يقول لومباردي «الفوز عادة...وكذلك الخسارة... للأسف» ...مساء أول أمس قدم عمدة طنجة السيد عبد المولى من حزب الأصالة والمعاصرة استقالته من عمودية عاصمة البوغاز طنجة وذلك رفقة ثلاثة من نوابه كلهم ينتمون لنفس الحزب، إلى هنا يمكن اعتبار الخبر عاديا، عمدة فشل في تسيير مدينة حجمها أكبر منه طبيعي أن يُقدم على تقديم الاستقالة، عمدة سقط سهوا على السياسة طبيعي أن يعجز عن تسيير جماعة .. عمدة من أصحاب الثروات العريضة والطويلة لا وقت له لمتابعة قضايا البسطاء في طنجة...الرئيس الذي يحضر إلى البرلمان في سيارة يفوق ثمنها 300 مليون سنتيم في بلد يعيش على الكفاف نتيجة سنوات من إقتصاد الريع والهمزة، لا يمكنه أن يستوعب كيف تعيش أحياء بكاملها في طنجة في ظلام دامس ..المفارقة هي أن ثمن «سنيال» سيارة الشاب عبد المولى يمكن أن يضئ أحياء تعيش فيها مئات الأسر والعائلات ..أتسائل كيف يستطيع مثل هؤولاء أن يصنعوا كل هذه الثروات ويفشلون في تسيير مدينة بحجم طنجة وبإمكانيات طنجة...؟ المهم هو أن الشاب عبد المولى وحزب الأصالة والمعاصرة رغبوا في تحويل الخسارة / الفشل إلى إنتصار سياسي صغير حيث صرح العمدة المخلوع لجريدة «أخبار اليوم» بأن استقالته هي عبارة عن درس في الأخلاق السياسية وجرأة سياسية غير مسبوقة كما وصفها المكتب الوطني لحزبه، بل هي رسالة لكل مسؤول فقد الأغلبية ... يعتبر كل هذا الكلام الكبير جميلا ...لكن الواقع عنيد ..الواقع يقول بأن حزب الأصالة والمعاصرة أتى.. في إطار حملة التجميع التي قادها ولا يزال .. بشخص مستواه في السياسة قد يتجاوز درجة الصفر ببعض الأرقام على اليمين، والواقع أيضا أن حزب الأصالة والمعاصرة لم يحصل في طنجة سوى على سبعة مقاعد وهي أقلية مجهرية في مجلس طنجة، الذي حصل هو أن جميع الوسائل استعملت لفرض الشاب عبد المولى عمدة على طنجة، حيث تم الانقلاب على التحالف المشكل من التجمع الوطني للأحرار (22مقعدا) والعدالة والتنمية (21 مقعدا) والاتحاد الدستوري (6 مقاعد) والذين وقعوا على ميثاق شرف عشية إعلان النتائج يمنح العمودية ليوسف بن جلون عن التجمع الوطني للأحرار، ورغم كل الوسائل التي استعملت ل«تبريزه» على رأس عمودية طنجة فشل الشاب عبد المولى الذي ترشح وحيدا في نيل الأغلبية المطلقة لدورتين متتابعتين، و«فاز» في الدورة الثالثة بما اتفق على خصم اسمه «لا أحد» ...هذا هو العمدة والحزب اللذان يريدان تقديم الدروس للآخرين، الشاب عبد المولى يعرف انه لم يكن أصلا يملك أغلبية لكي يفقدها اليوم ، وحزب الأصالة والمعاصرة بكامله بُني على سرقة الأغلبيات وفبركتها، فالحزب الذي انطلق بثلاثة مقاعد ليتحول اليوم أول «سوبر مارشي» للنواب والمستشارين يستحق فعلا أن يأخذ الدرس من عمدته السابق في طنجة، والدرس البسيط الذي قدمه رجل «بسيط»...في السياسة ..هو أن الأغلبيات المُفبركة لا تصمد أمام الواقع ومن الأفضل أن يملك الإنسان فضيلة «النقد الذاتي» لكي يعتذر للناخبين في الوقت المناسب، بقي أن نُذكر بأن السيد عبد المولى الذي يتباكى على غياب الأغلبية حصل في الانتخابات الجزئية الأخيرة والتي لم يمضي عليها سوى شهر ونصف على 89 صوت في طنجة المدينة وهو الذي لا يملك حزبه سوى سبعة مقاعد فيها ، وحصل في المجموع على رقم خيالي فاق 500 صوت ، حقيقة لا يملك الإنسان سوى أن ينبهر بكل هذه «العبقرية» التي يملكها السيد عبد المولى ليستقطب كل هذه الأصوات في انتخابات جزئية، لكن إذا عرفنا أن السيد يملك سيارة من بين أسطول سيارات فخامته تتجاوز 300 مليون، ربما يبطل الإنبهار ... السيد عبد المولى كان عليه أن يكتفي بتصريح مقتضب أتطوع باقتراحه عليه:» أنا في الواقع لاعلاقة لي بالسياسة لا من بعيد ولا من قريب وكل ما جرى تم صُنعه بعيدا عن إمكانياتي، فأنا فاشل منذ البداية في جمع الأغلبية التي لا أريدها أصلا ولا أريد منصب العمدة ، فقط أنا متشبت بالبزنيس هو الذي أفهم فيه ...يمكن أن أكون عضوا في مكتب وطني يجتمع في الرباط ومُستحب أن تكون لدي الحصانة لمدة تسع سنوات في البرلمان «حيت خدمتنا صعيبة»، وما دون ذلك من فريع «الراس ديال» المواطنين ودراويش المدينة التي «أصور فيها طروفة ديال الخبز» لا علاقة لي به ...وأرجوا أن تتقبلوا اعتذاري عن التصريحات التي قدمتها للصحافة بعد تقديم الاستقالة، لأنني فقط وبتوجيه من البعض حاولت أن أُظهر نفسي على أنني «واعر» في السياسة لذلك قلت ذلك الكلام الكبير «المٌهم تهالى أوطلقوا مني» ... [email protected]