقالة الشاب سمير عبد المولى ، والتي تبين للجميع اليوم بأنها فعلا كانت مسرحية ، كان فيها السيد عبد المولى مجبرا على ترك السفينة ، وكتبنا أيضا كيف حملت رياح التجاوز والقفز على القوانين فؤاد العماري ، الذي جمع إسمين في إسم واحد ، وكان ذلك فيما مضى كافيا لكي تخر أغلبية مجلس طنجة ساجدة للعمدة فوق العادة . كتبنا أيضا كيف أن الحزب الأغلبي حزب الأصالة والمعاصرة إحترف تحويل حقيقة كونه أقلية إلى وهم أنه يمثل الأغلبية ، هذه « الرياضة « التي مارسها بالكثير من العنف والتجاوز في عدد من المجالس على طول البلاد وعرضها ..تبين اليوم أن الدائم هو الله ، والخبر اليقين جاء من طنجة نهاية الأسبوع الماضي بعدما صوت المجلس الجماعي لطنجة ضد فؤاد العماري وحزب الأصالة والمعاصرة وضد تدبيره للجماعة الحضرية، إضافة إلى عدم تمكنه من تمرير أية نقطة من جدول أعمال دورة فبراير 2011. فقد صوت 59 عضوا ضد الحساب الإداري مقابل صوت واحد فقط لصالحه وامتناع عضوين عن التصويت، وبذلك يسقط أول حساب إداري للعمدة فوق العادة الذي تم تنصيبه ضدا على القانون أواخر شهر أكتوبر الماضي. وعرفت الجلسة الأخيرة من دورة فبراير ، يوم فاتح أبريل كما أفادت بذلك الصحافة حرفيا « مناقشة حادة همت انتقاد طريقة التدبير وتفشي الفساد والرشوة بالمجلس بشكل غير مسبوق، والفضائح العارمة التي يشهدها قطاع التعمير بعد بروز رخص غير قانونية وقعها العمدة لفائدة منعشين يمولون حملاته الانتخابية، إضافة إلى رخصة غير قانونية وقعها العمدة لأحد نوابه، إضافة إلى استفادة فندق سيزار بشكل غير قانوني من 170 ألف درهم من أموال الجماعة. وقد عاد جميع المتدخلين لتقرير لجنة المالية الذي كشف عن عشرات المخالفات المالية والخروقات القانونية في تدبير مالية المجلس، خاصة وأن العمدة الحالي فؤاد العماري صرف أزيد من 80% من النفقات الاستهلاكية خلال شهرين فقط أواخر سنة 2010.» .. هذا هو الحزب الذي رهن طنجة بأحلامه وطموحاته المريضة منذ 2009 ، ورهن منطقة الشمال ككل بحسابات سياسوية ضيقة ومتخلفة ، وقاد حملات « تطهيرية « قادها إسميا الشاب فؤاد في الشمال ، تماما كما تقود كتائب القذافي اليوم معاركها ضد الثوار ، حيث كانت بيانات الفتوحات العظيمة لفؤاد ومن يسيرونه ، تملأ صفحات الجرائد الملونة التي تخلت عنه اليوم ، فسبحان مبدل الأحوال . لطنجة الله ورجال ونساء من ذهب لا يمكن أن يتركوا عاصمة البوغاز تضيع في الحسابات السياسية لصغار الساسة ومسخريهم ، لطنجة اليوم الحق كي تثور لتستعيد حريتها بعد أن جرفتها رياح الحزب الوحيد إلى أدغال كوريا الشمالية ومجاهل تجارب البعث وأحزاب التجمع الدستوري والوطني الديمقراطي والشعبي . بإسم الطنجاويين أسمح لنفسي اليوم بالقول « الله إرحم من زار أوخفف» .